عادت اللجنة الخماسية إلى الساحة اللبنانية، لكنّ عودتها كانت قد سبقتها اجتماعات في واشنطن بين الأميركيين والفرنسيين. وعلى أساس توزيع الأدوار والتنسيق في معالجة الملفّات انطلقت الخماسية من جديد. هذه المرّة مع القوى السياسية على أن تعود إلى عين التينة في وقت لاحق. يسابق حراك الخماسية الكلام عن حرب مقبلة على لبنان، محاولاً تثبيت فصل الرئاسة عن الأمن. ولكنّ أمام ذلك عوائق لا تزال موجودة على الرغم من تصميم إدارات الدول الخمس على إبقاء الملفّ الرئاسي حيّاً من خلال الإبقاء على الخماسية وحراكها.
اجتماعات واشنطن وتوزيعٌ للأدوار
نشر حساب السفارة الفرنسية في واشنطن على موقع “إكس” صورة جمعت الموفدين الرئاسيَّين الفرنسي والأميركي جان إيف لودريان وآموس هوكستين في لقاء للتنسيق بالملفّ اللبناني، شاركت فيه مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية آن غريو. اللافت في الموفدين الرئاسيّين أنّ كلّاً منهما يهتمّ بملفّ مختلف عن الآخر. إلا أنّ المصادر الدبلوماسية العربية تقول لـ”أساس” إنّ زيارة هوكستين الأخيرة للبنان خلقت نوعاً من الجدل بعدما سبّبت تداخلاً بين ملفّي الحدود والرئاسة، فكان هذا الاجتماع تنسيقياً للتأكيد أنّ مهمّة هوكستين محصورة بالتفاوض بملفّ الحدود فيما مهمّة لودريان مستمرّة بالملفّ الرئاسي اللبناني.
في المعلومات أنّ لودريان لن يزور لبنان في المدى القريب بعدما أرست جولاته الأخيرة الثوابت التي تعمل على أساسها اللجنة الخماسية. وبالتالي فإنّ مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف والسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون معنيّان بالملفّ الرئاسي اللبناني من خلال الخماسية.
أمّا ما لم يُنشر في الإعلام عن لقاءات واشنطن فكان لقاءً جمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع مديرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غريو ولودريان. وعلى جدول أعمال هذا اللقاء وُضعت ملفّات عدّة خاصّة بالمنطقة. تحديداً حول إسرائيل وغزة ولبنان. وفي الملفّ اللبناني جرى التنسيق في الأدوار التي يلعبها كلّ من البلدين في الملفّات اللبنانية، تحديداً في الرئاسة والحدود.
في اجتماع اللجنة الخماسية مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان كلّ منهما واضحاً في موقفه
الخماسيّة بين فرنجيّة وباسيل والحزب
في اجتماع اللجنة الخماسية مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان كلّ منهما واضحاً في موقفه. فرنجية متمسّك بترشيحه ومقاربته لدور الحزب الوطني ودعمه في مواجهته إسرائيل. واللجنة الخماسية متمسّكة بالخيار الثالث ما دام فرنجية لا يستطيع تغيير معادلة جلسة الرابع عشر من حزيران. ولكنّ مصادر اللقاء تشير إلى أنّه كان هادئاً ولم يتخلّله أيّ توتّر. وفرنجية عبّر عن موافقته على سردية الخماسية مؤكّداً أولوية المصلحة الوطنية. إنّما اللافت في هذا اللقاء هو غياب سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري عنه بسبب وعكة صحيّة عابرة ألمّت به.
أما لقاء اللجنة الخماسية بباسيل، فتحدثت مصادر التيار أنّه كان إيجابياً جداً. واللافت فيه عكس كل التوقعات السابقة، غابت السفيرة الأميركية ولكن السفير السعودي حضر اللقاء. وتحدثت المصادر أنه كان ودوداً جداً ومشاركاً في اللقاء بشكل إيجابي. أمّا باسيل فكرّر موقف التيار رافضاً طرح أيّ اسم. بل مؤكّداً ضرورة انتخاب رئيس بأسرع وقت ومعبراً عن إيجابيته في التعامل مع الدعوة إلى الحوار.
بعد الرباعية التي اجتمعت بباسيل، انتقلت إلى لقاء كتلة الوفاء للمقاومة فأصبحت ثلاثية بغياب السفير السعودي والسفيرة الأمريكية.
اللجنة الخماسية
وفي المعلومات أنّ الكتلة كرّرت الموقف نفسه التي قالته لكتلة الاعتدال الوطني. “سليمان فرنجية مرشحنا وبرّي للحوار.. ولا مانع لمناقشة الرئاسة على الطاولة”. لم يبدو سلبياً موقف الحزب للثلاثية ولكنه لا يشجع المعارضة على التعاون.
في الواقع بالنسبة إلى المصادر الدبلوماسية أصبح النقاش حول الحوار أو التشاور، مهزلة لبنانية لا تدل إلا على أنّ لا إرادة فعلية لانتخاب رئيس. اللجنة ستكمل أعمالها ولكنها أنهت جولتها هذه من دون تدوين أي مواعيد الأسبوع المقبل. تزامناً كان رئيس تيار المرده سليمان فرنجية يزور بكركي معلناً أنه قاطع اللجنة المخصصة للبحث في الوثيقة ولكنه لم يقاطع بكركي.