لم يمرّ سوى ايام قليلة على استبدال الملياردير العالمي ايلون ماسك “عصفور تويتر الازرق” بـ”إكس” وبدأت المشاكل التي لم تكن في الحسبان بالظهور، فأُزيلت لافتة الأخيرة بعد تلقيها 24 شكوى لتسببها
بـ”ازعاج ضوئي” لجيران الشركة في سان فرانسيسكو الأميركية، ولم تأخذ التدابير سوى ساعات واختفى النور الساطع، “يا فرحة ما تمّت يا ماسك”.
فلنعود إلى لبنان، تزايدت في الفترة الاخيرة المشاكل التي تحدث بين “الجيران” فأصبح أمر طبيعي أن يضاء منزلك بقنبلة بدل من الكهرباء وأن ترفع دعوى قضائية بعد مقتل أخيك بدون سبب وتبدأ عندها مرحلة الانتظار، لكن هناك وجه شبه بين بلدنا وسان فرانسيسكو وهو ان قضايانا ايضاً تحلّ بغضون بساعات، فقط العدد يختلف، “ما هو الزمن ماشي ماشي، 200 الف ساعة بالزايد أو بالناقص مش مشكلة”.
هناك وجه شبه آخر بيننا هو “سماع الصوت”، في سان فرانسيسكو يُسمع صوت الشعب وهنا ايضاً لكن المفارقة تكمن في تنفيذ المطالب، “بس نحنا جماعة مثقفين منحب نجسّد الأبيات الشعرية بالحياة اليومية” فتطبّق الدولة مقولة “لا حياة لمن تنادي” علينا “تا تعلّمنا نتثقف اكيد”، لكن هي لا تعلم أنّ بن ربيعة الزبيدي، الذي قال هذا البيت عاش بين سنتي 525 و 642م، وعلمياً الزمن يمشي نحو الأمام، لذلك لا يمكن العيش في الماضي لا القريب ولا البعيد “كيفتا البعيد كتير من 1500 سنة، هيدي كارثة”.
بالعودة لقضية ماسك “وجيرانو”، يوجد وجه شبه ثالث “بيننا وبين الجماعة”، وهو اننا بشر وننزعج من أشياء ولنا كامل الحريّة للتعبير عمّا يدور في ذهننا سعياً للتحسين، لكن هناك اذا عبّرت “بتطير اللافتة” وهنا اذا تجرّأت وتفوّهت “بتطير انت”، “هلق في ناس بتطير في ناس بتتسكّت çava”.
بالختام، “بحسد جيران ماسك، هني وين ونحنا وين؟” فعند انتهاء القضية يمكن أن يعطي المليادير تعويضاً للـ”مدام يلي ما قدرت تنام من ورا الضوّ” مبلغ يوازي دين لبنان العام، وهناك جزء كبير من اللبنانيين لا ينامون من صوت الرصاص أو لأنهم فقدوا أحد أولادهم برصاصة طائشة وخائفين من فقدان الآخر بعملية سلب وقتل.