قطعت التسوية الاقليمية البحار، مرّت في دول الاقليم ووصلت طريق بعبدا المؤدي الى القصر الجمهوري.
الاشارات السعودية الايجابية غير المباشرة، بدأت تصل الى مسامع عين التينة وحارة حريك وبنشعي، إن كان عبر الفرنسي أو عبر حلفاء المملكة في لبنان، تحديداً “الاشتراكي” و”القوات” و”الكتائب”.
تحرك رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لمجاراة المتغيرات الاقليمية، مطلقاً الالتزامات السياسية علانية أو ما اصطُلح على تسميته فرنسياً “الضمانات”، يوحي ببدء اكتمال التسوية ووضع الاستحقاق الرئاسي على سكة الانجاز. ويتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة المقبلة تسارعاً في مجريات الأحداث الداخلية ايجاباً، بحيث بدأت “انتانات” بعض القوى السياسية تميل على “هوا التسوية”، بانتظار الكلمة الفصل السعودية.
أما الاشارات الايجابية فرُصدت من داعمي فرنجية على موجتين:
– ليونة اشتراكية؛ فبعض الأصوات التي كانت تستميت لتوحيد المعارضة وحاولت مواجهة التسوية الاقليمية برفض داخلي لفرنجية، وتواصلت أيضاً مع “التيار الوطني الحر” لهذا الغرض، نُقل عنها مؤخراً أنها تتحدث بإيجابية عن فرنجية، وبدأت بتدوير الزوايا من خلال الحديث عن ميزته بأنه ابن بيت سياسي عريق وملمّ بالتركيبة اللبنانية، ولديه خبرة في ادارة الشأن العام من خلال العلاقات السياسية التي تربطه بخصومه كما بحلفائه.
– اطلاع كتائبي على نتائج التحرك الفرنسي؛ اذ تقول أوساط كتائبية لموقع “لبنان الكبير” إن مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل طرح بصورة مباشرة إسم سليمان فرنجية على رئيس الحزب النائب سامي الجميل، ووضعه في أجواء الايجابية السعودية المستجدة، الا أن الجميل أكد على رفض السير بفرنجية وهدد بمقاطعة حزبه الجلسة مع “القوات” و”التيار الوطني الحر”، وإظهاره بصورة الفاقد للغطاء المسيحي.
تقول مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير”: إن النائب الجميل طلب من الفرنسي اللامركزية الادارية، فأجابه الفرنسي انها منصوص عنها في اتفاق الطائف. الا أن الجميل أوضح أن ما يطلبه أوسع من الحدود التي رسمها الطائف، فكان الجواب الفرنسي حاسماً: اذهبوا الى المجلس النيابي وطالبوا بالتعديلات التي تريدونها… فالاهتمام الفرنسي يصب حالياً باتجاه ملء الشغور في الرئاسة الأولى.
مصادر اشتراكية واسعة الاطلاع تقول لموقع “لبنان الكبير”: إن المشهد المسيحي حالياً محكوم بالمزايدات، وانصرفت اهتمامات الأحزاب المسيحية نحو تحسين شعبيتها واستقطاب جمهور إضافي، حتى لو كانت بعناوين تقسيمية ومفدرلة. فـ”الكتائب” من جهتها تطلّ على جمهورها من باب اللامركزية والفدرلة لتحصيل الشعبية، وتزايد على “القوات اللبنانية” التي تنتهج المعارضة سبيلاً للمّ الشارع المسيحي. فلم يعد يعني رئيس حزب “القوات” سمير جعجع أي رئاسة أو أي حكومة، في حال سارت المملكة العربية السعودية بفرنجية علانية، إنما ما يعنيه فقط هو العمل على الرأي العام المسيحي وتكريس نفسه أولاً في شارعه وطائفته. وتوضح هذه المصادر أنه حتى لو قررت “القوات” أن تغيب عن الجلسة الانتخابية الأولى أو الثانية، فالمرجح أن تخضع أخيراً للضغوظ الدولية للمشاركة في الجلسة، ليس للتصويت لفرنجية، إنما لتأمين نصابها.
مصادر داعمة لترشيح رئيس تيار “المردة” تقول لموقع “لبنان الكبير”: حتى المعارضة اقتنعت بهبوب رياح التسوية لمصلحة فرنجية، فهل يستلحق حليفنا رئيس “التيار الوطني الحر” نفسه ويمشي في ركب التسوية، أم سيستمر في التعنت والنكد السياسي؟