الرئيسيةمقالات سياسيةتحذير أميركيّ إلى “الحزب” وإيران

تحذير أميركيّ إلى “الحزب” وإيران

Published on

spot_img

يشدّد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سام ويربيرغ على أنّ بلاده لا توجّه أي تحذير إلى لبنان أو الشعب اللبناني، حول الدخول في الحرب بين اسرائيل وحركة «حماس»، موضحاً أنّ التحذير موجّه إلى «حزب الله» وإيران أو أي من الوكلاء المموّلين من إيران في المنطقة. ويشير في مقابلة خاصة لـ»نداء الوطن»، إلى «أنّنا نوجّه رسالة واضحة إلى إيران و»حزب الله» أو أي طرف من الأطراف التي تفكر في الدخول في هذا الصراع، انّنا ضد ذلك وسنتخذ كلّ الإجراءات لمنع توسيع هذه الحرب».

دعم لبنان والجيش

الولايات المتحدة ترى، بحسب ما يقول ويربيرغ، أنّ الشعب اللبناني لا يريد أي حرب أو أي من الفوضى القائمة الآن في المنطقة، وأنّ اللبنانيين يرفضون أن يبدّي «حزب الله» أو أي من وكلاء إيران مصالحهم على أوليات الشعب اللبناني. ويؤكد العلاقة الوطيدة بين واشنطن وبيروت، وخصوصاً مع القوى العسكرية والأمنية، لافتاً إلى أنّ بلاده تدعم الجيش اللبناني منذ سنوات، وتدعم لبنان في وجه التحديات من «حزب الله» ومن أي تدخل من «الحزب» أو إيران في هذه الحرب.

ورداً على سؤال، حول أنّ الهدنة أو وقف إطلاق النار في غزة قد يحولان دون دخول «حزب الله» في الحرب، وإذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى ذلك أم أنّها تدعم اجتياحاً اسرائيلياً برياً لقطاع غزة من دون ضوابط؟ يجيب ويربيرغ: «في نهاية المطاف، إنّ الدولة الإسرائيلية كأي دولة أخرى يجب أن تأخذ الإجراءات اللازمة للحماية والدفاع عن النفس، وأي دولة تتعرّض للهجمات الإرهابية كالتي نفّذتها «حماس» منذ أسبوعين، لديها الحق نفسه».

ويضيف: «الولايات المتحدة لا ترى أنّ لديها الحق بأن تفرض على إسرائيل طريقة ردّها على هذه الهجمات، لكنّها في الوقت نفسه وانطلاقاً من علاقتها الطويلة والقوية مع اسرائيل، لديها الإمكانية للتحدث مع المسؤولين الإسرائيليين وجهاً لوجه. لذلك، اتخذ الرئيس جو بايدن القرار بزيارة اسرائيل لأنّه كان يريد أن يسمع من المسؤولين هناك، وأن يوجّه الأسئلة الصعبة إليهم، ومن بينها كيف ستدافع الدولة الاسرائيلية عن نفسها وفي الوقت نفسه كيف ستأخذ الإجراءات لحماية المدنيين في قطاع غزة، وكيف ستسمح بوصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين». ويتابع: «في نهاية المطاف نحن نرى أنّ الدولة الإسرائيلية ستأخذ الإجراءات اللازمة والمناسبة لها للدفاع عن النفس».

رسالة واضحة ولا مفاوضات مع إيران

أمّا إذا كانت القوات الأميركية ستتدخّل عملياً لدعم إسرائيل في حال دخل «حزب الله» في الحرب، فيقول المتحدث بإسم «الخارجية» الأميركية: «لا ندخل في أي فرضيات أو تكهنات لجهة ما سيقوم به «حزب الله». لكنّنا نؤكد أنّ الولايات المتحدة لديها الإمكانية للدفاع عن النفس وعن حلفائها وشركائها في المنطقة. ونحن واضحون مع «حزب الله» أو أي طرف من الأطراف التي تفكر في التدخل في هذا الصراع، ونقول: لا تفكروا بذلك، لأنّنا لا نريد أي توسيع لهذه الحرب في هذه اللحظة الصعبة».

بالنسبة إلى المطلوب لتجنّب حرب واسعة في المنطقة، يجب أولاً بحسب الإدارة الأميركية، أن لا يحاول أي طرف آخر التدخل أو القيام باستفزازات ونشاطات مزعزعة للإستقرار في المنطقة. ويقول ويربيرغ: «نحن مهتمون بالأوضاع الصعبة في قطاع غزة والمنطقة عامةً، ونركز على بعض الأولويات، منها إطلاق سراح الرهائن الأميركيين والآخرين، إيصال المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني، توفير كلّ إمكانية للدفاع عن النفس للدولة الإسرائيلية، ومنع أي إمكانية لتوسيع هذه الحرب أو التصعيد في المنطقة».

كذلك يؤكد ويربيرغ أنّه «ليس هناك أي مفاوضات أو مناقشات بين الولايات المتحدة وإيران حول ما قامت به «حماس» وما يحصل في المنطقة الآن»، مشيراً إلى أنّه كانت هناك مفاوضات سابقاً حول البرنامج النووي الإيراني فقط. ويلفت إلى «أنّنا نركز الآن على علاقاتنا مع الحلفاء والشركاء في المنطقة لمنع إيران أو أي من وكلائها من التدخُّل في هذه الحرب».

إطلاق الرهائن وإيصال المساعدات

في المرحلة الراهنة، تركّز الإدارة الأميركية على أولويات حماية مواطنيها، وتبذل كلّ الجهود اللازمة لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين. ويشير ويربيرغ إلى أنّ «هناك رهائن أميركيين مفقودين في قطاع غزة، ولا نملك كلّ المعلومات عن أماكن تواجدهم وإذا كانوا في يد «حماس» أو جهة أخرى. ويقول: إضافةً إلى تركيزنا على ذلك، نحن نبذل جهداً كبيراً لوصول المساعدة الإنسانية إلى الفلسطينيين. ولذلك عيّن الرئيس بايدن السفير السابق دايفيد ساترفيلد مبعوثاً خاصاً للشؤون الانسانية، وهو يعمل لإيصال المساعدة الانسانية عبر معبر رفح. ولتحقيق ذلك، نعمل مع مصر واسرائيل والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة. هذا بالتوازي مع أولوية منع أي توسيع لهذا الصراع».

أمّا على المدى البعيد، فيؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أنّ «واشنطن مع محاولة توفير الظروف المناسبة لاستئناف أي مفاوضات ومناقشات حول حلّ الدولتين». ويشير إلى أنّ «الرئيس الأميركي يرى أنّ الحلّ الوحيد للصراعات في المنطقة خصوصاً بين الاسرائيليين والفلسطينيين، هو حلّ الدوليتين، وأن يكون للشعب الفلسطيني دولة والحق في العيش ويتمتّع بنفس التدابير والدرجة من الحرية والكرامة والعدالة كما الاسرائيليين». ويؤكد ويربيرغ أنّ «هذا ليس كلاماً فقط. بل هذا ما يؤمن به الرئيس بايدن فعلاً، ومنذ عقود، لذلك نريد أن نركّز على ذلك في الوقت المناسب».

أمّا بالنسبة إلى استهداف القواعد والقوات الأميركية في المنطقة، فيشير ويربيرغ إلى «أنّنا اتخذنا بعض الإجراءات، بعد الحوادث الأخيرة مؤكداً «أنّنا سنتخذ كلّ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا، والجيش الأميركي وسفاراتنا، سواء في الشرق الأوسط أو أي مكان في العالم».

أحدث المقالات

مادة انتقاد “عونيّة” لقائد الجيش!

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين...

بو حبيب: فرنسا أقصتنا عن اجتماعات لأننا فشّلنا مبادراتها

عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب...

تقويض القرار 1701… بتواطؤ دولي

يتعامل العالم مع جرائم هائلة تسحق أهل قطاع غزة وتبيدهم، بالكثير من البرود والتجاهل...

“تطابق” فرنسي-سعودي لبنانياً.. وتحذيرات حول مصير الجنوب

أصبحت الدوامة السياسية اللبنانية الداخلية “مضجرة” في كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية، لا سيما...

المزيد من هذه الأخبار

“ربط الساحات” بين غزّة… والضاحية واليرزة!

تندرج زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان تحت عنوانين أساسيّين فرضتهما التطوّرات الأخيرة: – تجدّد...

بين “التيار” وبكركي لا قطيعة… ولكن!

تعثرت محاولات رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لتحسين علاقته بالبطريرك الماروني بشارة...

قطر طرحت سلّة كاملة وقدّمت ترشيحَيْ البيسري وحتّي

تكاد تكون قطر الدولة العربية الأكثر قرباً من «حماس» نظراً الى حسن علاقتها بها...

محمد رعد الجار والأب

تعود معرفتي بالنائب محمد رعد إلى ما يقارب أربعين عاماً. عرفت والده كرجل فاضل...

لودريان بعد هوكشتاين…”اطلالة” على الحدود والأفق الرئاسي المسدود

فرضت تطورات الوضع الإقليمي نفسها على المشهد الداخلي، وهو ما أسهم في “تطوير” عمل...

إنقلاب عسكري بقيادة الجيش في 10 كانون الثاني؟

بعد الإنقلاب السياسي في 31 تشرين الأول 2022 بمنع انتخاب رئيس للجمهورية، وفرض الفراغ...

قيادة الجيش: لا التعيين مُيسّرٌ ولا التمديد آمن

دونما أن تكون خافية صلة الوصل بين استحقاقَيِ الجيش ورئاسة الجمهورية، إلا أن مرور...

الفرنسيّون متمسكون بـ”مرشح ثالث” للرئاسة

يحط الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت يوم الأربعاء في زيارة تستمر...

الإزدواجية العالمية: الفيلسوف الألمانيّ هابرماس يدعم إسرائيل

“إنّ حرب إسرائيل على غزة مبرَّرة مبدئياً” ولا يجوز وصفها بأنّها تشبه المحرقة أو...

الدور القطري يتكرس.. والحل اللبناني بمفاوضة “الحزب” أولاً

تسير الوقائع اللبنانية على الإيقاع الإقليمي. الهدنة في غزة تنعكس على الجنوب، والتصعيد سيقابله...

سيناريو أميركي.. بنسخة إيرانية؟

نجاح تنفيذ أولى الهدن الإنسانية في غزة، وإتمام عملية تبادل الدفعة الأولى من الأسرى،...

معادلةٌ صعبة أمام “الحزب”… وخياران في ملفّ قيادة الجيش

يقف «حزب الله» أمام معادلة صعبة في حسمه خياراته لملء الشغور في قيادة الجيش...

“رئاسة” بعد الهدنة: المفتاح بيد الحزب

تستبعد أوساط مطّلعة أن يقود استئناف الحراك الفرنسي والقطري باتجاه لبنان إلى إحداث خرق...

جبهة لبنان معلّقة… ونية لاستئناف الحرب

بموازاة حالة عدم اليقين التي تلفّ مصير «الوقفة الإنسانية» للقتال والتي سمّيت هدنة قابلة...

الخشية من “غلاف الليطاني”

تكاد الصورة تكون متعارضة كلياً، بين ما حدث في غزة صباح السابع من تشرين...