مع استمرار الترقب الداخلي لما ستؤول اليه التطورات الإقليمية في ضوء الاتفاق السعودي-الإيراني وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الرسمية الى الامارات العربية المتحدة وتداعيات ما يحصل من مستجدات على الأوضاع اللبنانية تبقى سبل الحوار والتواصل مقفلة، مع الاخذ بعين الاعتبار تبدل مقاربة الاستحقاق الرئاسي من قبل بعض الأطراف المحلية بعد ابرام الاتفاق.
في المقابل، يبدو ان المناشدات والدعوات المتتالية من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للمسؤولين السياسيين لانتخاب رئيس لم تجد اذانا صاغية، رغم تحركاته المتواصلة على هذا الصعيد ومبادراته، فما كان امامه من سبيل سوى التوجه الى الله عبر الصلاة والتضرع من خلال دعوته كافة نواب الطائفة المسيحية الى «بيت عنايا» في الخامس من نيسان المقبل ، على امل تسجيل خرق ما على صعيد الملف الرئاسي، الا اذا حصلت معجزة سماوية خلال الأيام الفاصلة عن الموعد المحدد توقف الانهيار المتواصل وتُنهي الشغور المستمر منذ قرابة الخمسة اشهر.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه النواب وصول الدعوات لهم بشكل رسمي أبدت معظم الأطراف السياسية المسيحية تجاوبا مع دعوة الراعي، وفي هذا الاطار رحبت مصادر تيار «المرده» عبر «اللواء» بدعوة بكركي، وأعربت عن ثقتها بأن اسهم رئيس التيار سليمان فرنجيه لا زالت مرتفعة، وانه لا يزال الاوفر حظا بالوصول الى قصر بعبدا، وأكدت صحة المعلومات المتداولة من ان فرنجيه منكب حاليا مع فريق عمله على التحضير لبرنامج شامل، على ان يُعلن عنه في وقت قريب وفور الانتهاء من وضع النقاط الأخيرة عليه.
وعن سبب عدم اعلان فرنجيه ترشحه رسميا حتى الان، اشارت المصادر الى ان رئيس «المرده» ليس بحاجة الى اعلان الترشيح بشكل رسمي خصوصا انه يعتبر نفسه مرشحا طبيعيا، وتقول المصادر:«لماذا يطالب البعض بقيام فرنجيه بهذه الخطوة رغم ان معظم الأسماء المتداولة والمرشحة لم تعلن ترشحها بشكل رسمي».
واذ نفت المصادر المعلومات التي كانت تحدثت عن عزم فرنجيه عقد مؤتمر صحافي للإعلان عن ترشحه ولكنه تأجل، اشارت الى ان رئيس تيار «المرده» يرفض رفضا قاطعا التعامل معه في صندوق الاقتراع بالمجلس النيابي كما هو الحال مع النائب ميشال معوض من خلال نيله عدد محدود من الأصوات لان هدفه واضح وجدي وهو الوصول الى الرئاسة.
واذ تأسف المصادر لاعتبار البعض بأن سليمان فرنجيه هو مرشح الثنائي الشيعي، لفتت الى ان الأخير ليس بحاجة لشهادة من احد بوطنيته وعروبته خصوصا انه غير طارئ على العمل السياسي في لبنان.
من ناحيتها، املت مصادر وزارية ان ينعكس الانفراج الإقليمي على الأوضاع الداخلية اللبنانية، وأشارت الى انه من المستحيل ان لا يتأثر لبنان إيجابا بذلك، ولكنها رأت الى ان الامر لا يزال يحتاج الى بعض الوقت لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق السعودي –الإيراني وبلورة مفاعيله، خصوصا بعد الدعوة الذي وجهها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى الرئيس الإيراني لزيارة المملكة مما يعني ان الخطوات قد تتسارع في الأيام المقبلة.
لذلك، تشدد المصادر على أهمية التكاتف الداخلي ، داعية كافة الأطراف لان تضع مصلحة الوطن كأولوية لديها لان واجبنا جميعا هو التوافق، والابتعاد عن الرهان على الخارج وربط مصير لبنان بما يحدث في الإقليم .
وحول استمرار تمسك كل فريق سياسي بمطالبه ومرشحه، اعتبرت المصادر الى ان ذلك يتم وضعه في خانة تحسين الشروط والحصول على مكاسب اكبر .
واذ لم تستبعد المصادر الوصول في نهاية الامر الى التوافق على اسم وسطي من خارج الأسماء المتداولة يُسقط جميع المرشحين، اعتبرت ان انتخاب رئيس لا يعني انتهاء الازمة فورا، ولكن مجرد انجاز الاستحقاق يكون هو المدخل لبداية الحل.
وأشارت المصادر الى ان المطلوب ان يكون لدى الرئيس المقبل افاق اقتصادية وخبرة مالية.
وشددت المصادر على ضرورة ان تتفق الأطراف المسيحية على اسم الرئيس، خصوصا انهم هم «ام الصبي» ومن الحكمة ان يتفقوا على سلة أسماء للاختيار في ما بينها بالمجلس النيابي، واعتبرت انه في حال الوصول الى توافق بين المسيحيين سيسقط حتما الاسم المطروح من قبل الثنائي الشيعي اي فرنجيه، الذي لم يعد باستطاعته تخطي طائفته ويؤدي بالتالي الى ارباك للثنائي.