الرئيسيةمقالات سياسيةعودة سوريا “العربية”: الحدود واللاجئون جسر دمشق إلى بيروت

عودة سوريا “العربية”: الحدود واللاجئون جسر دمشق إلى بيروت

Published on

spot_img

مؤشر أساسي لا بد من التوقف عنده في إطار تطور مسار العلاقات العربية مع سوريا، وهو انضمام لبنان إلى اللجنة الوزارية العربية، التي ستتابع تطبيق مقررات وبنود الاجتماع الوزاري العربي، الذي اتخذ فيه قرار إعادة سوريا إلى الجامعة العربية.

اللاجئون والحدود.. والرئاسة
من بين تلك البنود ملفات أساسية تهم لبنان، وخصوصاً مسألة إعادة اللاجئين، وملف ضبط الحدود بين البلدين ومكافحة التهريب، وخصوصاً تهريب المخدرات. بمعزل عن الجهة التي دفعت إلى انضمام لبنان إلى تلك اللجنة، أو إذا كان ذلك استجابة لطلب لبناني، خصوصاً أن لبنان كان يصر على الاشتراك والحضور على الطاولة، ليكون شريكاً في مسألة متابعة عملية إعادة اللاجئين، لكن القرار بحد ذاته هو توجيه عربي واضح للبنان الرسمي، بالتوجه إلى دمشق. وهذا يعني أكثر من نقطة.
النقطة الأولى توحي بأن لبنان أصبح ملزماً بحوار رسمي مع دمشق في سبيل إعادة اللاجئين. وهذا بحد ذاته تحول لأن هذا الأمر كان من الكبائر، وكان محط انقسام لبناني.
النقطة الثانية، هي أن لبنان وبسياسته الخارجية، بالنظر إلى موازين القوى السياسية فيه، فإنه سيكون ميّالاً أكثر إلى جانب سوريا في الموقف داخل اللجنة، خصوصاً أن هناك ضغوطاً كثيرة ستكون قائمة في سبيل مساندة دمشق بمجالات متعددة. بناء على هذا التطور، بدأت تطرح في بيروت تساؤلات كثيرة حول تداعيات كل هذه الخطوات على المستوى السياسي، وفي الملف الرئاسي أيضاً. فمعلوم أن الملف اللبناني لم يدرج حتى الآن في المفاوضات الإيرانية السعودية المباشرة. بينما هناك لبنانيون يراهنون على أن تعود دمشق للعب دور سياسي في لبنان، انطلاقاً من قناعة لدى هؤلاء بأن العرب عادوا إلى وجهة النظر القديمة، أنه لا يمكن حكم لبنان أو التأثير فيه إلا من خلال سوريا.

الموالون للأسد في لبنان
بعض المتشائمين من هذا المسار، يشبهون المرحلة بحقبة ما بعد اتفاق الطائف، وتلزيم لبنان للوصاية السورية، خصوصاً في أعقاب متابعة مواقف الكتل المسيحية المعارضة لترشيح سليمان فرنجية، صاحب العلاقة الوثيقة مع دمشق ومع حزب الله. فيما آخرون يعتبرون أن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء غير متاحة في هذه المرحلة، وأن الاتفاق السعودي الإيراني لا بد له أن ينعكس توازناً في لبنان. كما أن وجود حزب الله في لبنان بهذه القوة، وبعد دوره الأساسي في سوريا، لا يمكن لنظام الأسد أن يعود ليتمتع بنفوذ سياسي واسع، خصوصاً أن الكثيرين من الذين التقوا ببشار الأسد مؤخراً، وحاولوا النقاش معه في الملف اللبناني، بدا أنه يتابعه عن كثب لكنه أحال الجميع على حزب الله والتنسيق معه.
وسط كل هذه الوقائع، هناك من يعتبر أن دفع لبنان إلى اللجنة، وبالتالي دفعه إلى سوريا رسمياً، سيكون له الكثير من التبعات خصوصاً في ملف إعادة اللاجئين، وسط وجود قناعة لدى العديد من المسؤولين بأن أعداداً كبيرة من اللاجئين الموجودين هنا يوالون النظام سياسياً، والمقصود بهم أولئك المصنفين لاجئين اقتصاديين، ومن بين هؤلاء الجحافل التي شاركت في الانتخابات الرئاسية السورية، إذ قدّرتهم الأرقام بحوالى 150 ألف مقترع. هذا العدد المهول يعني بلغة الأرقام بحال تم احتساب هؤلاء مع عائلاتهم، ولا سيما أولادهم الذين لم يبلغوا سن الإقتراع، أن هناك حوالى 500 ألف سوري في لبنان جميعهم موالون للنظام. وهو سيكون له قدرة كبيرة على التحكم بمسار الأمور سواء داخل لبنان أو في عملية تنظيم إعادتهم إلى سوريا. وجزء كبير من هؤلاء قادر على التحرك بسهولة بين لبنان وسوريا.
يمكن لهذا العدد أن يمنح النظام في دمشق قدرة أكبر على التحكم بمسارات لبنانية كثيرة على الأرض وفي السياسة، خصوصاً في ظل استفادته من زخم استعادة علاقاته العربية.

أحدث المقالات

بيروت: لقاء ثلاثة أجهزة مخابرات

بشكل متزامن، كانت بيروت مطلع الأسبوع، مسرحاً لوجود مخابراتي ثلاثي: فرنسي أميركي وإسرائيلي. والتفاصيل،...

ماذا لو أُرجئ بتّ مصير قائد الجيش إلى ما بعد الأعياد؟

بين مجلسَي النواب والوزراء يتجمّد بتّ مصير قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يبلغ...

تطبيق 1701: الحزب يرفض.. ويفاوض!!

في عام 2006 انتهت حرب تموز بإصدار القرار الأممي 1701 تحت الفصل السادس، لكن...

“الحزب” لن ينسحب: ثمن التفاوض لاستقرار الحدود ستدفعه إسرائيل

الاستعاضة عن الحرب في جنوب لبنان، يكون بالتوجه نحو اتفاق سياسي برعاية دولية إقليمية،...

المزيد من هذه الأخبار

مادة انتقاد “عونيّة” لقائد الجيش!

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين...

بو حبيب: فرنسا أقصتنا عن اجتماعات لأننا فشّلنا مبادراتها

عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب...

تقويض القرار 1701… بتواطؤ دولي

يتعامل العالم مع جرائم هائلة تسحق أهل قطاع غزة وتبيدهم، بالكثير من البرود والتجاهل...

“تطابق” فرنسي-سعودي لبنانياً.. وتحذيرات حول مصير الجنوب

أصبحت الدوامة السياسية اللبنانية الداخلية “مضجرة” في كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية، لا سيما...

مهمة لودريان تبدَّلت من انتخاب الرئيس إلى السعي لتأجيل تسريح قائد الجيش

لم يعد خافياً أن الهدف الرئيس من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف...

لبنان بعد حرب غزّة… من يسأل عن قرار السلم والحرب؟

"لبنان ما بعد حرب غزة يشبه السؤال عن لبنان ما بعد الانتداب، ويشبه السؤال...

لودريان لم يطرح تعديلاً للـ1701… بل فرصة لتطبيقه

مع إعلان إسرائيل استئناف القتال ضدّ “حماس” سمحت أيام التبادل السبعة التي كانت واشنطن...

“ليونة” مستجدة بالملف الرئاسي.. وإصرار دولي على التمديد لعون

على وقع الزيارة الرابعة التي أجراها المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، تحدث...

بلى هُزمنا… والحلّ؟ فليحكم الحزب (1)

جرى هذا النقاش ضمن حلقة تفكير سياسي مناوئة للحزب ومرجعيّاته، في السياسة والأيديولوجيا والمنطلقات...

لبنان في مسار الحلّ من غزّة إلى واشنطن

عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وإن كانت في شكلها لا تحمل أيّ مبادرة...

لودريان “دبلوماسيّ بلا قفازات”… ينفعل و”يَزعَل”

لكلّ حقبة سياسية مُعضلات وإشكاليات، تجذب معها وساطات ووفود خارجية، في مغامرة أشبه ببحث...

متى سيبدأ الدولار بالهبوط… 50 ألفاً أو أقلّ؟

قبل انتهاء ولاية رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، كان التوقّع العامّ السائد بين...

“تعديل” الـ1701 ومنطقة عازلة: التفاوض مع “الحزب” بنبرة نارية

يتنقّل لبنان في السجالات بين الملفات، من دون حسم أي منها. وقد أصبحت هذه...

دعم قوي من “الخماسية” لمهمّة لودريان… وقلقٌ أمميّ على لبنان

في ظل استمرار الهدوء الحذر الذي يخيم على المناطق الجنوبية، طالما أن الهدنة الممددة...

حراك دولي جدّي لكسر جليد الرئاسة وإطفاء جمر الحدود

على عادتهم، يبرع اللبنانيون في ضرب بعضهم البعض من تحت الحزام، بناء على حسابات...