الرئيسيةمقالات سياسيةهزيمة إسرائيل ممكنة… إيران تراكم الأرباح

هزيمة إسرائيل ممكنة… إيران تراكم الأرباح

Published on

spot_img

منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، إلى اليوم والغد وما بعدهما، يرتكز الاهتمام على مراقبة إيران، دورها، أدائها، ومشروعها. وقد توزّعت المواقف الإيرانية منذ البداية، على مستويات محدّدة، بدت وكأنها عرضة لعملية تخطيط قلب. تارة بسقف مرتفع وطوراً بتخفيض السقف إلى حدود الهدوء والدعوة إلى الاستقرار والتحاور والتشاور والبحث في سبيل إطلاق سراح الرهائن. والإيرانيون من أكثر من يختبر مثل هذه الحالات ودراسة الاحتمالات. يصعد إلى حدود بعيدة عندما يكون الخطر بعيداً، ويتراجع إلى حدود الانكفاء ظاهرياً. ورسمياً، لدى استشعار أنّ المخاطر جدّية والمواجهة حتمية.
استقرار بين منزلتين
تبقى منطقة الشرق الأوسط مستقرّة بين منزلتين. منزلة المواجهات المتقطّعة والتي تقود إلى تسويات غير نهائية. ومنزلة الذهاب والتدحرج إلى حرب كبرى وإقليمية. لا أحد يمتلك جواباً حول أيٍّ من الوجهتين ستسير الأمور، خصوصاً بالنظر إلى الكمّ الهائل من المدمّرات البحرية وحاملات الطائرات والقوات البرية. إذ هناك من يرى في تلك الجحافل احتمالاً لحرب إقليمية واسعة تعيد ترتيب الخرائط ورسم مناطق النفوذ وحدودها. إلا أنّ ذلك غير مطروح في الأدبيات والتصريحات الأميركية، بل على العكس، كلّ الإشارات الصريحة تتركّز على أنّ الهدف من هذه القوات، هو الردع فقط، وعدم ترك أيّ طرف آخر يتدخّل في الصراع، في محاولة أميركية لتوفير مظلة للاستفراد الإسرائيلي بقطاع غزة وحركة حماس.

ما تثبته الحرب حتى الآن، هو وضع معطى جديد في المعادلة، تتركّز على إمكانية هزيمة الجيش الإسرائيلي، وهذا نقيض لكلّ الأفكار السابقة منذ الحرب 1967 إلى اليوم
كيف ستنتهي الحرب؟
من الواضح جدّاً، أنه بمعزل عن النتائج التي ستؤول اليها الحرب في غزّة، هناك فشل حتى الآن في الإجابة على سؤال واحد وهو كيف ستنتهي الحرب وماذا بعدها؟ وهذه نقطة أساسية حول عدم امتلاك أيّ جهة لتصوّر واقعي، فيما أكثر التقديرات تذهب باتجاه انتهاء الوضع في غزّة إلى ما يشبه القرار 1701 في جنوب لبنان، أي خلق منطقة عازلة تنظّم فيها المواجهة والاستقرار بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل. خصوصاً إذا ما رُبط ذلك بمفاوضات حول هدنة إنسانية، وإطلاق سراح الأسرى والذي سيكون مرتبطاً بضمانات لكلا الطرفين.
ما تثبته الحرب حتى الآن، هو وضع معطى جديد في المعادلة، تتركّز على إمكانية هزيمة الجيش الإسرائيلي، وهذا نقيض لكلّ الأفكار السابقة منذ الحرب 1967 إلى اليوم، والتي كانت ترتكز على معادلة الجيش الذي لا يُقهر. ولهذه المعادلة ترجمة أخرى تتصل بأنّ الدول العربية لم تستطع هزيمة اسرائيل، إنما حركات المقاومة وأبرزها حلفاء إيران هم القادرون على ذلك. وهذا ما يقود الى سؤال حول كيف ستستثمر ايران هذه النتائج في السياسة؟ في بداية التأثير هو إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، خصوصاً أنه كلما تقدمّ النفوذ الإيراني في المنطقة، كلما ضعف منطق الدولة المركزية الوطنية ومؤسساتها، وهو ما جرى في العراق، سوريا، لبنان، اليمن وفلسطين.
إيران تراكم الأرباح
وفق هذه المعادلة، لا تزال إيران غير محتاجة للدخول في الحرب، طالما أنها قادرة على مراكمة الأرباح، ومن بينها أن يكون لها مقابل جرّاء عدم التدخل بها من جهة، وثانياً استشعار أيّ مخاطر قد تنجم عن هذا التدخّل في حال قرّر الأميركيون الانخراط. فيما النقطة الأخرى التي لا بدّ من التفكير بها تتعلّق بعدم دخول حزب الله في حرب واسعة، وهذا سيكون له أثمان سياسية، من رئاسة الجمهورية إلى غيرها من الملفّات. أما النقطة الثالثة، فهو سعي إيران إلى لملمة الوضع في العراق وبعض الشيء في سوريا. كلّ ذلك سيدفع الأميركيين إلى الذهاب للاتفاق مع إيران لا مع غيرها.

في المقابل، هناك من يعتبر أنّ إيران أقدمت على خطوة كبيرة جداً، ولذلك اضطرت الى التراجع بشكل متدرّج، بداية مع النفي والتبرّؤ من أيّ علاقة أو مسؤولية أو تنسيق مع حماس لتنفيذ عملية “طوفان الأقصى” وصولاً إلى إطلالة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على قناة سي أن أن الأميركية، والتي قال فيها إنّ إيران لا تريد توسيع الجبهات وأنها تدعم المقاومة الفلسطينية سياسياً وإعلامياً. هذا الكلام، يناقض ما قاله في السابق عبد اللهيان عندما أشار إلى الأصابع الموجودة على الزناد، والاستعداد لفتح وتوسيع الجبهات، وأنّ الوقت أصبح داهماً، وصولاً إلى الاختبارات التي أُجريت في استهداف مواقع أميركية في العراق وسوريا بالإضافة إلى إطلاق صواريخ ومسيّرات من اليمن. كلّ ذلك يحصل طالما أن لا استشعار إيران بالاستعداد الأميركي للانخراط في الحرب. أما في حال استشعار العكس، فإنّ طهران ستلجأ إلى التبرّؤ مجدّداً من أيّ علاقة لها بما جرى ويجري. النموذج المثالي هو ما قاله وزير الداخلية الإيراني أنّ بلاده لا علاقة لها بالاعتداءات التي حصلت على القواعد الأميركية في سوريا والعراق.

أحدث المقالات

مادة انتقاد “عونيّة” لقائد الجيش!

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين...

بو حبيب: فرنسا أقصتنا عن اجتماعات لأننا فشّلنا مبادراتها

عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب...

تقويض القرار 1701… بتواطؤ دولي

يتعامل العالم مع جرائم هائلة تسحق أهل قطاع غزة وتبيدهم، بالكثير من البرود والتجاهل...

“تطابق” فرنسي-سعودي لبنانياً.. وتحذيرات حول مصير الجنوب

أصبحت الدوامة السياسية اللبنانية الداخلية “مضجرة” في كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية، لا سيما...

المزيد من هذه الأخبار

“ربط الساحات” بين غزّة… والضاحية واليرزة!

تندرج زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان تحت عنوانين أساسيّين فرضتهما التطوّرات الأخيرة: – تجدّد...

بين “التيار” وبكركي لا قطيعة… ولكن!

تعثرت محاولات رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لتحسين علاقته بالبطريرك الماروني بشارة...

قطر طرحت سلّة كاملة وقدّمت ترشيحَيْ البيسري وحتّي

تكاد تكون قطر الدولة العربية الأكثر قرباً من «حماس» نظراً الى حسن علاقتها بها...

محمد رعد الجار والأب

تعود معرفتي بالنائب محمد رعد إلى ما يقارب أربعين عاماً. عرفت والده كرجل فاضل...

لودريان بعد هوكشتاين…”اطلالة” على الحدود والأفق الرئاسي المسدود

فرضت تطورات الوضع الإقليمي نفسها على المشهد الداخلي، وهو ما أسهم في “تطوير” عمل...

إنقلاب عسكري بقيادة الجيش في 10 كانون الثاني؟

بعد الإنقلاب السياسي في 31 تشرين الأول 2022 بمنع انتخاب رئيس للجمهورية، وفرض الفراغ...

قيادة الجيش: لا التعيين مُيسّرٌ ولا التمديد آمن

دونما أن تكون خافية صلة الوصل بين استحقاقَيِ الجيش ورئاسة الجمهورية، إلا أن مرور...

الفرنسيّون متمسكون بـ”مرشح ثالث” للرئاسة

يحط الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت يوم الأربعاء في زيارة تستمر...

الإزدواجية العالمية: الفيلسوف الألمانيّ هابرماس يدعم إسرائيل

“إنّ حرب إسرائيل على غزة مبرَّرة مبدئياً” ولا يجوز وصفها بأنّها تشبه المحرقة أو...

الدور القطري يتكرس.. والحل اللبناني بمفاوضة “الحزب” أولاً

تسير الوقائع اللبنانية على الإيقاع الإقليمي. الهدنة في غزة تنعكس على الجنوب، والتصعيد سيقابله...

سيناريو أميركي.. بنسخة إيرانية؟

نجاح تنفيذ أولى الهدن الإنسانية في غزة، وإتمام عملية تبادل الدفعة الأولى من الأسرى،...

معادلةٌ صعبة أمام “الحزب”… وخياران في ملفّ قيادة الجيش

يقف «حزب الله» أمام معادلة صعبة في حسمه خياراته لملء الشغور في قيادة الجيش...

“رئاسة” بعد الهدنة: المفتاح بيد الحزب

تستبعد أوساط مطّلعة أن يقود استئناف الحراك الفرنسي والقطري باتجاه لبنان إلى إحداث خرق...

جبهة لبنان معلّقة… ونية لاستئناف الحرب

بموازاة حالة عدم اليقين التي تلفّ مصير «الوقفة الإنسانية» للقتال والتي سمّيت هدنة قابلة...

الخشية من “غلاف الليطاني”

تكاد الصورة تكون متعارضة كلياً، بين ما حدث في غزة صباح السابع من تشرين...