الرئيسيةمقالات سياسيةبرّي “المستغرب” تصلب المعارضة: حوار باسيل والحزب سيفرض نتائجه

برّي “المستغرب” تصلب المعارضة: حوار باسيل والحزب سيفرض نتائجه

Published on

spot_img

لا يخفي رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، استغرابه لرد فعل القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض قوى المعارضة السلبية حول دعوته للحوار. ما يفكر به رئيس المجلس هو أبعد من مسألة مجرّد الرفض، ويذهب للسؤال عن التداعيات والخلفيات، وما يمكن أن ينتج عن هذا الاستعصاء، علماً أن مشاركة قوى المعارضة في الحوار، تقطع الطريق على رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، كي لا يكون مفاوضاً أولاً ووحيداً مع الثنائي. أسئلة كثيرة تدور حول ما إذا كان ثمة ارتباط خارجي بهذه المواقف، ما قد يحمل مؤشرات أخطر.
فقد جاءت دعوة برّي في ضوء التنسيق مع الفرنسيين والبطريرك الماروني بشارة الراعي. وهو لا يزال مصراً عليها. لكن الأكيد أن الحوار لن ينجح في ظل غياب قوى المعارضة.

النصاب والتعطيل
هذه القوى تسعى إلى توسيع إطارها، من خلال السعي إلى تشكيل جبهة سياسية معارضة، تضم حوالى 31 نائباً معارضاً والسعي إلى رفع عددهم، بالإضافة إلى التواصل مع قوى سياسية غير ممثلة في المجلس النيابي، لتكرار تجربة “البريستول 2005″، والإعلان عن مشروع مواجهة حزب الله وحركة أمل سياسياً، وإسقاط مساعيهما لإيصال مرشحهما إلى بعبدا. في المقابل، ترى مصادر الثنائي الشيعي إن هذا التصعيد في خطاب القوات اللبنانية وحزب الكتائب يعود إلى استشعارهما جدية في حصول تقدّم في المساعي التي يبذلها حزب الله وحركة أمل لتوفير الأصوات اللازمة لفوز سليمان فرنجية بالرئاسة.
في هذا السياق، برزت لقاءات برّي مع كتل نيابية متعددة، أبرزها كتلة الاعتدال، بالإضافة إلى لقاءات يعقدها النواب السنّة، وكان آخرها لقاء مع النائب فيصل كرامي والكتلة التي ينتمي إليها. يُبرز ذلك المساعي لتوسيع هامش النواب السنّة المؤيدين لخيار فرنجية أو المنفتحين عليه، خصوصاً أن برّي كان قد أكد لنواب الاعتدال أن ما قصده بالجلسات المتتالية لا يختلف عن مسألة عقد جلسة مفتوحة بدورات متتالية، ما يعني إتاحة انتخاب الرئيس بـ65 صوتاً، ولكن بشرط توفير النصاب الدستوري أي 86 نائباً، دون ذلك فإن الثنائي سيكون قادراً على تعطيل النصاب. أما في حال حصل تطور إيجابي على خطّ التيار الوطني الحرّ والحزب، فحينها يصبح بالإمكان تأمين النصاب لانتخاب فرنجية، لا سيما أنه بالنسبة لبرّي، فاللقاء الديمقراطي لن يكون معارضاً لعقد الجلسة ولا معرقلاً لها، طالما أن طرفاً مسيحياً أساسياً قد سار في هذه التسوية. وبالتالي، فاللقاء الديمقراطي وإن قرر تعطيل النصاب لدورة أو دورتين فلن يكون قادراً على الاستمرار في التعطيل.

الحوار مع باسيل
يبدو الثنائي واثقاً من قدرته على استمالة المزيد من أصوات النواب السنّة، لرفع عدد الأصوات التي سينالها فرنجية. وبتقديرات الثنائي، فما بين 3 نواب و6 نواب سنّة من غير المتحالفين مع الحزب يمكن أن يلتحقوا بالتسوية. لكن الأهم هو تحقيق تقدّم على خطّ التواصل مع التيار الوطني الحرّ ورئيسه جبران باسيل. في هذا السياق، تبدو الاجواء متناقضة. فالبعض يقول إن هذا الحوار والذي ستبدأ جلساته العملانية والتقنية يوم الجمعة المقبل بين لجنتين تمثلان الطرفين، سيكون بحاجة إلى وقت طويل للاتفاق على نقاط أساسية، خصوصاً في ظل الإختلاف على كيفية تقسيم الأقضية في اللامركزية الإدارية الموسعة، والاختلاف حول الآلية المالية لها وإعطائها حق التشريع وإنشاء قوى أمنية فاعلة ومستقلة. في المقابل، تقول مصادر أخرى إن الحوار مع التيار يحقق تقدماً، وهناك إمكانية كبرى للوصول إلى تفاهم مع باسيل.
لكن الحسابات تبقى أبعد من ذلك بكثير، خصوصاً في ظل رفض قوى مسيحية أساسية لمسألة انتخاب فرنجية، ورفض الحوار أو ما يسمونه رفض إعطاء شرعية لحزب الله من خلال التحاور معه. فعدم توفير مظلة إقليمية ودولية وداخلية واسعة توفر الضمانات اللازمة لانتخاب فرنجية، ستكون نتيجته المزيد من التشظيات، لأنه في حينها ستصبح “اللامركزية الموسعة” أمراً واقعاً مفروضاً من قبل هذه القوى المسيحية التي ستعلن رفضها التعاون مع الرئيس أو الإعتراف به، ما سيؤسس إلى انقسامات سياسية، شعبية، مناطقية على قاعدة من يؤيد “الخضوع” لسلطة حزب الله، ومن يرفض ذلك. وهو ما سيرفع من نسبة تهديد “وحدة الكيان”.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...