“التدريب تمّ في إيران”، هذا ما حسمه في حديث إلى “أساس” مصدر رفيع في محور الممانعة كشف للمرّة الأولى هذه المعلومة ومعلومات حسّاسة أخرى، خلافاً لما كشفه تقرير وكالة “رويترز” الذي نشرته يوم الإثنين الماضي وفيه أنّ التدريب تمّ في نموذج لمستوطنة إسرائيلية بنته “حماس” داخل قطاع غزّة.
“تدريبات مكثّفة لفرقِ النخبة في مُعسكرات خاصّة في إيران”. وعدد هؤلاء تراوح بين 800 وألف فقط. وعادوا كلّهم إلى قواعدهم سالمين، ويحتجزوا ما يزيد على 130 أسيراً، خلافاً للرواية الإسرائيلية عن مئات الأسرى وعن مقتل مئات المقاتلين.
أمّا عن الهجوم “برّاً وبحراً وجوّاً”، فهذه ليست كلّ الحكاية. ما خَفيَ كان أعظم. المقاتلون الألف وصل معظمهم على درّاجات نارية سلكت “الأنفاق”، تحت الأرض. إذاً هو هجوم برّي وبحريّ وجويّ وما تحت أرضيّ، كما يكشف المصدر الرفيع في هذا الحديث الخاصّ.
أوساط “حماس” لـ”أساس”: صفقة الجنديّ جلعاد شاليط أسفرَت عن الإفراج عن 1,024 أسيراً من سجون الاحتلال، وتُعوّل قيادة الحركة على إطلاق كلّ الأسرى
هنا بعض المعلومات:
1- العملية كانت مُحاطة بسريّة تامّة، وهذا ما “أعمى” عيون الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية وغيرهما. حتّى إنّ بعضَ قيادات الصّفّ الأوّل في حركة حماس لم تكُن على علمٍ بها، وسمعت بها من وسائل الإعلام.
2- أخطَرت حركة حماس قيادة “الجهاد الإسلامي” بالعمليّة قبلَ انطلاقها بوقتٍ قصيرٍ لتنضمّ وحدات سرايا القدس إلى كتائب القسّام في الاقتحام.
3- توزّعت المجموعات في التدريب والاقتحام إلى ما يُشبه “الشّبكات العنقوديّة” لحماية العمليّة من الانكشاف بسبب كثرة المُنخرطين بها من الأفراد، أيّ أنّ كلّ مجموعة كانت تتدرّب على المهامّ المنوطة بها من دون أن تعرف الأسباب والموعد، ولا علاقتها بالمجموعات الأخرى المُشاركة، مثل الإسناد النّاريّ والصّاروخي أو وحدة الطّائرات المُسيّرة.
4- فورَ انطلاق العمليّة، أطلقت الوحدات الصّاروخيّة في حركتَي حماس والجهاد ما يزيد على 3,000 صاروخٍ من مختلف العيارات.
5- تزامن ذلك مع هجومٍ سيبرانيّ، رفضَ المصدر ذكر مصادره المتعدّدة، إلّا أنّه أكّد أنّ أكثر من جهة كانت مُشاركة فيه. استهدف الهجوم “السّيبراني المُتعدّد” أنظمة الإنذار المُبكر، والقبّة الحديديّة والكاميرات التي تُحيطُ بالقطاع، فأسقطتها وعطّلتها. وكان هذا الباب الأساسي للانتصار وتنفيذ المهمّة التي أدهشت العالم.
6- في عزّ انهمار الصّواريخ وتعطيل أجهزة الإنذار المبكّر والقبّة الحديديّة التي كلّفت إسرائيل عشرات مليارات الدولارات، بدأ مُقاتلو القسّام وسرايا القدس باقتحام المواقع الإسرائيليّة المُجاورة للقطاع عبر الطائرات الشّراعيّة وبعض فرق “الكوماندوس البحري” وتجاوز السّور المُحيط بغزّة. وكلّ هذا ظهرَ في مقاطع الفيديو التي نشرتها حركتا حماس والجهاد.
ما لم يكتشفه الجيش الإسرائيلي أكبر ممّا يعتقد، خصوصاً ما يتعلّق ببعض الرّتب العسكريّة الرّفيعة، وما استطاع المُقاتلون اغتنامه من المواقع العسكريّة والأمنيّة ومقرّات القيادة الإسرائيليّة
7- المشهد الأهمّ الذي لم يُعرَض كان هجوم المُقاتلين الفلسطينيين من شبكة الأنفاق الممتدّة من شمال القطاع إلى رفحَ في جنوبه. ومن هناك كان العدد الأكبر من المُقاتلين يخرج عبر درّاجات ناريّة تقلّ كلّ واحدةٍ منها مُقاتليْن.
8- يؤكّد المصدر أنّ عدد المُقاتلين كان بين 800 و1,000 مُقاتل، عادوا إلى القطاع بسلام بعد انقضاء مهمّتهم، وأنّ المشاهد التي عرضها الجيش الإسرائيلي لمُعتقلين قالَ إنّهم من كتائب القسّام هي لمواطنين غزّيّين خرجوا من القطاع نحوَ مُستوطنات الغلاف بعد سماعهم بالعمليّة.
ما خفيَ أعظم؟
على الرّغم من تسجيل الجهات الإسرائيليّة أرقاماً قياسياً لعدد القتلى من الجيش والمستوطنين والجرحى والأسرى، إلّا أنّ المصدر يؤكّد التالي:
– ما لم يكتشفه الجيش الإسرائيلي أكبر ممّا يعتقد، خصوصاً ما يتعلّق ببعض الرّتب العسكريّة الرّفيعة، وما استطاع المُقاتلون اغتنامه من المواقع العسكريّة والأمنيّة ومقرّات القيادة الإسرائيليّة.
– صارَ من شبه المُؤكّد أنّ عدد الأسرى الإسرائيليين لدى القسّام وسرايا القدس يزيدُ على 130.
– تُؤكّد أوساط حركة حماس أن لا تفاوض على الأسرى إلّا بعد التوصّل لوقف إطلاق النّار.
– يستعمل قياديّو “حماس” مع من يتواصل معهم عبارة “تبييض السّجون”، أي تحرير كلّ المُعتقلين العرب والأجانب مُقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
– تقول أوساط “حماس” لـ”أساس” إنّ صفقة الجنديّ جلعاد شاليط أسفرَت عن الإفراج عن 1,024 أسيراً من سجون الاحتلال، وتُعوّل قيادة الحركة على إطلاق كلّ الأسرى وفي مُقدّمهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والكشف عن مصير الأسير اللبنانيّ يحيى سكاف.