الرئيسيةمقالات سياسيةجلسة 14 حزيران و"السيناريوات" المحتملة... من يريد "اغتيال" فرنجية؟

جلسة 14 حزيران و”السيناريوات” المحتملة… من يريد “اغتيال” فرنجية؟

Published on

spot_img

وإن قُرِئت خطوة ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بأنّها “مناورة سياسية”، لكنها حرّكت المياه الرئاسية الراكدة، ودفعت فريق المعارضة و”التيار الوطني الحر” للهروب إلى الأمام، في المقابل، أربكت “الثنائي الشيعي”، وفرضت إعادة قراءة المشهد الرئاسي من جوانبه كافة، والاستعداد لمواجهة كل “السيناريوات”، من ضمنها الفوضى والفراغ الطويل.

تُدرك قيادتا “الثنائي” بأنّ طريق بعبدا زُرِعت بالمكامن، وأنّ ترشيح أزعور رصاصة لاغتيال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية سياسياً في أول جلسة انتخاب… التقاطع والتقاء المصالح بين معراب والصيفي وودائعهما من النواب التغييريين والمستقلين، وبين ميرنا الشالوحي، على إقصاء فرنجية، سيدفعهم إلى حشد أقصى طاقتهم النيابية للتصويت لأزعور، ولو لم يفُزّ من الدورة الأولى أو الثانية… ويقول مطّلعون لـ”الجمهورية”، إنّ مخطّط المعارضة هو استدراج “الثنائي” لخوض المعركة بفرنجية، بعد أن يعلن الأخير ترشّحه رسمياً، وتأتي النتيجة فوز أزعور على فرنجية بعدد الأصوات في الدورة الأولى أو تعادلهما، ويتكرّر “السيناريو” مرات عدّة، فيُصار إلى إسقاطهما والبحث عن مرشح ثالث “توافقي”، المرجح أنّه قائد الجيش العماد جوزاف عون.

مصدر سياسي رفيع في “الثنائي الشيعي” يحذّر من أنّ ترشيح أزعور سيؤدي إلى فراغ طويل في رئاسة الجمهورية، وسينثر أجواء التوتر السياسي والطائفي، ويكرّر سيناريو الـ1989 “مخايل الضاهر أو الفوضى”، فهل قرّرت المعارضة أخذ البلاد إلى الفوضى؟ وهل يتحمّلها لبنان ويعاكس مناخ التفاهمات العربية السعودية ـ الايرانية- السورية؟.

وكشف المصدر، أنّ “الثنائي يُعِدّ لمواجهة كافة الاحتمالات والسيناريوات، وسيكون بالمرصاد لأي سيناريو في المجلس لتمرير أزعور، وسيقرّر خطواته وفق مسار الجلسة…”، وإذ يتكتّم المصدر عن خطة المواجهة، يجزم في “أننا لن نسمح بانتخاب أزعور، وسنُسقطه في المجلس لأنّ انتخابه سيهدّد الأمن والإستقرار”.

ويتساءل المصدر: “ما هي المواصفات التي يتمتع بها أزعور وتميّزه عن فرنجية؟ وما الذي يجمع الداعمين لأزعور سوى العداء لفرنجية؟ فرئيس التيار النائب جبران باسيل بنى كتاب “الإبراء المستحيل” على أكتاف أزعور، وبات صديقه الآن! أما رئيس “القوات” سمير جعجع فيناور لإخفاء مرشحه الحقيقي… فيما قوى التغيير يناقضون أنفسهم بترشيح أحد المشاركين في السلطة منذ التسعينات، لكن الهدف بات أكثر وضوحاً… حشر “الثنائي” وإحراجه ودفعه إلى التراجع وكسره سياسياً”. لكن المصدر يؤكّد “أنّ هذا الأمر زادنا عناداً وإصراراً على التمّسك بمرشحنا”.

ماذا بعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة لانتخاب الرئيس في 14 حزيران المقبل؟ ما هي “السيناريوات” المحتملة؟.

ـ الأول: أن يؤجّل بري الجلسة إلى موعد لاحق بطلب من كتل نيابية كـ”اللقاء الديموقراطي” و”الاعتدال الوطني”، لمزيد من المشاورات، خيار مستبعد في ظلّ خريطة التحالفات والمواقف.

ـ الثاني: انعقاد الجلسة وإفقاد النصاب من الدورة الأولى، أو حصول انتخاب في الدورة الاولى، ويعمد أحد الأطراف إلى تطيير النصاب في الدورة الثانية.

وفي هذه الحال، هناك خياران أمام الثنائي: الأول، اعتماد التكتيك السابق، أي التصويت بالورقة البيضاء لحماية فرنجية، طالما أنّه لم يصل إلى 65 صوتاً، وبالتالي ينكشف حجم أزعور من دون كشف حجم فرنجية.

ـ الثاني، التصويت لفرنجية لإثبات حجمه، وهذا يعتمد على ترشح فرنجية رسمياً وتيقّن “الثنائي” من الـ 65 صوتاً.

ويمكن أن تلجأ المعارضة إلى تأمين عدد أصوات كبير لمرشحها في الدورة الأولى، لإظهار قوته مقابل ضعف مرشح “الثنائي”. لكن المصدر يوضح، أنّ المسألة ليست في عدد الأصوات، بل بتوجّه المعارضة بقرار خارجي إلى التخريب والعبث بالأمن والاستقرار. فلا قيمة لعدد الأصوات في الدورة الأولى، فهناك أصوات “بتنكّب” عشوائياً، لكن تظهير الأحجام يكون في الدورة الثانية.

ـ السيناريو الثالث: أن يؤدي الحراك الدولي الفرنسي – السعودي تحديداً بعد اللقاء الخماسي في قطر الاسبوع المقبل، إلى دفع الكتل الرمادية لحسم موقفها في اتجاه فرنجية أو أزعور كـ”اللقاء الديموقراطي” و”الاعتدال الوطني”، وهذا سيؤدي إلى ترجيح كفّة أحد المرشحين وفوزه في الدورة الثانية، لكن إذا شعر أحد الفريقين بأنّ مرشحه سيخسر، سيذهب إلى تعطيل النصاب في الدورة الثانية ويطيّر الجلسة.

ـ “السيناريو” الرابع: أن تنعقد الجلسة وتحصل المعركة، لكن ليس بالضرورة أن تنتج رئيساً، إذ من الممكن ألّا ينال أحد المرشحين 65 صوتاً.

ويبقى “السيناريو” الخفي، وقد يلجأ إليه أحد الطرفين إذا اشتدت المعركة، باتباع أسلوب الخداع، أي أن يمنح أحد الطرفين 10 أصوات إلى المرشح المنافس في الدورة الأولى بما يرفع أصواته إلى 70، لإيهامه بقدرته على الفوز بالـ 65 في الدورة الثانية، لكن يعود ويمنح هذه الأصوات إلى مرشحه في الدورة الثانية ويؤمّن له الفوز.

ويؤكّد المصدر في الثنائي، “أننا نتحسب لسيناريوات خدّاعة كهذه”، ويُحذّر من “أنّ انتخاب الرئيس لا يحصل بمعركة “كسر عظم” بل بتوافق وطني مسبق، للحفاظ على الاستقرار والشراكة الوطنية والميثاقية”.

ويراهن “الثنائي” على الأصوات الرمادية لتصبّ في كفة فرنجية، بعد نضوج ظروف التفاهمات والاتفاقات الاقليمية، في موازاة الانفراج على الخطوط الأميركية ـ الإيرانية في الملف النووي الايراني، الذي وُضع على نار متوسطة، وسيلعب لعبة النَفَس الطويل ولن يتراجع عن فرنجية لمصلحة مرشح يوازيه، إلّا لأسباب أو ظروف غير منظورة حتى الآن. ويعتبر أنّ الاستحقاق الرئاسي أكبر من مسألة أرقام، بل يعكس مناخاً اقليمياً ودولياً ونتيجة موازين قوى داخلية وخارجية، مع عدم تجاهل العقدة المسيحية أمام وصول فرنجية إلى بعبدا.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...