الرئيسيةمقالات سياسيةرؤية عربية للبنان “جديد”: تغيير كبير بالطبقة السياسية

رؤية عربية للبنان “جديد”: تغيير كبير بالطبقة السياسية

Published on

spot_img

خلال التحضيرات المستمرة لانعقاد القمّة العربية في السعودية، وإلى جانب الحيز الكبير الذي تحظى به مسألة دعوة سوريا للحضور، حظي لبنان بجزء من النقاشات أيضاً. فحالياً، وبحكم الأمر الواقع، سيتمثل لبنان برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، طالما أن هناك تعثراً على خط انتخاب رئيس الجمهورية. لكن ذلك فتح الباب أمام استمرار التواصل بين الدول العربية حول الملف اللبناني. يأتي هذا التواصل في موازاة الاتصالات الفرنسية السعودية المستمرة. إلا أن النقاش العربي يحاول طرح أسئلة كثيرة حول مستقبل لبنان وصيغته. وتجتمع الرؤى على وجوب حصول تغيير سياسي، ولو طال ذلك الطبقة السياسية، خصوصاً في ظل إصرار القوى العربية على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف. أي الدخول في مرحلة جديدة من المراحل السياسية للطائف. وهذه تقتضي فرض متغيرات عديدة.

تناقض حيال سوريا ولبنان
يعني ذلك أن ما تسعى بعض القوى العربية إلى تثبيته لبنانياً، هو الوصول لقناعة مفادها أنه على الطبقة السياسية الاقتناع بوجوب تغيير الأداء جذرياً، ولو اقتضى ذلك غياب شخصيات سياسية عن المشهد، لا سيما أنه لم يعد بالإمكان تكرار التجارب السابقة في ظل الانهيارات التي وصل إليها الوضع في البلاد. إلا أن اللافت والذي يستغربه بعض المسؤولين، بأن هذا التشديد العربي على مسألة التغيير في لبنان، تناقضه تطورات الوضع السوري. إذ أن عدداً من الدول العربية تسعى إلى توجيه الدعوة لرئيس النظام بشار الأسد، وتتعاطى معه بحكم الأمر الواقع. وبالتالي، لم تعد تبحث عن أي تغيير. بينما هناك وجهة نظر معارضة لذلك، وتعتبر أن المسار العربي المفتوح مع دمشق هدفه أن يؤسس إلى تغيير في مرحلة لاحقة، وبحال لم يتحقق ذلك فلن يستمر التواصل والتطور، ولن يتم الوصول إلى حلّ سياسي.
بالعودة إلى لبنان، وانطلاقاً من هذه القراءة الداعية إلى التغيير، يعتبر بعض المسؤولين العرب، أن لبنان وبعد كل الانهيارات التي يعيشها، والفضائح السياسية والمصرفية والمالية، لا يمكنه أن ينهض من جديد بالآليات السابقة نفسها. ولذلك، لا بد من البحث عن معادلات جديدة، وإن لم تكن واقعية بالنسبة إلى بعض اللبنانيين أو القوى الأجنبية. وفي ذلك ردّ مباشر على الطرح الفرنسي الذي يعتبر أن خيار انتخاب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، هو خيار واقعي ولا بد منه، فيما يتناقض ذلك مع كل الكلام الفرنسي وطروحات باريس حول ضرورة الإصلاح والتغيير.

تغييرات واسعة
من ضمن النقاشات المطروحة عربياً أيضاً، هو وجوب دخول لبنان في مرحلة جديدة، وإذا كان عنوانها الولوج إلى “الطائف الجديد”، أي تطبيق الاتفاق كما هو، وليس كما كان واقعاً، فهي توجب إحداث تغييرات كبيرة في الطبقة السياسية المشكِّلة للحكم، وتغيير جذري لآلية التعاطي السياسي والاقتصادي والمالي. لا سيما أن خروج لبنان في التسعينيات من مرحلة الحرب والدخول إلى حقبة الطائف بنسخته السورية، استدعى أيضاً تغييراً كبيراً في الطبقة السياسية اللبنانية، ودخول عناصر جديدة على طبقة الحكم. هذا نفسه ما يفترض أن يحصل اليوم، في حال كان السعي جدياً للنهوض والإنقاذ، والخروج من منطق رئيس جمهورية لطرف مقابل رئيس حكومة لطرف آخر.
تحت هذا التصور، يستمر النقاش العربي في مواصفات رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، في محاولة للردّ على المقاربة الفرنسية.

أحدث المقالات

جلسة 14 حزيران و”السيناريوات” المحتملة… من يريد “اغتيال” فرنجية؟

وإن قُرِئت خطوة ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بأنّها "مناورة سياسية"، لكنها حرّكت المياه...

لماذا يَرفض “الثنائيّ الشيعيّ” جهاد أزعور؟

يؤكد مطّلعون على مسار الطبخة الرئاسية أنّ تلاقي قوى المعارضة المسيحية ونوّاب “التغيير” والتيار...

استياء كبير في عين التينة

جاء في “الأخبار”: تقول مصادر الثنائي الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية إن «الجلسة قائمة»،...

بعد قرار ماكرون.. مواعيد للسفيرة

جاء في “الأخبار”: يُفترض أن تعود إلى بيروت خلال ساعات السفيرة الفرنسية آن غريو التي...

المزيد من هذه الأخبار

سيناريو متخيل لزيارة البطريرك لباريس

لم تحسم زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى باريس الضبابية السائدة، إزاء الموقف...

هل نشهد ولادة نظام إقليمي جديد في المنطقة؟

تساءلنا في مقالة سابقة عما إذا كنا ننتظر ولادة نظام إقليمي جديد في الشرق...

إستقواء باسيل بجعجع لكسر كلمة نصرالله

يخيّل للمرء، وهو يراقب معركة استيلاد ساكن جديد للقصر الرئاسي، أنّ زوايا الكوكب تهتز....

سماسرة الأزمات يتاجرون بمصائر 400 مليون عربي..

مأساة الصراعات العربية والإقليمية أنّه لا يوجد طرف جانٍ وطرف مجنيّ عليه. كلاهما في...

نحو «تنصيب» رئيس لا يرأس

ساعات ترقّبٍ ثقيلة عاشها اللبنانيون على امتداد الساعات الـ48 الأخيرة، بانتظار جلاء ما في...

إيران… من بدأ المأساة ينهيها!

الجميع بانتظار ما ستقدمه إيران من أفعال وإجراءات تنفذ على أرض الواقع تتناسب مع...

باسيل يتطلّع إلى “الحزب” وبرّي ينتظر تأييده لأزعور

بات كلّ ترشيح في وجه مرشّح "الثنائي الشيعي" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مدعاة...

القاهرة – طهران بعد 45 عاماً.. التطبيع ما يزال بعيداً

قلتُ لسائق التاكسي الذي تجاوز السبعين عاماً: هل تعرف شارع مصدّق في حيّ الدقّي؟...

لا تحْمِلــوا موضوع الإستحقاق الرئاسي إلى عواصم القرار في نعش تُدفن فيه جميع الحقائق

بات معلوماً أنّ الوضع السياسي العام في لبنان خطير للغاية بعد مرور فترة من...

النواب “الأقوياء” لن ينشقّوا ولن ينصاعوا: باسيل يفقد سيطرته

محاولات تقويض رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، قديمة، ومستمرة. تعود إلى ما قبل...

إستقالة زعيم التقدمي الإشتراكي: قراءة في حكمة كمال جنبلاط بين الحزب والضمير

الحدث السياسي الأبرز على مستوى انتخابات الرئاسة في لبنان لم يكن في تبادل الإتهامات...

متى رئيس «صُنع في لبنان»؟

ليس لأنني أمضيتُ بضع سنوات سفيراً لبلاد الخير والطمأنينة وإحترام الذات الإنسانية (المملكة العربية...

إنقلاب ناعم في ميرنا الشّالوحي: كان الله في عون باسيل!

احتدمت المعركة الرئاسية فأخرج كلّ فريق ما بجعبته من مواقف وخيارات كانت مضمرة طيلة...

اعتذار إلى «ميشا»

يتمتع أهل نيويورك وسكانها الحاليون بالأعمال الفنية التي تركها جار قديم منذ مائة عام،...

باسيل والحزب: عصر المناورات

الرسالة الحادّة التي وجّهها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في شأن ترشيح جهاد...