الرئيسيةمقالات سياسيةحين “يسكر” جبران باسيل بالنصر

حين “يسكر” جبران باسيل بالنصر

Published on

spot_img

سيخضع تحالف انتخابات نقابة المهندسين الذي أعاد النبض إلى علاقة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بالثنائي الشيعي، بجناحيه، أي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري و»حزب الله»، للكثير من التدقيق، بحثاً عن متمماته غير المحسوسة والملموسة، اذا ما كانت له ملحقات ذات طابع أوسع وأكثر عمقاً من التفاهم النقابي… لا سيما وأنّ هذا التحالف الذي منح باسيل نصراً سياسياً يبحث عنه منذ فترة طويلة، يتزامن مع حركة مشاورات يجريها مع بري عبر النائب غسان عطالله، لا تزال إلى الآن محمية من الانتكاسات، ولو أنّ كُثراً لا يرون فيها إلّا محطة جديدة من محطات تقطيع الوقت، لأنّ باسيل ليس من قماشة السياسيين الذين يوكلون التفاوض في القضايا الحساسة لغيرهم.

في الواقع، فإنّ استثمار نجاح تجربة التفاهم النقابي، لتعميمه على ملفات أخرى، قد لا يكون مهماً بنظر البعض، بقدر ما لباسيل الرغبة في توظيف هذا «الربح» في علاقته مع حلفائه وخصومه على حدّ سواء. بمعنى أنّ الرجل عادة ما يلتقط «الهدايا» من هذا النوع، والتي تُقدّم له على قاعدة الاختيار بين «السيئ والأسوأ»، ويحوّلها فرصاً للضغط، أو بالأحرى لابتزاز من حوله، القريبين قبل الأبعدين.

وفق هؤلاء، قد يسكر باسيل بكأس «النصر» الذي حققه في نقابة المهندسين ليزيد من منسوب غنجه ودلاله على الثنائي الشيعي، ويرفع من سقف طموحاته في الملف الرئاسي، خصوصاً وأنّ الاستحقاق النقابي أكد ما هو مؤكد بالنسبة له: لا استغناء لـ»الثنائي» وتحديداً «حزب الله» عنه، لأنّ البديل سيكون مزيداً من تعزيز الحضور الشعبي لـ»القوات». هذه المعادلة وحدها كفيلة بدفع باسيل إلى التصلّب في موقفه الرئاسي والتمسك بخيار البحث عن مرشح ثالث، ليبتعد أكثر وأكثر عن خيار سليمان فرنجية.

ولكن هذه المستجدات لا تبدّل كثيراً في معطيات رئيس «تيار المردة» ولا في مقاربته لمجريات الاستحقاق كما يرى عارفوه. فهو لا يراهن بالأساس على انقلاب في موقف جبران باسيل ينقله من ضفّة الرافض إلى ضفّة المؤيد له، ولا يعتقد أنّ رئيس «القوات» سمير جعجع قد يفعلها. الباب مقفل من جانب القطبين المسيحيين، والعمل على تغيير هذا الواقع، صار أشبه ببناء القصور فوق الرمال. أكثر من 17 شهراً من الشغور كفيلة بسحب هذين الرصيديْن من «دفتر توفير» فرنجية الرئاسي. ومع ذلك، هو مقتنع أنّ ترشيحه لم يفقد صلاحيته ولم يوضع على الرفّ. المسألة برمتها صارت أبعد من الحدود اللبنانية والاعتبارات المحلية. ولهذا يسود الاعتقاد على ضفّة مؤيدي رئيس «المرده» أنّ التسوية الاقليمية ستجاري رياحه والأرجح أنّها ستأتي به رئيساً للجمهورية، مهما طال الأمر خصوصاً وأنّ التطورات بيّنت حاجة «حزب الله» إلى رئيس لا يخذله في الظروف الدقيقة.

يعتقد هؤلاء أنّ الالتقاء الأميركي- الإيراني ومعهما السعودي هو حاصل حتماً، ولكن يبقى السرّ في التوقيت، وأنّ هذا التقاطع حين سيحصل سيرفع من حظوظ فرنجية لدرجة حمله إلى قصر بعبدا، ولهذا تصير مسألة عدد الأصوات التي قد يحصل عليها تفصيلاً بسيطاً، بمعنى اكتفائه بأغلبية الـ65 صوتاً بعد تأمين النصاب في الدورتين الأولى والثانية، وهو شرط لا يتوفر إلّا بغطاء تسوية إقليمية تجعل كلّ القوى السياسية، لا سيما المعارضة لانتخاب فرنجية، تمتنع عن مقاطعة الجلسة ولكن من دون التصويت لـ»رئيس التسوية».

أكثر من ذلك، لا يرى هؤلاء أنّ مرحلة انتظار التسوية قد تطول كثيراً. بنظرهم قد يعيد التاريخ نفسه ولكن بوجوه جديدة، لجهة إسقاط ظروف ترئيس العماد ميشال عون وتوقيت حصول التقاطع الإقليمي الذي سمح بانتخابه رئيساً، على الدورة المرتقبة لانتخاب رئيس جديد. يقول هؤلاء إنّ التقاطع الذي وقع في العام 2016 على اسم ميشال عون حصل قبل أسابيع قليلة من إجراء الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية والذي أتى بدونالد ترامب رئيساً، حيث قد يتكرر السيناريو نفسه بمعنى حصول هذا التقاطع قبل أسابيع معدودة أيضاً من اجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية والمحددة بأول يوم ثلثاء من شهر تشرين الثاني، أي في الخامس منه، والتي قد تأتي هذه المرة بفرنجية رئيساً ضمن تقاطع يسمح بنهوض البلد من مأزقه. فهل ستتوفر هذه الظروف؟ أم أنّ الأحداث المتسارعة في المنطقة قد تبدّل كل المشهد؟

أحدث المقالات

هوكشتاين متفائل… و”الحــزب” لم يُقدّم إلتزامات مُسبقة

تتكثّف الحركة الدبلوماسية تجاه لبنان بالتوازي مع حراك إقليمي يأمل في التوصل إلى وقف...

فرصة كبيرة: حراك دوليّ عربيّ إسلاميّ لإنهاء الحرب

كتب الصحافي الأميركي توماس فريدمان بعدما انتقل بين واشنطن والرياض، مقالاً تحت عنوان “إسرائيل...

“العراضة المسلحة”: تشظية السنّة وتخويف المسيحيين وتقويض الدولة

لو أن مشهد “العراضة المسلّحة” في عكار ومناطق أخرى من الشمال، ظهرت قبل عملية...

التحرّك الفرنسي – الأميركي: “خفض التصعيد” بانتظار غــزة؟

طالما أنّ واشنطن وباريس تعلمان علم اليقين أنّ جهودهما من أجل وقف الحرب في...

المزيد من هذه الأخبار

إمتعاض على خلفية فصل بو صعب… ماذا عن موقف نواب “التكتل”؟

ليس معلوماً بعد كيف سينتهي خلاف رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ونائب رئيس...

ماذا يقول “حــزب الله” عن ترشيح قائد الجيش؟

عززت زيارة قائد الجيش لباريس الاعتقاد بتنامي حظوظ انتخابه رئيساً. يحظى الرجل، كما يشاع،...

الحرب قد تدوم سنةً والفوضى الإقليميّة والترانسفير قادمان؟

المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران فصل من فصول الحرب الإقليمية الدائرة انطلاقاً من غزة،...

الجهد الفرنسي- الأميركي يسابق التطورات الميدانية: هوكشتاين بزيارة طارئة؟

استدعت التطورات العسكرية التي شهدها الجنوب اللبناني في الأيام الأخيرة، إعادة تجديد الاتصالات بين...

“إعادة تموضع” جنوباً بدل الإنسحابات؟

إحدى النتائج الملفتة للمحادثات اللبنانية الفرنسية في باريس يوم الجمعة الماضي، تأكيد البيان الثلاثي...

“تحرير” استخراج النفط والغاز: شرط إضافي بمعركة الجنوب

في خطابه الأخير ركّز الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، على إعادة الاعتبار...

معاناة بايدن :تصعيد المشاكل وفشل تصفيرها!

“لا يوجد أسوأ ولا أصعب من الوضع الحالي لمنطقة الشرق الأوسط. والخشية أن تتفلّت...

الخماسية – “الحــزب”: لا رئيس قبل تسوية غــزّة

يُفترض عدم التقليل من أهمية اجتماعات سفراء الدول الخمس بالافرقاء المناوئين لحزب الله. بيد...

جعجع “يهتدي” بخصومه: الهجوم على السوريين كعدو سهل ومربح

يحدث أن تتبدّل مواقف وسياسات قوى أو دول أو أنظمة. ما يقود إلى ذلك...

هل يزور البخاري فرنجية قريباً؟

يلتقي سفراء اللجنة الخماسية الرئيس نبيه برّي مجدّداً بداية الأسبوع المقبل لوضعه في حصيلة...

جعجع يُخفق في الاستراتيجيا و”لا يبدو شاطراً في التكتيك”!

من جريمة مقتل القيادي في القوات اللبنانية باسكال سليمان إلى الإشتباك الحالي بين القوات...

لقاءات الخماسية: بحث عن رئيس.. في كومة قشّ الخصومات

عادت اللجنة الخماسية إلى الساحة اللبنانية، لكنّ عودتها كانت قد سبقتها اجتماعات في واشنطن...

“اتفاق هوكشتاين” المؤجل: من انتظار غــزة إلى انتظار إيران

لدى لبنان تجارب كثيرة وخطرة في آن، مع مسارات التفاوض في معالجة الأزمات العسكرية...

وريقة صغيرة من نتنياهو إلى بايدن: إلزاميّ واختياريّان!

لم يتصرّف نتنياهو حيال الردّ الإيراني الصاروخي، كما لو أنّ ما حصل مجرّد تمثيلية،...

لبنان ما زال في بوسطة عين الرمّانة!

مرّت ذكرى 13 نيسان. لا يزال شبح بوسطة عين الرمّانة مخيّماً على الحياة السياسيّة...