كلام القيادي الفلسطيني الفتحاوي عزام الأحمد عن وجود أطراف خارجية تُغذي القتال المستمر في مخيم عين الحلوة، ليس مجرد إتهام للفصائل المحسوبة على التيارات الإسلامية المتطرفة وحسب، بل ويحمل في طياته مؤشرات خطرة تُحيق بالوضع الفلسطيني برمته، وتشكل تهديداً لأكبر المخيمات في لبنان.
المتتبِّع لتطورات المعارك وتنقُّلها بين أحياء المخيم، لا تخفى عليه ملامح التدمير الممنهج الذي يصيب مناطق الإشتباكات، ويؤدي إلى تهجير سكانها عنوة، وتخريب كل مقومات الحياة اليومية، من بنية تحتية وفوقية، دون رادع من مسؤولية أو ضمير، ودون مراعاة الظروف الإنسانية الصعبة التي تعانيها عائلات المخيم، نساء وأطفالاً وشيوخاً.
لم يتورع المقاتلون عن تحويل مجمَّع مدارس الأونروا في المخيم إلى مجموعة متاريس متواجهة بالقذائف والمدفعية وشتى أنواع الأسلحة، وإيقاع الأضرار الفادحة بأقسام المبنى، الذي كان حتى الأمس القريب الملاذ الأول لطلاب المخيم، ويُخرِّج سنوياً المئات.
ضلوع جهات خارجية في تأجيج القتال، وتوسيع رقعة الدمار، يطرح أكثر من علامة إستفهام، حول الإشاعات المتداولة عن وجود مخطط، تل أبيب ليس بعيدة عنه،لتدمير المخيم على مراحل، ومن خلال جولات متتابعة من القتال، الذي من المتوقع أن يزداد حدة، ويشهد تصعيداً في إستعمال الأسلحة المدمرة، كما حصل أمس، حيث نزلت الكاتيوشا إلى حرب الشوارع، وتكثفت نيران القذائف العمياء التي تصب حممها على حارات وبنايات أحياء التعمير وجبل الحليب وحطين والبركسات، وترتفع معها وتيرة التهجير إلى خارج المخيم، حيث تفيد بعض المعلومات عن أن الكثير من العائلات تبحث عن ملاذ آمن للسكن بشكل نهائي خارج المخيم.
التقارير الأمنية التي قُدّمت في الإجتماع الموسّع في السراي الحكومي، حذرت من مضاعفات إستمرار الإشتباكات على المناطق المحيطة بعين الحلوة، وأشارت إلى إحتمال أن يتحول المخيم إلى تلال من الركام، على نحو ما حصل في مخيم نهر البارد، الذي ذهب ضحية ما سمّي يومذاك «فتح الإسلام» والإرهابي شاكر العبسي.
يبقى السؤال: هل سيكشف عزام الأحمد الجهات الخارجية التي تلعب بالنار الفلسطينية، أم أن وراء الأكمة ما هو أعظم خطراً… كالتوطين مثلاً؟