بعد النفي والتأكيد، حُسِم أمر “لقاء اليرزة”. فاللقاء الذي جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد بقائد الجيش العماد جوزاف عون باليرزة منذ ايام انعقد بالفعل بحيث زار رعد عون وكان نقاش بكل الملفات حتى الرئاسية!
فمصدر موثوق مطلع على جو الطرفين يشير عبر الديار الى انه صحيح ان لقاء اليرزة روتيني اذ ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد يجتمع بالعماد عون او الحاج وفيق صفا كل 5 اشهر بهدف التنسيق بمسائل عدة وغالبا ما يحصل اللقاء في اليرزة بشكل عادي ورسمي. ويتابع المصدر: الا ان ما حصل وخلق البلبلة وحرّك مخيلات البعض امران: الاول هو الظرف السياسي الراهن في البلاد والثاني التسريب الذي حصل، فلو ان بيانا رسميا صدر بعد اللقاء مرفق بصورة لما كان احد ليتحدث عن لقاء ويعطيه كل ما تم تحميله من تحليلات والثاني هو التسريب الذي حصل والذي يبدو انه اتى من قبل المؤسسة العسكرية لا حزب الله بحسب المصدر ولو ان المؤسسة العسكرية نفت في الاعلام حصول اللقاء، والتسريب بحسب المصدر اتى بهدف ايصال رسالة واضحة للجميع بان علاقات العماد عون جيدة مع الجميع بدءا من الولايات المتحدة بعد صورة العشاء الشهيرة لهوكستين الى مأدبة العماد عون وصولا الى حزب الله عبر لقاء اليرزة الاخير.
في مضمون الاجتماع، تكشف اوساط مطلعة ومتابعة للقاء عبر الديار بان الاجتماع قارب بالدرجة الاولى الملفات الامنية كالوضع الامني في البلاد عموما وحادثة الكحالة وهنا كان ثناء من رعد على تصرف الجيش بطريقة حكيمة، كما بحث الطرفان بقرار التمديد لليونيفيل بالشكل الذي حصل فيه.
وبعد الغوص بالملفات الامنية، اتت حصة الرئاسة بحيث تكشف معلومات خاصة بالديار بان العماد عون اشار على مسمع الحاج محمد عد الى ان علاقاته جيدة مع الجميع قائلا: صحيح ان علاقاتي جيدة مع الجميع لكنني حاليا لست مرشحا للرئاسة وما يعنيني في الوقت الراهن هو امن البلد وتأمين مسلتزمات الجيش وتابع مؤكدا انه لا يخوض معركة الرئاسة لكن الاهم في ما أسمعه العماد عون للحاج محمد رعد هنا، عندما تابع قائلا: انا لا اخوض معركة الاستحقاق الرئاسي لكن اذا كان هناك توافق وطني على اسمي فأنا جاهز واذا لم يتوفر هذا التوافق فانا اعرف وضعي.
وفي هذا الاطار، تكشف معلومات الديار بان الحاج محمد رعد جدد امام العماد عون بان حزب الله متمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وانه ليس في وارد تغيير موقفه في الوقت الراهن.
وعليه، فلقاء اليزرة كان لقاء تشاوريا رئاسيا وقد يكون بالفعل بمثابة اللقاء الاول الذي يجس فيه كل طرف نبض الاخر لكن الاهم ان هذا اللقاء قد يكون اتى بتوقيت لافت ليطرح لدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كما لدى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اكثر من سؤال يحمل الكثير من التوجس. ففرنجية، المرشح الرئاسي القوي بظل تمسك الثنائي الشيعي بدعم ترشيحه حتى اخر لحظات المعركة، يخشى ان يكون العماد عون هو الخطة باء لدى حزب الله اذا ما كثرت الضغوطات الخارجية التي تعمل لايصال قائد الجيش الى سدة الرئاسة فيما باسيل الذي يعلي سقف المطالب بغية تحصيل “الممكن ” لا يستسيغ وصول قائد الجيش الى كرسي بعبدا وهو يفضل “الف مرة” سليمان فرنجية على جوزيف عون، الا ان لقاء اليرزة اتى ليشكل هاجسا لباسيل الذي يسعى عبر الحوار مع حزب الله لقطع الطريق اولا على قائد الجيش وبعدها يبحث بوصول فرنجية او تطييره!