الرئيسيةمقالات سياسية“حزب الله” – جبران باسيل: إلّا سليمان فرنجية!

“حزب الله” – جبران باسيل: إلّا سليمان فرنجية!

Published on

spot_img

ماهران، رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق لـ»الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في اللعب على وتر المناخ السياسي اللبناني. يكفي أن يهمس الأول، على هامش جلسات المناقشة، بأنّ «الرئاسة قريبة»، وأن يرفع الثاني من أسهم سليمان فرنجية عبر قوله إنّه «لا يمانع في انتخابه… أو غيره»، لكي يشغلا الوسط السياسي ويقلبا مزاجه وإحداثياته الرئاسية.

لكن اللعبة لم تعد كما كانت عليه قبل عقد أو عقدين من الزمن. لن تنفع هذه التمريرات أو الإشارات في إحداث الفرق والتأثير على الآخرين ومواقفهم التي صارت من ثوابت هذا الاستحقاق، ومنها الرفض المسيحي لترشيح رئيس «تيار المرده». أو لنقل رفض القوتين الأساسيتين، «التيار الوطني الحر» و»القوات».

أكثر من ذلك، يذهب بعض الغربيين إلى حدّ التقليل من أهمية «الانقلاب الجنبلاطي» الذي هو في طور الحدوث، كما يعتقد البعض، للقول في المجالس الضيقة، إنّ التفافة الزعيم الدرزي غير مضمونة، كما ثباته، ولكن يكفي أنّه يشترط موافقة فريق مسيحي لكي يكتمل عقد فرنجية، للتأكد من أنّ تأييده للأخير لا يزال أشبه لـImpossible yes. وعليه، لا تزال العقدة محلها.

في الواقع، إنّ البحث في عمق الحركة الدبلوماسية التي شهدها الأسبوع، وهي كانت مكثفة، يؤدي إلى استنناج واحد: لا جديد تحت سماء الرئاسة. وبالتفصيل يتبيّن الآتي:

– لم يخرج اللقاء الثنائي بين السفيرين السعودي وليد البخاري والإيراني مجتبى أماني من إطار اللياقات الاجتماعية الهادفة بشكل أساسي إلى كسر الجليد ومواكبة التطور الحاصل على مستوى العلاقة بين البلدين. ولكن العارف بتفصيل اللقاء يجزم بأنّ الرئاسة لم تحضر كبند رئيس، ولم تضف مشاورات السفيرين أي معطى جديد على خارطة المواقف من الاستحقاق. وبالتالي، لا ضرورة للتعويل على تغيير ما، لا في الموقف الإيراني ولا في الموقف السعودي.

– ليس هناك أي طرح جدي يقضي بضمّ إيران إلى اللجنة الخماسية. لا هي طرحت من جانب طهران ولا من جانب أي من دول الخماسية. كل ما في الأمر أنّ جنبلاط وخلال لقائه السفير الإيراني إلى مائدة العشاء، طرح فكرة قوامها أنّه لا يمكن للخماسية أن تجترح حلاً للأزمة الرئاسية اذا لم تُضمّ إيران إليها. وانتهى الطرح في مكانه.

– رغم كل الضجيج الذي أثاره حراك سفراء اللجنة الخماسية، والذي تمّ لجمه قبل أن يندفع في لقاءاته مع القوى السياسية، الذي كان من الممكن أن يصل إلى أعتاب مبنى ميرنا الشالوحي للجلوس إلى طاولة جبران باسيل، فإنّ المطلعين على هذا الحراك يؤكدون أنّه لا معطى جديداً لدى أي من مكونات الخماسية يمكن البناء عليه بشكل جدي. ويشير هؤلاء إلى أنّ نتائج الحراك الدبلوماسي المستجد، لن يتجاوز قطع الطريق على المسعى القطري الذي تمّ تفعيله خلال هذا الأسبوع مع عودة «أبو فهد»، الموفد الأمني إلى بيروت. ولعل هذا الأمر، هو الذي دفع بالسفير القطري إلى التأكيد خلال اجتماع سفراء الخماسية أنّه لا مرشح محدداً لبلاده، ما يعني أنّ قطر سحبت ورقة اللواء البيسري من التداول. ولو أنّ كثراً يجزمون أنّ كلّ ما تقوم به الدوحة خلال هذه المرحلة هو بمثابة حرق للترشيحات، للإبقاء على ورقة مرشحها الحقيقي، العماد جوزاف عون صامدة.

يؤكد المطلعون أنّ هذه الاندفاعة المستجدة من جانب سفراء «الخماسية» لا تعني أنّ ثمة متغيّراً ما حصل أو أنّه في طور الحصول، بدليل أنّ الاجتماع الذي جمع السفراء الخمسة في دارة السفير السعودي، حمل عنواناً واحداً وهو التأكيد على وحدة موقف مكونات اللجنة لا أكثر، والابتعاد عن لعبة الترشيحات والأسماء. وهذا ما يعيد المجموعة إلى المربع الأول، خصوصاً وأنّ موعد عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، ليس محدداً بعد.

بالنتيجة، لا تطور في مواقف «الخماسية». كما أنّه لا تغيير في مواقف القوى السياسية حيث سارع كلّ من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس «القوات» سمير جعجع إلى تأكيد ما هو مؤكد بنظرهما: لا لسليمان فرنجية. وجواب الأول تلقاه «حزب الله» قبل أن يعيد باسيل تأكيده في العلن. ويكتفي رئيس «التيار» في مجالسه الحزبية حين يُواجه بحقيقة أنّ لا حلفاء له إلّا «الحزب» وأنّ رئاسة جوزاف عون ستقضم «التيار» سريعاً، باللجوء إلى الصمت المطبق الذي يرفده بجواب واحد: إلّا سليمان فرنجية.

في الواقع، الأرجح أنّ «الحزب» فقد الأمل من إمكانية تغيير موقف جبران باسيل. للأخير اعتباراته التي تدفعه إلى إهمال كلّ الإغراءات السلطوية المتاحة أمامه فيما لو قرر تأييد سليمان فرنجية، ويتمسّك بالرفض. وهذا ما يفسّر البرودة، إن لم نقل الصقيع الذي يحيط بتفاهم مار مخايل، ويجعله أشبه بطقس كانون.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...