الرئيسيةمقالات سياسيةمهلة شهر للودريان.. وإيران مستعدة للمساعدة

مهلة شهر للودريان.. وإيران مستعدة للمساعدة

Published on

spot_img

الزيارات المتكررة التي أعلن جان إيف لودريان أنه سيجريها إلى بيروت، لا بد أن تحدث فيما بينها مباحثات متعددة داخل فرنسا نفسها، ومع الدول الأخرى التي تبدو متابعة للملف اللبناني. من المسلّم به أن لودريان يأتي إلى بيروت حاملاً ورقة بيضاء، يعمل على تعبئتها بالمواقف المتعددة للقوى المختلفة. بعدها سيعود إلى باريس لنقاش خلاصاته مع المسؤولين الفرنسيين. وعلى أساسها يمكن أن يتحدد موعد جديد لزيارة الرجل إلى لبنان وتقديم مقترحات، أو قد يستدعي ذلك زيارة يجريها إلى المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى البحث مع الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني.

الدول على مواقفها
حسب المعلومات فهناك مهلة شهر ممنوحة للودريان وفرنسا من خلفه لتكوين تصور عام يتم بحثه مع الدول الخمس، كل هذه الدول توافق على منح باريس هذه الفرصة للعب الدور اللازم في سبيل الوصول إلى صيغة تفاهم. صيغة يفترض أن تقود إلى تسوية على انتخاب الرئيس، ولا تفضي إلى العودة نحو خنادق الانقسام بين مرشحين. في السياق، يمكن لوفد سعودي أن يزور باريس مجدداً في مرحلة ما بعد عيد الأضحى، على أن يكون الفرنسيون قد وضعوا تصورهم الجديد. وعلى أساس هذه المباحثات يتقرر إذا كان سيعقد اجتماع خماسي.
حتى الآن لا تزال الدول على مواقفها. وإلى جانب المباحثات الفرنسية السعودية التي شهدتها العاصمة الفرنسية في الأيام الماضية، فإن الملف اللبناني حضر في اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية السعودي في إيران. وسط معلومات أن طهران مستعدة للمساعدة في سبيل الوصول إلى تفاهم واسع في لبنان، علماً أن الإيرانيين يؤكدون بأنهم يريدون للسعودية أن تكون منخرطة في أي تسوية أو حل للازمة اللبنانية، على قاعدة الاستثمار وتقديم المساعدات. وهذا بحد ذاته من شأنه أن يخفف عبئاً عن كاهل حزب الله، الذي يتم اتهامه بأنه يتسبب بالانهيار المالي والاقتصادي والمؤسساتي.
هنا تتضارب المعلومات حول إمكانية الدخول السعودي بقوة للاستثمار في لبنان. مع ذلك هناك من يعتبر أنه في حال انتخب رئيس وسطي وتوافقي، ويحظى برضى وثقة المجتمع الدولي، فسيكون هناك تكامل في المسار السعودي القطري لمساعدة لبنان في المجالات المختلفة.

حسابات حزب الله
لا مجال لتكرار تجربة جلسة الانتخاب الأخيرة، ولا حتى الذهاب إلى الاتفاق على مرشح جديد للمعارضة. المسألة لم تعد تحتمل إلا التوجه إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس وبأكثرية الثلثين من الأصوات. من هنا، يدرس كل طرف مواقفه وما يمكن أن يسعى إلى تحقيقه، مع علم الجانبين بأن هناك صعوبة لدى كل واحد منهما لفرض إرادته أو مرشحه. في السياق، هناك من يستعجل لطرح المرشح الثالث والذي من المفترض أن يكون مرشح التسوية.
كل هذه النقاشات تحظى بمتابعة حثيثة داخل حزب الله، والذي يدرك بلا شك حجم المشكلة، على الرغم من تمسكه بترشيح سليمان فرنجية، ولكنه يعلم أن هناك صعوبة في إيصاله. لا يعني ذلك ان الحزب قد انتقل إلى مرحلة وضع خطة (ب). وفق التقييم الداخلي هناك توازن دقيق جداً ولا أحد من الفريقين قادر على إيصال مرشحه. وبالتالي، كلاهما يمتلكان ورقة التعطيل. لا ينكر الحزب حجم الأزمة مع باسيل، ولم يكن بالوارد بالنسبة إليه أن ينتقل باسيل إلى الضفة الأخرى، ويأخذ هذا الموقف المتباعد، علماً أن مصالحه لا يمكن أن تكون لدى الفريق الآخر.

التهدئة والاستنفار
لا يسقط الحزب من حساباته احتمال فتح الباب أمام خيارات أخرى، ولكن لم يحن وقتها بعد. لا يزال هناك رهان واضح يتعلق بإمكانية أن تقود هذه الإتصالات الإقليمية والدولية إلى تعديل مواقف القوى الداخلية. وبالتالي، هناك من يعتبر أن الحزب لن يذهب إلى تسوية مع القوى الداخلية، إنما مع جهات خارجية، خصوصاً في ظل أجواء التهدئة بالمنطقة. ولا بد من التوفيق بين هذه الأجواء التهدوية، في مقابل إبقاء الوضعية القتالية أو الاستنفارية مع العدو الإسرائيلي، مقابل التهدئة في الداخل والبحث عن شروط التسوية.
وهنا لا بد للحزب أن يتمسك بموقفه حالياً، بانتظار ما سيعرضه عليه الآخرون، لتثبيت نتائج متعددة، قد تفضي إلى الدخول بوضعية سياسية جديدة تنتج تسوية توافقية، بشرط أن لا تتعارض هذه الوضعية مع وضعيته الاستراتيجية والعسكرية ضد العدو الإسرائيلي.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...