الرئيسيةمقالات سياسيةبو صعب يحاول خرق السبات الرئاسي... هل من "أوعى خيك" موسعة؟

بو صعب يحاول خرق السبات الرئاسي… هل من “أوعى خيك” موسعة؟

Published on

spot_img

يختلف الساسة اللبنانيون في كل شيء، من السياسة الخارجية، إلى الدفاع، وحتى الهوية الاقتصادية للبلد وإدارة شؤونه بأصغر تفاصيلها، إلا أنهم اتفقوا على أمر واحد، وهو عدم لبننة الاستحقاق الرئاسي، فاصطفوا في قاعة الوصول، منتظرين من الضيوف الاقليميين حل أزمتهم. جاء وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان ورحل، ولم تتحرك المياه الراكدة. تبعه وفد فرنسي ليغادر هو أيضاً من دون تحقيق أي خرق. والآن يأملون أن تحمل عودة السفير السعودي وليد بخاري أي تحرك على الصعيد الرئاسي، وعلى الأرجح لن يتغير شيء، فالمجتمع الاقليمي والدولي، يطالب الفرقاء السياسيين بأن يحلوا أزمات بلدهم بأنفسهم، بل يبدو حريصاً على سيادة البلد أكثر منهم عندما يطلبون ذلك، وهذا ما أشار إليه عبد اللهيان في زيارته، ولطالما كررته المملكة العربية السعودية، وأكده أمس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان، بأن “الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي”.

لم يخرق السبات الرئاسي إلا تحرك نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي استكمل جولته على القوى السياسية، وبدأ يومه امس بزيارة “استكشافية” الى بكركي حسب قوله، مبدياً أسفه “لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسي غير مهتمين بعامل الوقت”. ومن الصرح البطريركي انتقل بو صعب إلى مركز “تجدد” حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي، ليحط أخيراً في معراب، ويلتقي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ويخرج من هناك واصفاً الاجتماع بـ”المميز”، ومؤكداً أن “القواسم ما زالت مشتركة ويمكن البناء عليها في محاولة لتطويرها، وقد لمستها بعد لقائي (النائب محمد) رعد أيضاً، على الرغم من الاختلاف الكبير في وجهات النظر، في بعض الأمور”.

وفيما اعتبر البعض أن جولة بو صعب ومبادرته، هي لعب في الوقت الضائع، شكك آخرون في أنها قد تكون بإيعاز من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، عبر إيفاده رأس حربة الديبلوماسية العونية، والذي يحظى بعلاقات جيدة مع مختلف الفرقاء، على الرغم من عز الهجوم البرتقالي عليهم، ليحاول إنجاز اتفاق “أوعى خيك” موسع، ويشمل “الكتائب” مع “القوات”، وذلك لتشكيل جبهة مسيحية بغية قطع الطريق على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، والاتفاق على ترشيح اسم من بينهم، ويكون اتفاقاً لا ينكسر أي أحد فيهم، ويفرض الاسم على بقية المكونات، من منطلق اتفاق المسيحيين. ولكن تشكك الأوساط في نجاح خطوة كهذه، في ظل تشدد “القوات” في رفض الالتقاء مع التيار بأي شكل، وتقليل دوائر معراب من أهمية زيارة بو صعب، إلا أن الأوساط تعيد التذكير بأن اتفاق “أوعى خيك” عام 2016، لم يكن أحد يتوقعه، وعلى الرغم من أن الاستحقاق الرئاسي لم يعد ملبنناً، غير أن الفيتو الداخلي له تأثير في المعادلة، وقد يستطيع منع فرنجية أو غيره، وقد يمكنه أيضا فرض اسم ما، تحديداً في ظل براغماتية خارجية.

وتستكمل جولة بو صعب اليوم، مسيحياً أيضاً، بحيث يزور مقر حزب “الكتائب”. وفي السياق الرئاسي كذلك، أوضحت مصادر بكركي لوسائل إعلامية، أن لا فيتو لديها على أي اسم، وحتى على فرنجية، لافتة الى أن “الراعي عندما تحدث عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب، قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيين”.

معيشياً، نفذ سائقو السيارات العمومية اعتصاماتٍ في الطرقات بسبب المنافسة غير المشروعة، وغصت بهم مداخل العاصمة ووسطها وشوارعها، ما تسبب بزحمة سير خانقة استمرت ساعات. هي اعتصامات مثل سابقاتها، لن تؤثر في السياسيين، والمواطن دائماً ضحية قطع الطرقات، ككل التحركات منذ 17 تشرين 2019 إلى اليوم.

إقليمياً، وصل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي إلى دمشق أمس، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 13 عاماً، وتأتي في سياق الاتفاق الايراني – السعودي، وبالتزامن مع الانفتاح السعودي – السوري، والنقاش حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وكان لافتاً الوفد الاقتصادي الكبير الذي حضر معه، ما يعني أن هناك “سن أسنان” لحفظ المقاعد المتقدمة في ملف إعادة إعمار سوريا واستعادة ما أنفقته إيران على دعم بشار الأسد وقمع انتفاضة شعبه ضده منذ العام 2011.

SourceGRAND LB

أحدث المقالات

بيروت: لقاء ثلاثة أجهزة مخابرات

بشكل متزامن، كانت بيروت مطلع الأسبوع، مسرحاً لوجود مخابراتي ثلاثي: فرنسي أميركي وإسرائيلي. والتفاصيل،...

ماذا لو أُرجئ بتّ مصير قائد الجيش إلى ما بعد الأعياد؟

بين مجلسَي النواب والوزراء يتجمّد بتّ مصير قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يبلغ...

تطبيق 1701: الحزب يرفض.. ويفاوض!!

في عام 2006 انتهت حرب تموز بإصدار القرار الأممي 1701 تحت الفصل السادس، لكن...

“الحزب” لن ينسحب: ثمن التفاوض لاستقرار الحدود ستدفعه إسرائيل

الاستعاضة عن الحرب في جنوب لبنان، يكون بالتوجه نحو اتفاق سياسي برعاية دولية إقليمية،...

المزيد من هذه الأخبار

مادة انتقاد “عونيّة” لقائد الجيش!

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين...

بو حبيب: فرنسا أقصتنا عن اجتماعات لأننا فشّلنا مبادراتها

عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب...

تقويض القرار 1701… بتواطؤ دولي

يتعامل العالم مع جرائم هائلة تسحق أهل قطاع غزة وتبيدهم، بالكثير من البرود والتجاهل...

“تطابق” فرنسي-سعودي لبنانياً.. وتحذيرات حول مصير الجنوب

أصبحت الدوامة السياسية اللبنانية الداخلية “مضجرة” في كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية، لا سيما...

مهمة لودريان تبدَّلت من انتخاب الرئيس إلى السعي لتأجيل تسريح قائد الجيش

لم يعد خافياً أن الهدف الرئيس من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف...

لبنان بعد حرب غزّة… من يسأل عن قرار السلم والحرب؟

"لبنان ما بعد حرب غزة يشبه السؤال عن لبنان ما بعد الانتداب، ويشبه السؤال...

لودريان لم يطرح تعديلاً للـ1701… بل فرصة لتطبيقه

مع إعلان إسرائيل استئناف القتال ضدّ “حماس” سمحت أيام التبادل السبعة التي كانت واشنطن...

“ليونة” مستجدة بالملف الرئاسي.. وإصرار دولي على التمديد لعون

على وقع الزيارة الرابعة التي أجراها المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، تحدث...

بلى هُزمنا… والحلّ؟ فليحكم الحزب (1)

جرى هذا النقاش ضمن حلقة تفكير سياسي مناوئة للحزب ومرجعيّاته، في السياسة والأيديولوجيا والمنطلقات...

لبنان في مسار الحلّ من غزّة إلى واشنطن

عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وإن كانت في شكلها لا تحمل أيّ مبادرة...

لودريان “دبلوماسيّ بلا قفازات”… ينفعل و”يَزعَل”

لكلّ حقبة سياسية مُعضلات وإشكاليات، تجذب معها وساطات ووفود خارجية، في مغامرة أشبه ببحث...

متى سيبدأ الدولار بالهبوط… 50 ألفاً أو أقلّ؟

قبل انتهاء ولاية رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، كان التوقّع العامّ السائد بين...

“تعديل” الـ1701 ومنطقة عازلة: التفاوض مع “الحزب” بنبرة نارية

يتنقّل لبنان في السجالات بين الملفات، من دون حسم أي منها. وقد أصبحت هذه...

دعم قوي من “الخماسية” لمهمّة لودريان… وقلقٌ أمميّ على لبنان

في ظل استمرار الهدوء الحذر الذي يخيم على المناطق الجنوبية، طالما أن الهدنة الممددة...

حراك دولي جدّي لكسر جليد الرئاسة وإطفاء جمر الحدود

على عادتهم، يبرع اللبنانيون في ضرب بعضهم البعض من تحت الحزام، بناء على حسابات...