مصادر على صلة بحزب الله لا تستبعد اطلاقا ان يكون الثنائي الشيعي قد تلقّى في الآونة الاخيرة عرضاً “مغرياً” في هذا الشأن فشاء ان يردّ على التحية بمثلها على الأقل، وانه لن يوصد أي باب يفضي الى هذا الموضوع الحساس.
وتفصيلاً، تشير المصادر اياها الى ان ثمة عرضاً اميركياً مختلفاً هذه المرة وصل الى الحزب عبر طرق وقنوات متعددة فحواه “اننا مستعدون لمناقشة كل ما تتمنون تحقيقه في الداخل من انجازات، في مقابل ان توقفوا حرب إسنادكم لغزة وتبادروا الى تبريد الاجواء الساخنة على الحدود الجنوبية”.
الثابت ان مضمون هذا العرض برز منذ الايام الاولى لإشعال الحزب فتيل المواجهات على الحدود في الثامن من تشرين الاول الماضي، وليس جديدا ان الحزب كان يرد بجواب حصري وهو أن لا مجال لمناقشة أي أمر أو عرض يتصل بالشأن الداخلي قبل ان تتوقف الحرب على غزة، لذا فان كل الامور مرجأة الى ذاك الحين.
لكن الحزب في المقابل شاء ان يرد اخيرا على مَن يراسله بما مفاده انه مستعد لمناقشةٍ مستقبلية لملف الرئاسة الاولى وسواه من ملفات عالقة، وهو ما يراه البعض ترجمة من الحزب لنهج ربط النزاع وعدم تضييع الفرص السانحة عندما تضع الحرب الضارية اوزارها.
وفي هذا السياق، تعرض المصادر اياها لمحضر اللقاء الذي انعقد أخيراً بين مرشح “الثنائي” للرئاسة سليمان فرنجية وبين السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون، وهي التي قصدت بنشعي في حينه للتعارف مع زعيم “المردة” والتي كانت بدأت للتو مهمتها سفيرةً لبلادها في العاصمة اللبنانية.
وتذكر المصادر عينها ان فرنجية ابلغ الى ضيفته الآتي:
– انه مرشح جدي وليس في حساباته امكان الانسحاب والعزوف.
– انه وإنْ كان مرشح فريق بعينه فانه ليس مرشح صِدام أو استفزاز لأحد وانه سيكون عند وصوله الى قصر بعبدا رئيساً لكل لبنان.
– استطرادا، انه وإنْ كان مرشح فريق بعينه، فهذا يعني انه يحظى بثقته وانه يشكل ضمانة وعامل اطمئنان له، وبهذه الصفة يكون قادرا على الأخذ والعطاء وتذليل كل العقبات ودفع هذا الفريق الى التنازل إنْ كانت هناك ضرورة وطنية.
ورقة ايجابية اضافية يحملها فرنجية هي علاقته الوطيدة مع قائد الجيش العماد جوزف عون والمبنية على تفاهم حصل بينهما في لقائهما المعلن قبل مدة.
ولم يخفِ فرنجية امام ضيفته ان المواقف التي ادلى بها والتعهدات التي هو مستعد لإعطائها انما تلقى قبولاً من جانب الفريق الذي يحظى بدعمه وبثقته.
أما مضامين ذلك اللقاء فكانت بالنسبة للبعض برنامج عمل وعرضاً متكاملاً لمن يهمه الامر.
واللافت، وفق المصادر اياها، انه بعد هذه الواقعة السياسية تلمّس الحزب اشارات ايجابية ابرزها:
– ثمة مَن نقل لاحقا عن مصادر اميركية ما فحواه ان هناك ضرورة لمجيء رئيس للبلاد لا يكون مستفزا للحزب، بل ان يكون تناغمٌ بينهما لكي يشعر الأخير بالطمأنينة مستقبلاً.
– للمرة الاولى بعد انطلاقها، تطلب الخماسية لقاء كتلة نواب الحزب، فترد الكتلة بالايجاب والترحيب.
الثابت ان أمر الساكن المتوقع في قصر بعبدا لم تُحسم هويته بعد، ولكن ثمة معطيات جديدة يحسبها “الثنائي” نقاطا لمصلحة مرشحه، خصوصا بعد التطورات الدراماتيكية على الحدود الجنوبية.