من حق رئيس التيار الحر جبران باسيل أن يجنّ جنونه بعد أن خرقه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بأربعة أصوات على الأقل، تكاد تكون بيضة القبان الرئاسية لإيصاله الى قصر بعبدا… آلان عون، إلياس بو صعب، إبراهيم كنعان، سيمون أبي رميا وغيرهم كثيرين انشقوا رسميا في الخيار الرئاسي عن باسيل، وليس مبالغة إشارة مصادر في التيار الى نيّة نواب آخرين بالانضمام الى لائحة المؤيدين لفرنجية والمستعدّين لتأمين الميثاقية المسيحية اللازمة لانتخابه… المفارقة هنا، ان الانشقاقات دعما لفرنجية لا تقتصر على التيار، فالقوات ليست أفضل حالا بعدما التزم أكثر من نائب محسوب على القوات بخيار التصويت لفرنجية رئيسا للجمهورية.
يقول دبلوماسي أوروبي بأن على المسيحيين الذهاب الى التسوية الرئاسية برضاهم أو غصبا عنهم.
وفيما باتت طريق فرنجية الى بعبدا معبّدة بإنتظار ضوء أخضر سعودي مشروط حتى اللحظة، يبدو ان الأفرقاء في الداخل اللبناني ما زالوا يضيّعون البوصلة… هنا، يشير قيادي في الصف الأول في الثنائي الوطني ان الفرصة ما زالت متاحة اليوم لعودة المسيحيين الى رشدهم السياسي والموافقة على الحوار «اللبناني – اللبناني» للتفاهم على تفاصيل المرحلة الرئاسية المقبلة وكيفية مواجهة الأزمة الاقتصادية وإعادة البلد الى سكة التعافي، قبل أن تسير التسوية بمعزل عنهم ويدفعوا وحدهم الثمن مثلما حصل في ١٩٨٩، كما قال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من بكركي.
وفي تفاصيل هذا الحوار، يكشف القيادي عن توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة مجددا الى حوار «لبناني – لبناني» لانتخاب رئيس للجمهورية ، في تقاطع واضح مع المسعى الذي بدأته فرنسا من خلال تكثيف اتصالاتها ولقاءاتها مع كافة القيادات المسيحية، هنا تتحدث المصادر عن دعوة سوف توجّه الى القوات والتيار لزيارة باريس ولقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وليس المسؤول الفرنسي عن الملف اللبناني باتريك دوريل… الجديد اليوم، ان الفرنسيين «المستقتلين» كما يقال بالعامية لإيصال فرنجية الى بعبدا من أجل ضمان علاقتهم مع حزب الله وموقعهم السياسي من جهة، والحفاظ على مصالحهم الاقتصادية ومشاريعهم في لبنان من جهة أخرى، أبلغوا جهات لبنانية عن استعدادهم لإعطاء المسيحيين في لبنان أي ضمانات يريدونها من أجل إتمام تسوية «فرنجية – سلام».
وأضافت المعلومات ان الفرنسيين تواصلوا مع بكركي التي أبدت استعدادها الكامل لدعم وصول فرنجية الى قصر بعبدا خلافا لما يُحكى عن رفض غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التدخّل في الأسماء أو تأييد مرشح رئاسي على آخر.