حديث واحد، يتداوله الشباب فيما بينهم، هو الحديث عن محمد بن سلمان. يتحدثون عنه بلهفة، كما يتحدثون عن لاعب كرة، بلا مقدمات، وبلا تحفظات، وبلا ترددات، كما تجري عادة الأحاديث بين الناس، حين يتحدثون عن رجل فرد، عن رجل دولة، عن مسؤول، عن ولي عهد. يتحدثون عن محمد بن سلمان بلا خوف، كأنه واحد منهم، يعتبرونه شابا مثلهم، فيحادثون عنه ويتوسعون في الأحاديث، حديث الشاب عن الشاب.
صار محمد بن سلمان أنموذجا لجيل الشباب بشكل عام. أزالوا من بينهم وبينه كل الإنتماءات. صار محمد بن سلمان، بالنسبة لجيل الشباب، عابرا للدول والأقاليم والقارات. طار إسمه في الآفاق، حلّق كثيرا في سماء جميع الدول. صار على كل شفة ولسان.
الرجل الواحد من أهل السياسة عندهم، هو محمد بن سلمان. هو أيضا عندهم الرجل الأول، هو أيضا عندهم الرجل الأخير. ولو أن الأمم عادة لا تبخل على الناس، برجل في صفات محمد بن سلمان، غير أنها حتما لا تجود به، إلا لقرون وقرون.
أينما كنت، أينما حللت، أينما توجهت، فأنت لا تسمع، أثناء النقاشات، وأثناء الجلسات، إلّا سيرة هذا الرجل العربي الشاب.. يشدّك السرد، تدهشك التفاصيل الدقيقة، التي يهتم بها الشباب اليوم، وتجدها ممثلة في محمد بن سلمان، إنموذجا لجيل الشباب.
كنت أصغي بإهتمام شديد لشاب يتحدث في مجلس متنوع: عن الحكام، وعن رجال السياسة، وعن رجال الدولة، وعن رجال البناء، وعن رجال العلم، وعن رجال المستقبل، فإذا به يفاجئ أهل المجلس، فيختصر حديثه كله، عن ولي العهد السعودي الشاب، الشيخ محمد بن سلمان، جمع في شخصه كل صفات الرجال بلا إستثناء. قال أيضا: عن طموحه الخارق، وعن أعماله الخارقة، وعن مبادراته الخارقة، وعن إستشرافاته المستقبلية، وعن تطلّعاته التي تخترق الحواجز وتتجاوز العقبات، وعن خلقه السمح، وعن نفسه الكريمة، وعن نظرته الرؤيوية الخارقة لأجيال وأجيال.
كنت أجد في هذا الشاب، الذي يحادث مجمعا من الناس، متنوعا، حماسة لمحمد بن سلمان، غير محدودة. كان يقول عن شخصه: إنه شخص خارق، يريده أنموذجا للحكام، لما يرى فيه من صفات تؤهله للريادة، ولما يجد فيه من أخلاق، يتمنى لو أنها تسود في جيل الشباب.
لفتني حقا، حديث هذا الشاب، كيف استطاع تجاوز الحواجز الطائفية.. كيف استطاع إختراق البيئات.. كيف استطاع إختراق التقاليد والعادات.، بل كيف استطاع تجاوز عقدة الخوف، بكل هذه السهولة، وبكل هذه السيولة، وبكل هذا الإندفاع.
كان يتحدث عن محمد بن سلمان، كرجل شاب: كيف يلتفت لجيل الشباب، فيبني لهم أحلامهم التي يحلمون بها، ولا يجعلهم يخسرونها. بل كيف يلتفت بن سلمان إلى البلاد، فيحيلها ورشة للإعمار والبناء، ينافس بها أرقى دول العالم. كيف يريد للأمن والسلام، أن يعمّ جميع أطراف الأرض، بلا عقد، بلا كراهية، بلا بغضاء.. بل كيف يعمل بن سلمان لغسل الأرض، من جميع ذنوبها، ويجعلها طاهرة نقيّة، بل كيف يبادر بن سلمان بكل حزم، ولا يتردد أن يمد يده لكل خصم، حتى صار رجل المبادرات الطيبة.
حقا استطاع هذا الشاب الذي كان يتحدث عن ولي العهد السعودي، الشيخ محمد بن سلمان، أن يختطف الأنظار، لأنه كان يؤكد على الثوابت الحقيقية التي تميّز الرجال. يؤكد على الثوابت الحقيقية التي هي من صفات الرجال، وكان يقرن حديثه دائما بقوله: هذا ما يحب جيل الشباب أن يرونه في الحكام. لأن أبرز صفات الحاكم، أن يكون مثل الشاب الرياضي الخارق، في الملاعب الخضراء.