باستثناء حركة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية في اتجاه بكركي لم يسجل اي تطور على الجبهة الرئاسية، وتكاد تكون اليتيمة في هذا السياق قبيل الحراك الخارجي المنتظر والذي لا يمكن المبالغة في توقعاته.
لم يجمد الملف الرئاسي بشكل كامل بدليل المواقف التي تطلق من عدد من الأفرقاء ومبادرات فردية سواء اتسمت بالسرعة في مكان ما أو كانت نتائجها محكومة بالفشل. وهذه المبادرات قد تدرج في سياق احداث خرق للمراوحة في هذا الملف لا اقل ولا أكثر.
اختار رئيس المردة الصرح البطريركي ليعلن استمراره في الترشح حتى أن ما قاله يؤشر انه ماض في معركته حتى النهاية بخلاف كل ما قيل في وقت سابق عن انسحابه وسحب دعم الثنائي له، لعله لا يزال ينتظر بعض المعطيات، ولعله يعتقد أن حظوظه غير منعدمة أو أنه يراهن على تبدلات أساسية في التوجهات أو المقاربات الرئاسية. أعاد فرنجية التأكيد على مسلمات أو ثوابت لكنه أبرز أهمية التسوية ولم يقل أنه مرشح تسوية حتى وان كان يوحي بأنه يمكن أن يكون كذلك.
أعلن فرنحية برنامج ترشحه وفيه لم يذكر أنه مرشح هذا الفريق أو ذاك ولم يتبلغ عن فيتو على اسمه، وربما هذه نقطة إيجابية يستند إليها في المرحلة المقبلة،
فرنسيا جاء بيان وزارة الخارجية بالأمس حول عدم وجود مرشح لديها في لبنان ليقطع الشق باليقين حول المقاربة الجديدة لجهة وقوف فرنسا على مسافة واحدة في الملف الرئاسي، وفي الأصل لم تتبن فرنسا مرشحا رئاسيا اقله في العلن.
بدا رئيس تيار المردة من خلال حراكه مرشحا يفرض نفسه بغض النظر عن معرفته بالنصاب الذي يتأمن له ام لا، فهل أن ما اقدم عليه مدروس ام أنه استكمال لخطوة ترشيحه بعدما اعتصم الصمت لفترة طويلة؟
تفيد مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن هذه الخطوة لرئيس تيار المردة كانت أكثر من مدروسة سواء من حيث التوقيت أو المضمون كما أنها تركت انطباعا لدى الرأي العام أن ترشيحه متقدم في حين أن قوى المعارضة عادت ورفعت البطاقة الحمراء في وجه مرشح الممانعة وتلفت الى انه لم يستند إلى أي معطى جدبد بالنسبة إلى ترشيحه لكنه أراد إيصال رسالة إلى جميع الأفرقاء حول عدم الانسحاب المبكر على ان ما حصل معه قبل التسوية التي اوصلت العماد ميشال عون إلى الرئاسة لا يزال ماثلا امامه.
وتلاحظ هذه المصادر أن إشارة بيان وزارة الخارجية الفرنسية الى أن على اللبنانيين اختيار قادتهم، تعزز التأكيد أن القرار النهائي بيد الأفرقاء اللبنانيين المدعوين إلى التفاهم والحوار هو السبيل الوحيد لذلك مع العلم ان هذا الحوار يصعب انعقاده بفعل المواقف المسبقة منه والتي ترجح الرفض، مشيرة إلى أن هذا الموقف لا يعني رفضا لفرنجية ولا يعني في الوقت نفسه ميلا إلى القبول به، والثابت هو إنجاز التفاهم الداخلي، معلنة أن فرنسا لم تتحدث عن المواصفات الرئاسية كما دول أخرى، لكن هل تراجعت عن أي مسعى في هذا الملف؟ لم تتضح المسألة بعد. وهذا مؤكد.
المعارضة المسيحية تجدُّد رفع القبعة الحمراء بوجه رئيس المردة الذي يضع أمامه تجربة وصول عون للرئاسة الأولى
وتسأل ما إذا كانت فرنسا قد حصلت على أجوبة غير حماسية من المملكة العربية السعودية بشأن مسألة ترشيح فرنجية علما ان المملكة ملتزمة في مسألة المواصفات وتقول أن الصورة في الخارج تصبح أكثر وضوحا بعد عطلة عيد الفطر، في حين أن الأفق مسدود في الداخل ، أما تحرك بعض النواب المستقلين بشأن طرح انتخاب رئيس توافقي فدونه عقبات ولذلك علق البحث به لفترة، مشيرة الى ان الأفرقاء المؤيدين لهذه الصفة لم يبادروا من جديد.
ماذا عن رئيس ينتخب من رحم تسوية معينة؟.تقول المصادر نفسها أن المسألة لا تزال بعيدة المنال كما هو ظاهر فإذا كان فرنجية هز رئيس التسوية الجديدة، فذاك يتظهر اما اذا لم يكن فذاك لن يتأخر في البروز أيضا، مشيرة إلى أن الجميع في حال من الترقب وهذا الأمر بالذات لا يقود إلى انتخابات رئاسية قريبة ولذلك ثمة من بدأ يتحدث عن رئيس في الخريف وتحديدا في شهر أيلول المقبل.
قد يتحرك الملف الرئاسي بجدية عندما يحين وقته وقد يتم على غفلة أو بشكل مفاجىء ولكن في جميع الأحوال سينجز عبر تفاهم كبير يشترك فيه الداخل والخارج في التوقيت المناسب.