الرئيسيةمقالات سياسيةهل تستدرك باريس مقاربة فرنجيه – سلام بعد الانتقاد؟

هل تستدرك باريس مقاربة فرنجيه – سلام بعد الانتقاد؟

Published on

spot_img

الإقفال الرئاسي على حاله، فيما تبدو الدينامية الخارجية أوسع مدى من تلك التي في الداخل، على الأرجح بفعل نقص محلي في المبادرة ناتج من إصرار الثنائي الشيعي على خياره الأوحد، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تواجهه غالبية سياسية ونيابية وازنة، ورفض مسيحي – ميثاقي شبه جامع.

ولا يخفى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان أول من رشّح فرنجيه (حتى قبل أن يُرشّح نفسه)، يتحرّك على أكثر من مستوى من أجل تسويق خيار الثنائي. وهو يدرك في الوقت عينه أن من المحال إنجاح هذا الخيار في ضوء المواصفات الرئاسية التي تضعها المملكة العربية السعودية، وهي مواصفات تُقصي حتما فرنجية كما أي مرشّح مماثل يُعدّ المرشح المباشر لحزب الله. لذا لا بد من أن يُيمِّم رئيس البرلمان شطر المملكة، مع إدراكه أن لا أمل بترئيس فرنجيه ما لم يحصل على موقف سعودي واضح، لذا قال للسفير وليد البخاري في ختام اللقاء الاخير بينهما إنه لن يقدم على أي خيار لا يرضي السعودية.
إلى الآن، يتعثّر بري في ترتيب زيارته المأمولة إلى الرياض.

في المعطيات شبه الرسمية أن القيادة السعودية لم تحدّد لرئيس المجلس موعدا ربطا باعتبارات عدة، في طليعتها أنها لا ترغب في فتح مجال للنقاش في اسم فرنجية، في حال كان هذا الغرض من الزيارة التي يطلبها بري. وتتمسّك المملكة بالموقف المبدئي القائم على تحديد المواصفات التي ترتاح إليها مقرونة بانعدام أي صلة للمرشح الرئاسي المفترض بحزب الله. وهذا شرط لازم لا يبدو أنه سيتبدّل ربطا بالتغيّرات الجيوسياسية المتوقعة من الإتفاق السعودي – الإيراني والدور الصيني المستجدّ في الشرق الأوسط، بما ينفي رهان الثنائي الشيعي على أن رياح الصين حملت تغيرات من بينها ما سينعكس إيجابا على ترئيس زعيم تيار المرده.

ويظهر أن هذا الثبات السعودي على رفض التسوية المسوَّقة فرنسيا (ثنائي فرنجيه – سلام) قد فعل فعله باريسيا. إذ ترددت معلومات في الساعات الأخيرة عن إعادة نظر فرنسية بتلك الفكرة التي لم تلقَ قبولا لبنانيا، لمصلحة أفكار جديدة يُتداول بها، من بينها ما هو مشتقّ أو شبيه بالتسوية السعودية – الإيرانية التي تأسّست على تنازلات إيرانية في الإقليم. بمعنى أن البحث الجديد سيقوم على أن يقدّم حزب الله تنازلا رئاسيا يخرج البلد من مربّع فرنجيه نحو خيارات توافقية مطروحة على بساط البحث.
وثمّة من يرى أن على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استثمار الزخم الذي أنتجه الإتفاق السعودي – الإيراني والتأسيس عليه عبر تطوير جذري للمقاربة، واستطرادا الخروج من الفكر التبسيطي الخفيف الذي جاءت عليه المبادرة الفرنسية الآفلة (ثنائية فرنجيه – سلام)، نحو آفاق أكثر وسعا وقبولا وشرعية وطنية ومسيحية.

في الموازاة، يُنتظر ما سيكون الجديد الأميركي الذي ستحمله في 23 آذار مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربارة ليف التي تزور بيروت في سياق جولة تقودها أيضا إلى كل من مصر والأردن وتونس.
لا شك أن ليف في مهمّة استكمالية للمداولات التي شهدها الاجتماع الخماسي في باريس. فهي ستحضّ المسؤولين اللبنانيين على الحاجة الملحة إلى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية مهمة لوضع لبنان على طريق الاستقرار والازدهار. لكن لا يمكن إسقاط حقيقة أن زيارتها تأتي غداة المصالحة بين الرياض وطهران التي لا تنظر إليها واشنطن بارتياح، وفي ذروة الإنهيار اللبناني مع تمدّد المفاعيل السلبية للفراغ الرئاسي.

وإذا كان من المستبعد أن تتناول المسؤولية الأميركية الإتفاق السعودي – الإيراني، يبقى أن واشنطن لا تزال على موقفها الإبتعاد النسبي عن الشأن اللبناني مع منح باريس المساحة اللازمة للتحرّك، بالطبع ضمن الهامش المصلحيّ المعروف.

أحدث المقالات

جهاد ازعور رئيسا؟! too good to be true

خارج الثلاثي الشهير المرشح لرئاسة الجمهورية (النائب ميشال معوض، قائد الجيش جوزف عون والوزير...

مخاوف أمنية من استمرار الوضع المتأزم

أبدت مصادر أمنية خشيتها من استمرار الوضع المتأزم الذي قد يعزز المخاوف من عمل...

إيلاف الموارنة.. أبعد من الشتاء والصيف

كانت الكنيسة المارونية صريحة في توصيف اعتراضها على إرجاء التوقيت الصيفي على حقيقته، بوصفه...

«دوحة جديدة» في القاهرة بمشاركة إيران؟

فيما آفاق التسويات تبدو مسدودة تماماً منذ بداية العام الجاري، سرت في نهاية الأسبوع...

المزيد من هذه الأخبار

مصادر «المرده» لـ«اللواء»: فرنجيه مرشح طبيعي وأسهمه ما زالت مرتفعة وسيُعلن برنامجه قريباً

مع استمرار الترقب الداخلي لما ستؤول اليه التطورات الإقليمية في ضوء الاتفاق السعودي-الإيراني وزيارة...

شيا تكرّر: سنتعامل مع فرنجيه رئيسا

ليس صحيحاً أن الجمود يكتنف مساعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية. الأدقّ القول إن هذه...

واشنطن: في لبنان ممنوع أن تتجاوزنا الرياض

قد تتحمّس السعودية لتسوية ما في ظل الحوار السعودي - الإيراني. لكن التسوية والحوار...

الراعي يعالج «المرض الماروني» بالصلاة: قد تفعل الأعاجيب!

بعد استِنفاد حراكه في اتجاه القوى المسيحية، بالموفدين الروحيين المُحمّلين برسائل «نصح»، وجدَ البطريرك...

كيف سيُسدّد ثمن سليمان فرنجيه؟

رغم تمنيات حلفائه، لم يعقد رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه، إلى الآن مؤتمراً صحافياً...

الصين تبادر لـ”ملء الفراغ” الأميركي

كان اتخاذ القرارات بناء على منظور استراتيجي، الميزةَ الرئيسة للصين. كان هذا فعالاً وحاسماً...

توجهات جديدة في السياسات الخارجية للسعودية

تاريخيا، كانت السياسات الخارجية للمملكة العربية السعودية تقترب كثيرا من مواقف الولايات المتحدة باستثناء...

فرنسيس.. بابا الفقراء: لبنان الفقير يحتاجُه

الأربعاء 13 آذار 2013: كانت أنظار العالم موجّهة نحو عاصمة الكثلكة. بعد أكثر من...

بانتظار لغة الحزب.. الصينية

الحديث السائد في البلد.. هو عن التعطيل. المنابر تضجّ بالحديث عن معطّلين لا تُعلَن...

كمال جنبلاط خارج السياسة: شعر وتقمص وروحانيات

يروي كمال جنبلاط "لم يكن لدي في البداية سوى خيار الذهاب إلى منطقة صحراوية...

لماذا تُخيف البلديات السلطة؟

تخاف السلطة من الانتخابات البلدية، ألف مرة انتخابات نيابية، ولا مرة انتخابات بلدية، لماذا؟...

برّي إلى الرياض… على بركات بكين

بعد الإعلان في بكين عن التوصّل إلى اتفاق بين الرياض وطهران يوم الجمعة الماضي،...

أزمة البنوك الأميركيّة: الإفلاس الذي يشتهيه اللبنانيّون

كان يمكن لبنك "سيليكون فالي" أن يستمرّ بالعمل لأربع سنوات أخرى، من دون أن...

السعودية تغيّرت.. هل تخطت الخطوط الأميركية الحمر؟

مع خبر توقيع الإتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية، يكون قد تبدّد الشك عند كل...

فرنجيّه يستعدّ: ترشّح وزيارات و”٢٤ قيراط”

كتب أنطوان غطاس صعب في موقع mtv: بات من الواضح أن الأيام المقبلة ستكون مفصلية...