الرئيسيةمقالات سياسيةمفاوضات أميركا و”الحزب” بعد غزة: ترتيبات الحدود والسلاح الثقيل

مفاوضات أميركا و”الحزب” بعد غزة: ترتيبات الحدود والسلاح الثقيل

Published on

spot_img

يعمل حزب الله على تجميع أوراق كثيرة بين يديه، تحضيراً لمرحلة ما بعد الحرب على غزّة. ربط الحزب مسألة وقف العمليات التي يخوضها إنطلاقاً من جنوب لبنان ضد المواقع الإسرائيلية، بمسألة توقف الحرب في القطاع. لكنه يعلم أن تغييرات كثيرة ستطرح على مستويات متعددة إقليمية ودولية، تبحث في مرحلة استعادة الاستقرار على الجبهة، طالما أن لا أحد يريد الحرب، ولا يريد استمرار عمليات الاستنزاف. خصوصاً أن الإسرائيليين يفكرون باليوم التالي لما بعد توقف الحرب، وكيف سيعملون على إقناع سكان المستوطنات الشمالية بالعودة إلى منازلهم، طالما الحزب بكل قوته موجود، ويمكنه في أي لحظة أن يشن عملية أكبر وأضخم من عملية طوفان الأقصى.

التهديد والتفاوض
تتعدد مسارات التفاوض مع الحزب، بعضها مباشر وبعضها غير مباشر. في جانب منها تنطوي على تهديدات ورفع الأسقف على الطريقة الفرنسية، التي تنقل تهديدات إسرائيلية شرسة، ويتم تضمينها الكثير من المخاوف الفرنسية على الوضع في لبنان. وبعضها الآخر قائم على مبدأ “التفاوض”. وهي الطريقة التي يعتمدها الأميركيون، كما حصل في عملية ترسيم الحدود البحرية ومحاولة سحبها على الحدود البرية.
حزب الله، عندما أقدم على فتح جبهة الجنوب دعماً وإسناداً لغزة، كان يعلم مسبقاً كل هذه الطروحات والتهديدات التي ستنهال عليه. لكنه عمل على تجميع أكثر من ورقة بيده، أولها الاجتماعات التي عقدت مع مسؤولين في حماس والجهاد الإسلامي، ووضعها في سياق “غرفة العمليات المشتركة” التي تقود المعارك في غزة. ثانيها، فتح المجال أمام كتائب القسام وسرايا القدس وغيرها من التنظيمات، كسرايا المقاومة والجماعة الإسلامية، للمشاركة بإطلاق الصواريخ والقتال ضد الإسرائيليين.

اتفاق بلا حرب
هنا تكمن النقطة الأهم بالنسبة إلى حزب الله، فبغرفة العمليات المشتركة هو شريك بالتفاوض حول ما يجري في غزة، وذلك يندرج في سياق “وحدة الجبهات” وعدم تجزئتها، وفق ما أرادت اسرائيل فعله. أما مشاركة حماس، والجهاد والجماعة الإسلامية وسرايا المقاومة في عمليات قتالية وإطلاق الصواريخ، فإن الحزب لاحقاً سيكون هو المفاوض عن كل هذه الفصائل والتنظيمات، لا سيما عندما ستُطرح عليه مسألة ضبط الجبهة في الجنوب، وتكريس الاستقرار، وتسجيل انسحابات عسكرية.
هنا سيطرح الحزب مسألة تسوية الوضع على قاعدة ضبط حركة تلك الفصائل والتنظيمات، فيفاوض على سحبها وعلى قدرته في ضبط الجبهة، من دون أن يكون التفاوض على انسحاب قواته أو عناصره، لأن هذا من سابع المستحيلات بالنسبة إليه، فهو إبن الأرض، ومقاتلوه هم أبناء تلك المناطق الجنوبية. وبالتالي، لا يمكن القبول بخروجهم. وهذا أمر غير مطروح بالنسبة إليه.
استبق الحزب كل التحركات الدولية، من الحركة الفرنسية إلى اللجنة الخماسية، بالإضافة إلى العمل الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية، في مقابل استمرار التفاوض الإيراني الأميركي. إذ أن كل هذه المساعي تهدف للوصول إلى ترتيبات معينة في المرحلة المقبلة، تحمل تغييراً ضمن اتفاق من دون اللجوء إلى التصعيد العسكري. والبحث يتركز حول كيفية معالجة مسألة السلاح الثقيل في جنوب نهر الليطاني.
لا يمكن لهذه الحرب في ضوء طريقة إدارتها من قبل الأميركيين، وتركيز الإسرائيليين على غزة، ومنعهم من الضرب في اليمن، ولجمهم عن التصعيد تجاه حزب الله ولبنان.. إلا أن يكون له مترتبات في السياسة.
في هذا السياق، فإن التفاوض سيكون مع الأميركيين، وسيصبح لاحقاً على تلك الفصائل التي قاتلت إلى جانب الحزب وليس على الحزب ووجوده في جنوب نهر الليطاني.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...