الرئيسيةمقالات سياسيةمفاوضات الأميركيين والأسد بالأردن: الرهائن والعقوبات و”التفاهم” مع إسرائيل

مفاوضات الأميركيين والأسد بالأردن: الرهائن والعقوبات و”التفاهم” مع إسرائيل

Published on

spot_img

على الرغم من توقف المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية والنظام السوري في سلطنة عمان، إلا أنها لم تصل إلى حدود القطيعة. يحرص الطرفان على أن تبقى الخيوط متصلة بينهما، وإن عبر مفاوضات غير مباشرة تتولاها سلطنة عمان، والتي تلعب أكثر من دور على ساحة الشرق الأوسط والعلاقات بين الدول، وآخرها زيارة سلطان عمان إلى مصر وبعدها زيارته المرتقبة إلى إيران، وسط معلومات تفيد بالمساعي المبذولة لأجل إعادة احياء العلاقات المصرية الإيرانية. بالتزامن، تستمر سلطنة عمان في إجراء مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن ودمشق، ولا تزال هذه المفاوضات قائمة عند النقاط العالقة منذ عقد المفاوضات المباشرة.

بين واشنطن ودمشق
وتشير مصادر متابعة لـ”المدن” إلى أن الأيام الماضية شهدت لقاءً جديداً بين مسؤولين من النظام السوري وآخرين من الإدارة الأميركية في العاصمة الاردنية عمّان. وقد تناول البحث أيضاً النقاط العالقة بين الجانبين، وخصوصاً مسألة الرهائن الأميركيين، فيما طالب النظام السوري بتخفيف العقوبات، ليتمكن من الحصول على مساعدات.
يعلم الطرفان أن هذا المسار يحتاج إلى وقت طويل لتحقيق نتائج، لا سيما في حال استمر السير وفق معادلة الخطوة مقابل خطوة. وهذا مسار أميركي أيضاً وليس فقط مساراً خليجياً عبّرت عنه المملكة العربية السعودية في انفتاحها على دمشق، وتقاربها معها. النقاط العالقة بين سوريا وأميركا أصبحت معروفة، فيما لا يزال الاختلاف قائماً على الأولويات، سواء بما يتعلق بالسعي الأميركي لإطلاق سراح الرهائن، أو بمفاتحة النظام بضرورة تبني بعض الإجراءات السياسية، من دون إغفال العنصر الإسرائيلي والسعي الأميركي الدائم لإعادة إحياء المفاوضات بين دمشق وتل أبيب، وذلك بهدف الوصول إلى حلّ حول الجولان وغيره من الملفات، على أن يأتي فيما بعد النقاش المتعلق برفع العقوبات عن النظام. فيما تختلف أولويات النظام السوري الذي يريد البدء برفع العقوبات للانتقال إلى التفاوض على النقاط الأخرى.

الأسد ونتنياهو في الإمارات
ضمن هذا السياق تندرج دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى المشاركة في قمة المناخ العالمي، في دولة الإمارات. كما يُفترض أن يشارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وحسب المعلومات، فإن أحد الأهداف الأساسية لدى الأميركيين في التفاوض مع دمشق يتصل بترتيب تفاهمات مع اسرائيل. وهو مسعى تقوم به جهات متعددة إلى جانب واشنطن. ولكن حسب التقديرات، فإن هذا من أصعب الملفات، نظراً للمواقف العلنية للنظام السوري، وثانياً بسبب العلاقة الجذرية والعميقة مع إيران. وبالتالي، لا يمكن الإقدام على أي خطوة بهذا الصدد في ظل الموقف الإيراني الحال. علماً أن جانباً من المفاوضات الأميركية يتصل بمطالبة إيران بإجراء انسحابات لقطعاتها العسكرية الكبيرة مع حلفائها من سوريا. وهذا أيضاً ما سيحصل بالتدرج. ولكن الانسحاب العسكري لا يعني الخروج الكلي لإيران، الموجودة بقوة في مجالات حيوية أساسية ضمن بنية النظام العميقة، أو في قطاعات اقتصادية واستثمارية ومجالات اجتماعية.

النازحون و”مساعدة” النظام
لا يمكن فصل التفاوض العربي مع دمشق والتقارب معها، عن هذا المسار الأميركي المفتوح منذ فترة، والذي سيتجدد في المرحلة المقبلة. ولكن أيضاً لا يمكن إغفال حالة الانقسام داخل الإدارة الأميركية والكونغرس، الذي لجأ إلى إقرار مشاريع قوانين تتعلق بمنع التطبيع مع الأسد. جزء من الضغوط الأميركية التي تمارس على دمشق كما على دول عربية أخرى، يندرج في سياق أن أميركا تريد أن تكون هي صاحبة اليد العليا في المفاوضات.
وحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن الإدارة الأميركية طلبت من الدول العربية التي ذهبت إلى إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق، بأن لا تكون مستعجلة في مسارها، وأن لا تمنح النظام الكثير وتغدق عليه المساعدات، كي يبقى قابلاً لتقديم التنازلات، وكي تتمكن واشنطن من إنجاز ما تسعى إليه في النقاط العالقة التي تطالب بها. لا سيما أن بعض المعلومات تفيد بوجود توجه لمنح النظام مساعدات مالية وفق صيغة إنسانية، لتجنب العقوبات، قد تصل إلى حدود الخمسة مليارات دولار.
يشّكل ملف عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم ومناطقهم ملفاً أساسياً بالنسبة إلى القوى العربية والدولية. وهو يحتل حيزاً أساسياً في هذه المفاوضات. وهنا تشترط دمشق البدء برفع العقوبات، لأن إعادة اللاجئين تحتاج إلى إعادة اعمار، ولا يمكن الشروع في ذلك لأن الشركات ستمتنع عن الدخول إلى سوريا، خوفاً من تعرضها لعقوبات قاسية. في هذا السياق، لا يمكن إغفال مسألة “دولرة المساعدات” للاجئين السوريين في لبنان. وهذه المساعدات مقدمة من المجتمع الدولي، علماً انها كانت سابقاً تُدفع للاجئين بالليرة اللبنانية. حالياً، وبعد ضغوط، رضخت الحكومة اللبنانية إلى معيار الدفع بالدولار. تأتي هذه الخطوة بعد تصاعد الضغوط للعمل على إعادة اللاجئين إلى هناك. وهو ما يعطي إشارة واضحة حول عدم حماسة المجتمع الدولي لذلك. وهذا حتماً له غايات وأهداف سياسية وغير سياسية على المديين المتوسط والبعيد.

أحدث المقالات

بيروت: لقاء ثلاثة أجهزة مخابرات

بشكل متزامن، كانت بيروت مطلع الأسبوع، مسرحاً لوجود مخابراتي ثلاثي: فرنسي أميركي وإسرائيلي. والتفاصيل،...

ماذا لو أُرجئ بتّ مصير قائد الجيش إلى ما بعد الأعياد؟

بين مجلسَي النواب والوزراء يتجمّد بتّ مصير قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يبلغ...

تطبيق 1701: الحزب يرفض.. ويفاوض!!

في عام 2006 انتهت حرب تموز بإصدار القرار الأممي 1701 تحت الفصل السادس، لكن...

“الحزب” لن ينسحب: ثمن التفاوض لاستقرار الحدود ستدفعه إسرائيل

الاستعاضة عن الحرب في جنوب لبنان، يكون بالتوجه نحو اتفاق سياسي برعاية دولية إقليمية،...

المزيد من هذه الأخبار

مادة انتقاد “عونيّة” لقائد الجيش!

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين...

بو حبيب: فرنسا أقصتنا عن اجتماعات لأننا فشّلنا مبادراتها

عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب...

تقويض القرار 1701… بتواطؤ دولي

يتعامل العالم مع جرائم هائلة تسحق أهل قطاع غزة وتبيدهم، بالكثير من البرود والتجاهل...

“تطابق” فرنسي-سعودي لبنانياً.. وتحذيرات حول مصير الجنوب

أصبحت الدوامة السياسية اللبنانية الداخلية “مضجرة” في كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية، لا سيما...

مهمة لودريان تبدَّلت من انتخاب الرئيس إلى السعي لتأجيل تسريح قائد الجيش

لم يعد خافياً أن الهدف الرئيس من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف...

لبنان بعد حرب غزّة… من يسأل عن قرار السلم والحرب؟

"لبنان ما بعد حرب غزة يشبه السؤال عن لبنان ما بعد الانتداب، ويشبه السؤال...

لودريان لم يطرح تعديلاً للـ1701… بل فرصة لتطبيقه

مع إعلان إسرائيل استئناف القتال ضدّ “حماس” سمحت أيام التبادل السبعة التي كانت واشنطن...

“ليونة” مستجدة بالملف الرئاسي.. وإصرار دولي على التمديد لعون

على وقع الزيارة الرابعة التي أجراها المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، تحدث...

بلى هُزمنا… والحلّ؟ فليحكم الحزب (1)

جرى هذا النقاش ضمن حلقة تفكير سياسي مناوئة للحزب ومرجعيّاته، في السياسة والأيديولوجيا والمنطلقات...

لبنان في مسار الحلّ من غزّة إلى واشنطن

عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وإن كانت في شكلها لا تحمل أيّ مبادرة...

لودريان “دبلوماسيّ بلا قفازات”… ينفعل و”يَزعَل”

لكلّ حقبة سياسية مُعضلات وإشكاليات، تجذب معها وساطات ووفود خارجية، في مغامرة أشبه ببحث...

متى سيبدأ الدولار بالهبوط… 50 ألفاً أو أقلّ؟

قبل انتهاء ولاية رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، كان التوقّع العامّ السائد بين...

“تعديل” الـ1701 ومنطقة عازلة: التفاوض مع “الحزب” بنبرة نارية

يتنقّل لبنان في السجالات بين الملفات، من دون حسم أي منها. وقد أصبحت هذه...

دعم قوي من “الخماسية” لمهمّة لودريان… وقلقٌ أمميّ على لبنان

في ظل استمرار الهدوء الحذر الذي يخيم على المناطق الجنوبية، طالما أن الهدنة الممددة...

حراك دولي جدّي لكسر جليد الرئاسة وإطفاء جمر الحدود

على عادتهم، يبرع اللبنانيون في ضرب بعضهم البعض من تحت الحزام، بناء على حسابات...