الرئيسيةمقالات سياسيةمنع إسرائيل من الانتصار.. هل يفرض حرباً استباقية؟

منع إسرائيل من الانتصار.. هل يفرض حرباً استباقية؟

Published on

spot_img

هل لا يزال خطر الحرب الإسرائيلية الواسعة على لبنان قائماً؟ تتضارب القراءات والتحليلات والمعلومات حول المعادلة العسكرية التي سترسو في النهاية. فحزب الله وحركة أمل يؤكدان أنهما لا يريدان الحرب ولا توسيعها، إنما الغاية هي وقف الاعتداءات الإسرائيلية. أما في إسرائيل، فلا يزال التضارب قائماً.

تكتم نتنياهو
في أحد اجتماعات حكومة الحرب الإسرائيلية، رفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن يناقش ملف الجبهة مع لبنان، حسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية. وذلك، بسبب اعتباره أن كل المناقشات يتم تسريبها للإعلام. رفضُ نتنياهو ينطوي على احتمالين لا ثالث لهما.
الاحتمال الأول، يتصل بإمكانية لجوئه إلى مفاجآت عسكرية أو أمنية معينة. فلا يريد لها أن تتسرب. وبالتالي أي تخطيط لعمل معين أو قيد التحضير، لا يريد الإسرائيلي أن يتعرض لضغوط كبيرة لمنعه من القيام بأي خطوة. أما الاحتمال الثاني، فهو يريد ديمومة سياسة التهديد والوعيد مع وزرائه في العلن، وعدم مناقشة الملف بجدية، لأنه غير قادر على الدخول في حرب. وفي حال خرج اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بأي قرار يتصل بالتركيز على الحل السياسي أو الديبلوماسي، سيكون نتنياهو عرضة لانتقادات ومزايدات كثيرة في الداخل الإسرائيلي، على مستويين: سياسي ووزاري وعسكري، ومستوى شعبي، انطلاقاً من التصريحات الغاضبة التي يطلقها سكان المستوطنات الشمالية، الذين يعتبرون أن دولتهم تخلت عنهم، وغير قادرة على فعل شيء بمواجهة حزب الله.

منع الانتصار الإسرائيلي
لا تزال هناك أجواء ومعلومات أوروبية ودولية تشير الى التخوف الجدّي من الدخول الإسرائيلي في حرب ضد حزب الله. وهذا أكثر ما يتخوف منه الفرنسيون ويكثرون من التعبير عنه. في المقابل، تتضارب المواقف اللبنانية حيال حقيقة الموقف الأميركي، بين من يشير الى أن الرسائل لا تزال ترد حول الضغط على إسرائيل لمنع توسيع الحرب، وبين رسائل أخرى تشير إلى التحذير، وإلى عدم قدرة أميركا على منع نتنياهو من القيام بأي فعل يؤدي إلى انفجار المواجهة.
كل هذه القراءات تصب عند معادلة الطرف الذي قد يقدم على توسيع المواجهات. فكلام أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، كان واضحاً في خطابه الأخير حول الردّ على قتل إسرائيل لمدنيين، وأن الثمن سيكون دماً وليس مواقع. هذا الكلام لا ينفصل عن معادلة أساسية رفعها نصرالله أيضاً وهي أنه لا يجب ترك اسرائيل تخرج منتصرة من هذه الحرب، والسعي إلى إضعافها بأي طريقة، سواءً من خلال وضعية المقاومة في غزة، أو من خلال جبهات المساندة. هذا يشير إلى استمرار عمل جبهة لبنان بالتحديد ربطاً بغزة، وربطاً بالرد على الضربات الإسرائيلية. أما السؤال الأساسي الذي يطرح، هل سيقدم حزب الله على تكبير نوعية ضرباته لمنع اسرائيل من الانتصار؟

ضربات استباقية؟
في هذا السياق تبرز قراءة أساسية بأنه في حال أصر نتنياهو على معركة رفح، وتدمير ما يصفه بالأربع كتائب المتبقية لحركة حماس، وفي حال نجح بذلك، فهو سيخرج بمعنويات مرتفعة بنتيجة ما سيسميه انتصاراً. ويمكن لهذه المعنويات أن تدفعه إلى شن حرب ضد حزب الله في لبنان.
تلك القراءة تعتبر أن حزب الله يدرك ذلك جيداً. ولذلك هو لا يريد لنتنياهو أن يخرج منتصراً ولا بمعنويات عالية، لأن الرهان الأساسي هو على منع اسرائيل من تحقيق أهدافها وعلى زرع الشرخ والانشقاقات في داخل الحكومة وبين الحكومة والجيش. في الموازاة أيضاً، فإن مسألة إبقاء إسرائيل ضعيفة وغير منتصرة، يمكن أن يدفع الحزب إلى إلحاق خسائر أكبر عسكرياً ومعنوياً بالإسرائيليين، من خلال تكثيف عملياته أو توسيعها.
من هنا يطرح سؤال أساسي حول احتمال استباق الحزب أي إقدام إسرائيلي باتجاه لبنان وإشغاله أكثر بضربات نوعية ومؤثرة، في ظل استمرار غرقه في معركتي رفح وخان يونس.. وليس الانتظار للانتهاء من المعركتين.
هذا جزء من نقاش أساسي يدور على مستويات مختلفة سياسياً وعسكرياً بين لبنان وخارجه، وبين حزب الله وإيران أيضاً.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...