كتب أنطوان غطاس صعب في موقع mtv:
بات من الواضح أن الأيام المقبلة ستكون مفصلية في ظل إعادة خلط الأوراق الرئاسية حيث سيعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ترشحه رسمياً لرئاسة الجمهورية، وهذا بحدّ ذاته سيؤدي الى اشعال الساحة المحلية في ظل الهوة الكبيرة بين الأطراف الداخلية.
وتشير مصادر مقرّبة من أجواء فرنجيه إلى أنّه بدأ يتحرّك مسيحياً، وردّ على الذين اتهموه بأن ترشحه جاء من قبل الثنائي الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، بمعنى انه رُشّح من عين التينة وحارة حريك، ولهذه الغاية زار أحد الأديرة في زغرتا وأرسل، بالصورة والصوت، إشارات بأنه “مسيحي بـ ٢٤ قيراط” ولن يقبل بأن يُصنّف في خانة أخرى، وعليه يرتقب بعد ترشّحه أن يزور بكركي ويلتقي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، علماً أنّ زيارات فرنجيّه الى الراعي لم تنقطع.
سيزور فرنجيه إذاً مرجعيات مسيحية وإسلامية ويؤكد على الثوابت الوطنية، ما يعني أن هذا الترشيح لا يعيد خلط الأوراق فحسب وانما ستكون له تداعيات في الداخل والخارج، ولكن الكلمة الفصل وفق المعلومات المتأتية أن أكثر من لقاء دولي واقليمي سيعقد خلال الأيام المقبلة وستطرح صيغة الحلّ في لبنان من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، ولا شيء يأتي برئيس للجمهورية في هذه المرحلة سوى التسوية الدولية والإقليمية وما بدأ يظهر من التفاهم السعودي – الإيراني في ظل الاصطفافات محلياً وبفعل الانقسام العامودي بين سائر المكونات.
لذلك، بدأت الأمور تتوضح وثمة انقسام عميق وكذلك عدم رؤية لما ستؤول اليه الاتصالات الجارية، اذ ينقل أن المجتمع الدولي يسعى لانتخاب رئيس في لبنان قبل حصول تطورات دولية ربطاً بالأعمال الميدانية على خط الحرب الروسية – الأوكرانية، الى ما يجري في سوريا وفلسطين والعراق وهذه المسائل تترك تداعياتها على الداخل اللبناني.
من هذا المنطلق تقول المصادر إن فرنجيه يعتزم تكثيف نشاطه، في حين يبقى قائد الجيش العماد جوزاف عون مرشحاً أساسياً من دون أن يعلن ترشحه، وهناك أكثر من إشارة وصلت الى بعض الجهات تؤكد بأن الدول الخمس وفي خضم هذه الاصطفافات ترى أن حظوظ العماد عون هي الأبرز في هذه المرحلة، وهذا التوقيت المفصلي لبنانياً وعربياً ودولياً.