يدور نقاش دبلوماسي غربي مع عدد من مراكز الأبحاث والدراسات اللبنانية والغربية وبعض الشخصيات اللبنانية الأمنية والإعلامية حول مستقبل الوضع في جنوب لبنان والقرار 1701 في ضوء التطوّرات في قطاع غزّة ومشاركة الحزب وبعض الفصائل اللبنانية والفلسطينية في القتال عبر الحدود اللبنانية.
يُطرح خلال هذه النقاشات واللقاءات العديد من الأسئلة والإشكالات حول تطوّر المواجهات في جنوب لبنان؟ ودور الحزب وبقية الفصائل اللبنانية والفلسطينية في هذه المواجهات؟ وإلى أيّ مدى يمكن أن تصل إليه؟ وهل تبقى ضمن سقف محدّد أو قد تتطوّر لاحقاً إلى حرب استنزاف بين الحزب والجيش الإسرائيلي؟
السؤال الأهمّ دولياً
لكنّ السؤال الأهمّ الذي تطرحه بعض الأوساط الدولية والجهات البحثية: ما هو مستقبل القرار 1701، سواء في حال توقّف القتال أو في حال استمرّت المواجهات بأشكال متعدّدة في ظلّ عدم توقّف القتال في قطاع غزّة؟ وما هو دور الحزب مستقبلاً في منطقة جنوب الليطاني بعد ظهور دوره العسكري العلني وتجاوزه للقرار 1701؟ وأيّ مستقبل لدور قوات الطوارىء الدولية؟ وكيف سيتصرّف الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية مستقبلاً؟ وهل يمكن أن تظهر مجموعات إسلامية متشدّدة مستقبلاً في الجنوب اللبناني متجاوزة دور الحزب؟
الغرب لا يدري لهذا يسأل
تعترف الأوساط الدبلوماسية الغربية والدولية بأنّها لا تملك حتى الآن أيّ تصوّر مستقبلي للمرحلة المقبلة على صعيد الأوضاع في جنوب لبنان وحول مستقبل القرار 1701، وتعتبر أنّ كلّ الملفّات والقضايا في المنطقة المتعلّقة بالصراع مع العدوّ الإسرائيلي مرتبطة بنتيجة المعركة في قطاع غزة وما ستؤدّي إليه المعارك هناك وأيّ مشروع سياسي سيتمّ طرحه في ضوء نتائج المعارك، وأنّ الأوضاع في لبنان أصبحت مرتبطة بالتطوّرات في فلسطين.
تعترف الأوساط الدبلوماسية الغربية والدولية بأنّها لا تملك حتى الآن أيّ تصوّر مستقبلي للمرحلة المقبلة على صعيد الأوضاع في جنوب لبنان وحول مستقبل القرار 1701
على الرغم من أنّ هذه الأوساط الدبلوماسية تشعر بالاطمئنان حالياً تجاه التطوّرات في الجنوب وبقاء التصعيد ضمن حدود معيّنة والتزام الحزب بقواعد الاشتباك الحالية، فإنّها تعبّر عن تخوّفها من انزلاق الأوضاع نحو حرب مفتوحة في ظلّ عدم قبول إسرائيل بالواقع الحالي وما يقوم به الحزب وبقية الفصائل اللبنانية والفلسطينية من عمليات ضدّ مواقع الجيش الإسرائيلي والمستوطنات في منطقة الجليل.
تؤكّد هذه الأوساط أنّ الأميركيين يضغطون على كلّ الأطراف لمنع تحوّل المواجهات الحالية إلى حرب مفتوحة، وأنّ أحد أهمّ أهداف الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، إضافة إلى دعم إسرائيل، منع توسّع الحرب وتحوّلها إلى حرب كبرى.
هل يعدّل القرار 1701؟
وفي مواجهة الأسئلة الدبلوماسية الغربية والدولية وبعض الباحثين في مراكز الدراسات الغربية، تطرح بعض الشخصيات اللبنانية التي تتابع الأوضاع في جنوب لبنان والقتال في قطاع غزّة وتتواصل مع الجهات الفلسطينية والدولية بعض الأفكار والطروحات بشأن مستقبل القرار 1701، داعية إلى ضرورة تعديل القرار مستقبلاً أو إصدار قرار جديد يأخذ بالاعتبار المعطيات الجديدة. وقد يتطلّب الأمر نشر قوات دولية في الجانب الإسرائيلي مستقبلاً لأنّ إسرائيل عمدت أيضاً إلى خرق القرار 1701، ولأنّه لم يعد بالإمكان ضمان الجانب الإسرائيلي.
لكن يبقى من المهمّ أيضاً معرفة خطّة الحزب مستقبلاً بعد إعادة انتشاره جنوب نهر الليطاني وظهوره بكامل أسلحته وكيفية تعاطيه مع التطوّرات المستقبلية.
في خلاصات كلّ هذه النقاشات التي تتمّ حالياً وتحتاج إلى متابعة لاحقاً، سيكون لبنان والجنوب اللبناني أمام معطيات وتطوّرات جديدة في المرحلة المقبلة، الحرب في قطاع غزّة فرضت وقائع مختلفة عمّا كان الأمر عليه في السابع من تشرين الأول الماضي، وسيكون السؤال في اليوم التالي لتوقّف القتال: أيّ مستقبل لجنوب لبنان؟ وما هو مصير القرار 1701؟ وأيّ دور لقوات الطوارىء الدولية في المرحلة المقبلة؟