سؤال يدور في أذهان كثيرين عن الحلف الذي يمكن أن يضم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فكيف يقرأ المسيحيون هذا الحلف الموجه ضد فرنجية حصرًا؟
يتوقف مرجع مسيحي من المقربين لفكر 14 أذار أمام الخصومة الشديدة الدائمة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والتي لا تلبث أن تعلّق مؤقتا عند بزوغ فرصة سليمان فرنجية الرئاسية.
فأي استعراض تاريخي للعلاقة بين طرفين كما يقول المرجع، يُبيّن ان الرئيس ميشال عون وجعجع اتفقا على قطع الطريق على الرئيس سليمان فرنجية الذي ترشّح عام 1988، رغم الخلافات السياسية الكبيرة التي نشبت بينهما، أي بين قائد الجيش آنذك والمليشيا القائمة آنذك في منطقة النفوذ عينها ، فكان لكل واحد حساباته ، فالأول كان طامحا للرئاسة، فيما الثاني كان على عداوة مع آل فرنجية جراء مجزرة اهدن التي ذهب ضحيتها طوني فرنجية وعائلته وثلاثون من ابناء اهدن.
ويتابع، في 2016 وبعد أن أقدم الرئيس سعد الحريري على ترشيح فرنجية الحفيد وتبعه في الدعم كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية، ذهب عون واتفق مع جعجع لقطع الطريق على فرنجية، وقد تخطيا كل مآسي الماضي بينهما ووقعا اتفاق معراب وانتخب عون وأعتبر الاتفاق كأنه لم يكن .
ويخلص المرجع في سرده، انه اليوم وبعد أكثر من ستة سنوات من العداء المستفحل بين باسيل وجعجع، جاء هذا الأخير ليلتقي مع خصمه اللدود متناسيا الجراحات العميقة التي خلفها اتفاق معراب في جسد القوات ، والهدف واحد : قطع الطريق على فرنجية.
بعد هذا السرد التاريخي الموثق، يلفت المرجع الى ان المسيحيين من كافة مشاربهم السياسية والمناطقية، حتى الذين يختلفون مع فرنجية بالخيارات السياسية، يرون أن هذا الامر غير مستحب ومستنكر، على اعتبار ان فرنجية لا غبار على مارونيته ومسيحيته ووطنيته وعروبته حتى لو كان ينتمي الى محور معين، وأن باسيل ليس أفضل من فرنجية لجهة تعامله مع المسيحيين تحديدا ابان كان في السلطة ويتمتع بهامش واسع في أدائه السياسي، معتبرين ان هدف باسيل اليوم هو الاستحصال على براءة ذمة من المعارضة بهدف صرفها في البازار الرئاسي الجاري كمرشح لرئاسة الجمهورية.
أما من جهة من يدورون في فلك التيار، فينبّه المرجع الى ان هؤلاء لا يحبذون هذا الامر على اعتبار ان جعجع يتربص بهم وبمستقبلهم وبأنه هو من قطع الطرقات في 17 تشرين سواء في الذوق او جل الديب، وبأنه عراب اسقاط عهد عون الحقيقي.
أما فيما يخص المسيحيين المستقلين، فيؤكد المرجع أنهم لا يرون في خيار فرنجية مشكلة حقيقية طالما انه يؤمن بالشراكة السياسية ولا يمارس الاستئثار بالسلطة على حد توصيفهم، كما انه يمكن ان يكون عهده بوابا لأوسع مشاركة للطاقات المسيحية المستقلة.