صدر يوم الجمعة 9 ديسمبر 2022، تجلى بوضوح في الشأن الثنائي إلى التأكيد على أهمية مواصلة إعطاء الأولوية للعلاقات السعودية – الصينية في علاقاتهما الخارجية، ووضع نموذج من التعاون والتضامن والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك للدول النامية… ودعم مصالحهما الجوهرية بثبات، ودعم كل جانب الجانب الآخر في الحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه، وبذل جهود مشتركة في الدفاع عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول… وأكد الجانب السعودي مجدداً التزام مبدأ «الصين الواحدة»، وعبّر من جانبه الجانب الصيني «عن دعمه المملكة في الحفاظ على أمنها واستقرارها، وأكد معارضته بحزم أي تصرفات من شأنها التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، ورفض أي هجمات تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية والأراضي والمصالح السعودية».
وإذا كانت المبادئ التي وردت في البيان بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مجرد تكرار مبادئ، وليست موجهةً لطرف ما، فإن الفقرات التالية للبيان من الجانب الصيني جاء فيها: «معارضتها بحزم… ورفض أي هجمات تستهدف… والمنشآت المدنية…» ومعروف إلى من هي موجهة الرسالة! وهي جاءت في سياق تأكيد المملكة مبدأ «الصين الواحدة». في المقابل، أكدت الصين معارضتها بحزم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة. وتعرض البيان لأمرين يهمان السعودية والخليج، بل العالم كله، بإدراج فقرة في البيان بخصوص الشأن الإيراني للتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لضمان سلمية برنامج إيران النووي، ودعوة الجانبين إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان دعمهما الكامل الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وخصص البيان فقرة مطولة حول الأزمة اليمنية، استنتجت منها، في مقالي في هذه الصحيفة بعنوان «الرياض عاصمة إقليمية ودولية» الذي نشر بتاريخ 3 يناير (كانون الثاني) الماضي، القول بالحرف الواحد: «والصين بحكم علاقاتها الجيدة مع إيران تستطيع أن تضغط عليها للكف عن التدخل في الشأن اليمني والمنطقة بأجمعها. هل بالإمكان تصور أن تخطو الصين هذه الخطوة، وتأخذ مبادرة في هذا الاتجاه، خصوصاً أن إيران لم تعد تثق كثيراً بإدارة بايدن، وبوعود الغرب في حل قضايا خلافية عدة بينهما؟».
ولم تجعل الصين المبادرة بين السعودية وإيران مجرد مبادرة، بل وضعت نفسها طرفاً ثالثاً. بينما في مبادرتها في الأزمة الأوكرانية – الروسية لم تخطُ بعيداً. ومن تداعيات الاتفاق ما حدث مؤخراً في جنيف حول تبادل الأسرى بين أطراف النزاع اليمني، والإفراج لأول مرة عن شخصيات بارزة، طالب بالإفراج عنها قرار مجلس الأمن الدولي برقم «2216» لسنة 2015؛ أي بعد نحو 8 سنوات يتم العمل بالقرار.
وأيضاً الأمر اللافت أنه منذ سنوات عدة يتم لأول مرة إعلان البدء بصوم شهر رمضان في اليوم نفسه في كل من صنعاء وعدن، بعكس السنوات السابقة.
وللحديث بقية…