الرئيسيةمقالات سياسية“الهدوء” النسبي جنوباً لن يدوم: مرحلة عسكرية جديدة آتية

“الهدوء” النسبي جنوباً لن يدوم: مرحلة عسكرية جديدة آتية

Published on

spot_img

لا يعني الهدوء النسبي الذي عاشته مناطق الجنوب اللبناني يومي الخميس والجمعة، بعدما أحجم حزب الله عن تنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع الإحتلال الإسرائيلي، أنه دائم وطويل. فما يجري هو جزء من سياق المعركة، لا سيما في إطار توضيح مشهدياتها في كل الإقليم، انطلاقاً من توزيع الأدوار القائم بين قوى محور المقاومة.
فحزب الله، بداية، انخرط في الصراع بشكل مباشر، وهذا كانت تقتضيه المعركة وما يتصل بالرسائل التي تقصّد الحزب إرسالها، حول مدى جهوزيته وقدراته. لكن الأهم بالنسبة إلى الحزب هو إظهار التكامل في الجبهات من دون الوصول إلى درجة فتح الجبهات بشكل موسع.

تقنية أميركية
وقد بدا ذلك واضحاً، في دخول الحوثيين على الخط من اليمن عبر إطلاق صواريخ. كذلك بالنسبة إلى فصائل عراقية نفذت عمليات ضد أهداف أميركية في العراق وسوريا. مرحلة أخرى ستأتي تتصل بتعاظم التحركات في الضفة الغربية كساحة استنزاف وإشغال جديدة لقوات الإحتلال. تماماً كما عمل الحزب على تحويل الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة. وبالتالي، ما يعمل عليه المحور، هو إظهار اتساع رقعة الردود، وتنويع الجبهات بالإضافة إلى الرد بشكل مباشر على الأميركيين وليس حصر الردود بالإسرائيليين، لا سيما أن الحزب وإيران يعتبران أن التقنيات الأميركية المتقدمة الممنوحة لإسرائيل، هي التي تمكنت من إلحاق الخسائر الكبيرة في صفوف الحزب في لبنان، خصوصاً باستخدام إحدى الطائرات المسيرة الأميركية، ذات التقنية المرتفعة والقادرة على اكتشاف الخلايا والعناصر برصد أي حركة، وإن كانت في أماكن غير ظاهرة أو مغطاة.
كل ذلك لا يزال ضمن قواعد معروفة سلفاً بالنسبة إلى الحزب. وهو يختار التوقيت الذي يراه مناسباً لتنفيذ أي عملية عسكرية، وفق ما تقتضيه وقائع المعارك. ولذلك، لا يمكن الركون إلى الهدوء الحذر والنسبي.

بنك أهداف جديد
طبعاً، يبقى حزب الله هو العنصر العسكري الأقوى في المحور، وذلك لا ينفصل عن تحديد توقيت التدخل وقواعده وحدوده. إذ من الممكن أن يكون تدخل الحزب بشكل أوسع مما كان عليه الوضع في الأيام الماضية متروكاً لمرحلة أخرى. ومن شأنه أن يهدف إلى تغيير في موازين قوى المعركة، بشكل لا يعود تدخله مقتصراً على إشغال الإسرائيليين فقط، إنما ينتقل إلى مرحلة جديدة فيها نوع من كسر الإسرائيليين أو الحاق الهزيمة بهم في معركة أو أكثر.
حسب ما يقول بعض العارفين في طريقة وآلية عمل الحزب، فبالتأكيد هناك من يعكف في المجلس العسكري فيه، لوضع خطط ورؤى حول آلية التدخل في المرحلة المقبلة، والتي ستكون مرتبطة بنقطتين، الأولى الردّ على الاعتداءات السابقة، والثأر لشهدائه، بالإضافة إلى الردّ على الحرائق المتعمدة التي أشعلها الإسرائيليون، وأرادوا منها “كشف الحزب” ومنعه من حرية الحركة بين الأحراج. أما الثانية، فهي تتصل باللجوء إلى آلية عسكرية جديدة، لا تعود مقتصرة على توجيه ضربات لمواقع عسكرية مقابلة للحدود اللبنانية، وهي المواقع نفسها التي استهدفها الحزب على مدى 16 يوماً. وبالتالي، هناك بنك أهداف جديد يعمل الحزب على تحديده.

نحو المستوطنات؟
من بين ما تنص عليه قواعد الاشتباك هو تجنّب الطرفين لاستهداف المدنيين، وما قبل هذه المواجهات وعندما كان حزب الله يسعى إلى الردّ على أي عملية اسرائيلية، كان يفضل اللجوء إلى تنفيذ عمليات عسكرية في مزارع شبعا المحتلة، باعتبارها منطقة عسكرية ولا مدنيين فيها. اليوم أصبح الوضع مختلفاً في كل المستوطنات التي تحولت إلى معسكرات، بعد إخلاء المدنيين منها، وهذا ما سيعطي للحزب هامشاً أوسع وأكبر لتنفيذ عمليات عسكرية فيها، وجزء من هذه العمليات قد يكون نوعياً، ولا يقتصر فقط على مسألة إطلاق صواريخ موجهة باتجاه مواقع أو آليات عسكرية.
لقد كان الحزب أول من هدد ولوح وأجرى مناورات في سبيل العبور والسيطرة على مستوطنات.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...