الرئيسيةمقالات سياسيةترشيح أزعور مستمر.. “الجلسة” تحرّك واشنطن وتغير مقاربة باريس

ترشيح أزعور مستمر.. “الجلسة” تحرّك واشنطن وتغير مقاربة باريس

Published on

spot_img

على إثر النتائج التي أفرزتها الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، فعّل الثنائي الشيعي وحلفاؤه محركاتهم للإشارة إلى أن ما حققوه هو انتصار، يرتكز على رفع أصوات رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى 51 صوتاً، ووصف هذه الأصوات بأنها كتلة صلبة خلف المرشح، بخلاف حالة التقاطع لدى القوى الأخرى على جهاد أزعور، والذي نال 59 صوتاً. يعتمد الثنائي الشيعي على حملة سياسية وإعلامية مركّزة ومكثّفة لإظهار نفسه أنه في الموقع الأقوى، وهو بذلك يريد التمسك بترشيح فرنجية، فيما يحاول الإشارة إلى أن الأرقام التي حققها أزعور لن تكون ثابتة وقابلة للتناقص. في كواليس “الثنائي” كلام يفيد بأن من تمكن في خضم المعركة من تخفيض أصوات أزعور، سيكون متمكناً من تخفيضها أكثر في المرحلة المقبلة.

لعبة الأرقام
وتستكمل الحملة الدعائية والسياسية هجومها للقول إن ترشيح أزعور قد انتهى، وأن بعض داعميه سيذهبون للبحث عن مرشح ثالث. أما على الضفة المقابلة، فإن المعطيات لدى الفريق الداعم لأزعور، تؤكد بأن ترشيحه مستمر ولا تراجع عنه. الرجل، حسب ما تقول مصادر قريبة منه، يبدو مرتاحاً للأرقام التي حققها، على الرغم من كل الضغوط التي مورست، فيما أصوات فرنجية قد بلغت سقفها الأعلى، وفي أقصى الطموحات والتمنيات قد يتمكن الرجل من استقطاب 4 أصوات إضافية ليصبح لديه 55 صوتاً. وحتى لو تم استقطاب كل أصوات تكتل الاعتدال -كما يحتسب الثنائي الشيعي- فإن أصوات مرشحه ستصل إلى 59. في المقابل، هناك إمكانية لدى أزعور لتعزيز رقعة التحالف من حوله وتثبيتها وبالتالي رفع نسبة أصواته إلى ما فوق الستين. في كل الأحوال، تبقى لعبة الأرقام غير قادرة على إنتاج رئيس في لبنان. إذ أن هذه الاستحقاقات تبقى بحاجة إلى توافقات سياسية أوسع وأشمل.
تستبعد القوى المؤيدة لأزعور أن يلجأ أي طرف من الأطراف الأساسية للتخلي عنه، لأن الظروف غير ملائمة، ومن سيخرج من هذا التقاطع سيكون في موقع الخائن. وهذا سيكون له تداعيات سلبية على موقفه وموقعه. كما أن الثنائي لن يكون في وارد التخلي عن سليمان فرنجية في هذه المرحلة، ولا يزال من المبكر بالنسبة إليه الحديث عن مرشح آخر، أو العودة إلى معادلة طرحت في اجتماع باريس الخماسي في 6 شباط 2023، بأن هناك مرشحين للرئاسة هما سليمان فرنجية أو قائد الجيش جوزيف عون. وبالتالي، بعد استنفاد فرص فرنجية لا بد من خيار قائد الجيش.

بن سلمان وماكرون
جاءت الجلسة على وقع تطورات أساسية، فلا بد من قراءة الرسالة الأميركية بعدها، والتي عبرت عن انزعاج واشنطن من عدم استكمال الجلسات. هذا يطرح سؤالاً حول مصير الجلسات وإذا ما كان رئيس المجلس سيدعو إلى جلسة جديدة، على أن تكون هذه الجلسة هي الاختبار الأساسي لكلا المرشحين لجهة الحفاظ على أرقامهما، أو سعي كل واحد منهما إلى رفعها. ثانياً، عقدت الجلسة بالتزامن مع توجه وفد سعودي إلى باريس، وعقده لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين للبحث في الملف اللبناني، قبل وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس ولقائه بالرئيس الفرنسي، وسط معلومات تشير إلى أن الملف اللبناني سيكون حاضراً بين الجانبين، وفق ما تقول مصادر الإيليزيه.
حسب المعلومات، فإن كل طرف يحاول تثبيت وجهة نظره، على الرغم من الإصرار السعودي الفرنسي على التنسيق والتكامل. ولكن نتائج الجلسة حضرت في لقاءات الوفد السعودي مع الفرنسيين، حول أن فرنجية لم يتمكن من تحصيل الأصوات التي كان الثنائي الشيعي يعمل على إشاعتها. وهذا ما سيجبر الفرنسيين على تغيير مقاربتهم. في المقابل، فإن الفرنسيين سيطرحون فكرة أن كل التقاطع الواسع خلف أزعور لم ينجح في حصد 65 صوتاً. إلا أن الأرقام التي حققها ستكون حاضرة بقوة في أي مفاوضات لاحقة، بانتظار ما ستحمله زيارة جان إيف لودريان إلى بيروت من نتائج، وسط تقديرات تفيد بان الفرنسيين أصبحوا منفتحين على خيارات أخرى وإن لم يعلنوا عنها حتى الآن.

خيار بارود
في السياق، تتردد معلومات عن أن الفرنسيين وفي حال قرروا النقاش بالخيار الثالث، فهم يفضلون الوزير السابق زياد بارود، والذي كان في زيارة إلى باريس قبل حوالى أسبوع، حسب ما تقول مصادر متابعة، التقى خلالها المسؤولين الفرنسيين عن الملف اللبناني. من هنا، لم يكن من باب الصدفة أن يصوت 6 نواب لصالح بارود على الرغم من الكلام الذي تسرّب بأن الرجل طلب من النواب عدم التصويت له لأنه غير معني حالياً. ولكن لا تخفي المصادر أن بارود يمكن أن يطرح نفسه كخيار ثالث في المرحلة المقبلة.
هنا ثمة من يربط هذا الكلام بنقطتين أساسيتين. الأولى، أن بارود كان من بين الأسماء التي اقترحها باسيل على القوى المسيحية خلال التفاوض للاتفاق على مرشح. والثانية، تتعلق بما نقل من معلومات جرى تسريبها عن فحوى زيارة الرئيس السابق ميشال عون إلى دمشق ولقائه برئيس النظام السوري بشار الأسد. إذ تفيد هذه المعلومات أن عون قال للأسد إن المرشح الأساسي للتيار الوطني الحرّ ليس جهاد أزعور إنما زياد بارود، علماً أنه لم يصدر أي نفي من التيار لهذا الكلام.
ستكون المعركة طويلة على الأرجح، ولا بد من انتظار ما ستحمله اللقاءات والجولات الخارجية، وكيف ستنعكس على الواقع الداخلي. وهذا ما يمكن أن يتظهّر ما بعد زيارة بن سلمان لباريس، وبعد عودة السفير السعودي إلى بيروت، وانتهاء وزير الخارجية السعودي من زيارته لطهران، وجولة جان إيف لودريان على المسؤولين اللبنانيين المختلفين.

أحدث المقالات

لوائح بأسماء المرشحين للرئاسة: حرق المبادرات وهدر الفرص

يتعاطى الأفرقاء اللبنانيون مع الاستحقاق الرئاسي بانعدام الجدّية، كما مع كل المبادرات أو المساعي...

 الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري

بعد أسابيع الانشغال بزيارة الموفد الفرنسي الخاص جاء دور الانشغال بزيارة الموفد القطري للأيام...

رسالة سعودية وتهديد عوكر والتحرك القطري

إختزن الأسبوع الفائت عدداً من الوقائع المتفرقة حيال المأزق اللبناني، الذي تقر مصادر المعلومات...

بصمات شاب من الشرق الأوسط

ذات يومٍ دعاني رجلٌ شهيرٌ إلى فنجان قهوة. وكانتِ الدعوةُ مغريةً فقد تيسّر للرجل...

المزيد من هذه الأخبار

  موجات النزوح تجدّدت ومداهمات للجيش

ملف النازحين مفتوح على شتى الاحتمالات، مع تزايد موجات النزوح خلال اليومين الماضيين عبر...

 اجتماع نيويورك: انتخاب الرئيس لا يزال مؤجلا

تتفق الدول الخمس على الحوار وتختلف على الرئيس، فيما الافرقاء اللبنانيون يختلفون على الحوار...

الحقيقة المرّة: لبنان ليس على طاولة التفاوض

في خضمّ الغموض المتواصل حول مصير الجهود الخارجية للتوصّل إلى اتفاق على انتخاب رئيس...

هويّة الرئيس عنوان المرحلة..

منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، تمّ استبدال النفوذ السوري، الذي كان...

دجاجة الإنتخاب أولاً أم بيضة الحوار..؟!

ماذا تنفع كل الجهود والوساطات والإجتماعات التي تُعقد على مختلف المستويات، وخاصة بالنسبة للقاء...

دُفنت منصّة صيرفة ورأت «بلومبورغ» النور

طُويت صفحة منصّة صيرفة، ودُفنت في الدروج والدهاليز الرسمية، وستُذكر في كتب تاريخ أكبر...

الودائع أحرجت الجميع وأسقطت الاتفاق والخطة

هناك مجموعة من الأهداف للزيارة التي قام بها وفد صندوق النقد الدولي الى بيروت...

الحزب يحاور “المسيحيين”… أحزاباً وفرادى

في مواجهة التحدّيات المختلفة التي يواجهها لبنان واللبنانيون اليوم، عمد المسؤولون في الحزب خلال...

برّي لـ«اللواء»: جلسات متتالية على طريقةانتخاب بابا روما

يكاد الرّئيس نبيه برّي يكون الوحيد الّذي يحمل على عاتقه هموم الأمن والسّياسة والرّئاسة...

 الاخبار تنشر نص وثيقة دبلوماسية من سفارة عربية في بيروت

علاقة العرب بفكرة المؤامرة ملتبسة إلى حدّ تمرير مؤامرات كبيرة لا يقتنع أحد بها،...

 لودريان: عدنا إلى النقطة الصفر

انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية...

أيّ «النصابين» مطلوب: لـ«طاولة حوار» أم لـ«جلسة انتخاب»؟!

قبل ان تنتهي الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في الساعات المقبلة،...

عين الحلوة هل يلحق بنهر البارد؟

كلام القيادي الفلسطيني الفتحاوي عزام الأحمد عن وجود أطراف خارجية تُغذي القتال المستمر في...

باب التحوُّلات فُتِح في الشرق الأوسط

في أيلول الجاري، هناك حدثان يُعتبران من علامات المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط: الأول...

مخيَّم عين الحلوة يحاكي إقليم التفاح

دخلت أزقة وأحياء مخيم عين الحلوة موسوعة خطوط التماس الإقليمية في لبنان لتنضم الى...