في الوقت الذي تأخذ فيه المواجهات بين الحزب والجيش الإسرائيلي بُعداً تصعيدياً مع اتساع رقعة الاستهدافات الإسرائيلية التي وصلت إلى بلدة الغازية على مشارف مدينة صيدا. يتحرّك الملف الرئاسي مع اجتماع تعقده اللجنة الخماسية على مستوى السفراء اليوم الثلاثاء في قصر الصنوبر، تمهيداً لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
في اليوم الذي ضُربت فيه صفد كثُر السجال عن هويّة الحزب أو الفصيل الذي استهدف ما يُعتبر خرقاً لقواعد الاشتباك. بدأ السجال على خلفيّة أساسية، وهي أنّ الحزب لم يتبنَّ الضربة. وبالتالي هو لم يطلقها، تماماً كما عادت المعلومات وأكّدت أنّ تحقيقاً سريعاً بدأ بعد هذا الاستهداف من قبل الجيش اللبناني والحزب لمعرفة هويّة مطلق الصواريخ.
في معلومات “أساس” أنّ التحقيقات الأوّلية تشير إلى بصمات الفصيل الفلسطيني الأبرز في لبنان “حماس”، الأمر الذي أدّى إلى أكثر من نقاش بين الحزب والحركة انطلاقاً ممّا اعتبره مصدر مقرّب من الحزب “حرص الحزب على عدم توريطه في ما لم يفعله أو يخطّط له، وانطلاقاً من حرصه على الالتزام بقواعد الاشتباك وتجنيب لبنان حرباً كبرى”.
بعيداً عن الزواريب اللبنانية التي وضعت الضربة في خانة التراشق السياسي، فقد لحقت بالضربة مساعٍ لتفادي تداعيات كانت ستؤدّي إلى انفلات الساحة الأمنيّة في الجنوب، تماماً كما حصلت مساعٍ بعد الاستهداف الإسرائيلي للنبطية الذي أدّى إلى استشهاد مدنيين، إذ أودعت إسرائيل رسالة لدى قوات اليونيفيل لتؤكّد أنّها لم تقصد قتل المدنيين بل قصدت استهداف المجموعة التابعة للحزب في المبنى نفسه.
إسرائيل
نصرالله: فصل المسار الرئاسيّ عن الأمن؟
في كلامه الأخير، قرأ المعنيون بالملفّ الرئاسي أنّ نصرالله توجّه إلى الداخل والخارج في رسالة واضحة:
فصل مسار الرئاسة عن الحدود الجنوبية المرتبطة بالحرب على غزة. وإن كانت كلّ الرسائل الدبلوماسية تؤكّد أنّ الجبهة الجنوبية فُصلت عن حرب غزة في عُرف الإسرائيلي الذي لن يتوقّف قبل التوصّل إلى اتفاق أمنيّ على الحدود، فإنّ نصرالله عاد ليؤكّد ربط الجبهتين معاً.
أودعت إسرائيل رسالة لدى قوات اليونيفيل لتؤكّد أنّها لم تقصد قتل المدنيين بل قصدت استهداف المجموعة التابعة للحزب في المبنى نفسه
بالتوازي لا يبدو الربط منسحباً على الرئاسة في قول نصرالله إنّ الحزب لن يفرض رئيساً ولن يقايض “انتصاراً” في الداخل. وفي المعلومات أنّ نقاشاً بين الحزب والرئيس بري قد بدأ في إمكانية الخروج من المأزق الرئاسي، إذ نقل زوّار بري عنه أنّه يفكّر جدّياً في الدعوة إلى مشاورات مع القوى الأساسية ليحاكي في ذلك نتائج اجتماعه مع سفراء اللجنة الخماسية.
أمّا الحزب، وفق المعلومات أيضاً كما ينقل عنه المقرّبون منه، فهو مستعدّ للذهاب إلى إنجاز الاستحقاق في حال نضوج حلّ ملائم. ولكن من سيخرج هذا الحلّ مع استمرار ترشّح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟ الأكيد أنّ الحزب لن يتخلّى عن فرنجية أو يطلب منه أن يتنحّى، لكن إذا تنحّى الأخير من تلقاء نفسه فسيذهب الحزب إلى الخيار الثاني.
في المقابل يبدو الرئيس بري، الذي أخذ على عاتقه ترشيح فرنجية في مقابلة صحافية مع الزميل نقولا ناصيف من دون التنسيق مع الحزب يومها، أقرب إلى مصارحة فرنجية في حال وصول ترشيحه إلى حائط مسدود. وانطلاقاً من هنا يمكن البحث في الخيار الثالث الذي تطرحه للرئاسة المملكة العربية السعودية تحديداً.
مصادر مقرّبة من الثنائي تتحدّث عن قناعة وصلا إليها بضرورة انتخاب رئيس قبل أيّ اتفاق أمنيّ أو قبل التفاوض على تطبيق الـ1701. بعد الكلام عن وصول حرب غزة والمفاوضات مع حماس إلى خواتيمها، تحرّكت الخماسية على الساحة اللبنانية قبل أن تجمّد تحرّكها.
إن كانت كلّ الرسائل الدبلوماسية تؤكّد أنّ الجبهة الجنوبية فُصلت عن حرب غزة في عُرف الإسرائيلي الذي لن يتوقّف قبل التوصّل إلى اتفاق أمنيّ على الحدود، فإنّ نصرالله عاد ليؤكّد ربط الجبهتين معاً
اليوم الثلاثاء ستعاود اللجنة الخماسية على مستوى السفراء اجتماعها في قصر الصنوبر على أن تكثف حراكها الرئاسي قبل بداية شهر رمضان، فاتحة الطريق على الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للعودة إلى بيروت بعد جولته على عواصم الخماسية، ليحدّد في زيارته المقبلة مساراً رئاسياً أكثر جديّة كما تشير معلومات “أساس”.
في هذا الوقت، يبدو الكلام عن مساعٍ أمنيّة لوقف الحرب قبل شهر رمضان ملائماً لإمكانية تحرّك جديد داخليّاً. سيفتتحه بحسب المعلومات تكتل نيابي يضم عدد من الكتل النيابية الصغيرة، من بينها الاعتدال الوطني في تحرّك رئاسي داخلي معبدّين الطريق لحراك عين التينة.
هل يُقدم بري على الدعوة إلى مشاورات أو يتركها إلى ما بعد رمضان؟ وهل ينعكس ما قاله نصرالله فعلاً لا قولاً على الاستحقاق ليبدأ البحث في خيارات تحصل على توافق الأصوات المطلوبة للرئاسة؟ في المبدأ هذا كلام الكواليس، وفي الواقع لا ضمانة لأيّ استحقاق ما دامت المنطقة في حال الفوضى الأمنيّة.
هل يُقدم بري على الدعوة إلى مشاورات أو يتركها إلى ما بعد رمضان؟ وهل ينعكس ما قاله نصرالله فعلاً لا قولاً على الاستحقاق ليبدأ البحث في خيارات تحصل على توافق الأصوات المطلوبة للرئاسة؟ في المبدأ هذا كلام الكواليس، وفي الواقع لا ضمانة لأيّ استحقاق ما دامت المنطقة في حال الفوضى الأمنيّة.