الرئيسيةمقالات سياسيةالنعوش الإسرائيلية.. هل تعيدهم إلى السلام؟

النعوش الإسرائيلية.. هل تعيدهم إلى السلام؟

Published on

spot_img

اعتبر كثيرٌ من المتشوّقين لإنقاذ غزّة كلام زعيم الحزب غير مثيرٍ للحماسة من أجل النجدة. بينما يريد زعيم الحزب الضغط على الأميركيين والإسرائيليين من أجل إيقاف المذبحة عندما يجعل دخوله رهناً بوقف الحرب أو عدم وقفها. إذ تدنو إمكانيات الدخول إذا استمرّت الحرب، وتتراجع إذا توقّف الزحف البرّي على غزّة. وبين هذا وذاك تستمرّ الاشتباكات اليومية على الحدود اللبنانية بين الحزب وقوات الكيان، التي يتمدّح الزعيم بأنّه احتجز في خضمّها قسماً كبيراً من الجيش الإسرائيلي الذي كان يمكن استخدامه ضدّ غزّة والضفة.
ولأنّ الزعيم يعتبر أميركا هي الخصم الأوّل فإنّه أثنى على الميليشيات العراقية والحوثية التي أطلقت النار والمسيّرات على القواعد والأساطيل الأميركية. وليس معروفاً لماذا لم تتدخّل الميليشيات الأقوى، لكن ربّما كان ذلك هو ما أراده الإيرانيون لكي تبقى الحرب محدودة، ولكي لا تُحرِج الحكومة العراقية كثيراً. وعلى كلّ حال الحرب حرب حماس وحلفائها وليست حرب الزعيم الذي يزعم أنّه ما كان على علمٍ بها! ولذلك يطلق الحماسيون النار على إسرائيل حتى من لبنان ويعلنون ذلك، بينما تستمرّ إسرائيل في مهاجمة مراكز الحزب دونما ذكرٍ لتدخّلات “قسّام” لبنان.

اعتبر كثيرٌ من المتشوّقين لإنقاذ غزّة كلام زعيم الحزب غير مثيرٍ للحماسة من أجل النجدة. بينما يريد زعيم الحزب الضغط على الأميركيين والإسرائيليين من أجل إيقاف المذبحة عندما يجعل دخوله رهناً بوقف الحرب أو عدم وقفها
مع وصول وزير خارجية أميركا أنطوني بلينكن إلى إسرائيل ثمّ وصوله إلى الأردن ظهرت الإشكاليات، أو لنقل النقاشات الحامية. إسرائيل لا توقف الحرب إلّا بعد إطلاق سراح الرهائن. والأميركيون يستصعبون ذلك ويخشون على أرواح الرهائن، ويريدون هُدَناً إنسانيةً أو وقفاً للنار، بحسب التعبير العربي، للتفاوض على إخراج الرهائن، والعودة إلى مفاوضات حلّ الدولتين.
المعروف أنّ حماساً والجهاد من أيام الحرب الأولى اعتبرا أسرى إسرائيل ورقة لإطلاق سراح الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وهم بالآلاف. وإلى ذلك هناك تفاصيل مثل الضغوط الإسرائيلية على المستشفيات ومنع إخراج الجرحى إلى مصر عبر معبر رفح، في حين يوقف الحماسيون إخراج الأجانب من غزّة حتى يخرج الجرحى، الذين يقول بلينكن إنّهم جرحى حماس.
إذاً ينفتح بجدّية ملفّ حلّ الدولتين، وهو الذي صرّح به إسماعيل هنيّة من قطر. وكانت حماس قد قالت مواربةً عام 2017 بحلّ الدولتين، وهي تقول ذلك الآن بوضوح عبر رئيس مكتبها السياسي، في حين ما يزال خالد مشعل الموجود بقطر أيضاً يريد إزالة الدولة الإسرائيلية.

قوّة النعوش… في الإقناع
لقد عرف الوزراء العرب بعمّان التفاصيل والمجاملات من بلينكن الآتي من إسرائيل. وسيجتمعون يوم 11 تشرين الثاني في مؤتمر قمّةٍ بالمملكة ليقرّروا كيف يعيدون الدخول إلى القضية الفلسطينية التي لم يعد ممكناً بقاؤها بين أيدي إيران وإسرائيل. لا أحد يريد حماساً طرفاً بعد تبادل الأسرى. إنّما هل يمكن ذلك على الرغم من الضعف الشديد النازل بها في مذابح الجوّ والبحر والبرّ؟ ومن جهةٍ أخرى هل السلطة الفلسطينية بزعامة أبي مازن مؤهّلة لقيادة المفاوضات على حلّ الدولتين بعد؟ إذ لم تعد ذات شعبيةٍ بين الفلسطينيين؟
الإسرائيليون على الرغم من استئخارهم للتفاوض، صاروا يميلون إلى أبي مازن الضعيف. بينما لم يتفق بلينكن مع الوزراء العرب في عمّان على طريقة البدء، وعلى الأطراف المشاركة. يريد العرب طيَّ صفحة الحرب بسرعة، للذهاب إلى التفاوض وترتيباته، بينما يفضّل بلينكن ضرب الحديد وهو ساخن على الطرفين. ولذلك قال في المؤتمر الصحافي في عمّان إنّ هناك اختلافاً في وجهات النظر، لكنّ الأميركيين والعرب تربطهم مصالح مشتركة في العديد من الأمور وفي مقدَّمها الآن الحرب في غزّة ومصائرها.

اختلفت تقديرات الإسرائيليين والأميركيين. العسكريون الأميركيون استصعبوا الحرب البرّية، والإسرائيليون قالوا إنّها طويلة لكنّهم سينتصرون بها
قبل نهاية الحرب: من يدير القطاع الذي لا يريد الإسرائيليون البقاء لإدارته، وهذا إذا نجحوا في الحرب البرّية. بينما يخشى كلّ الآخرين مسألة الإدارة بسبب مسؤوليّاتها الضخمة التي لا يستطيع طرفٌ واحدٌ تحمّلها.
حرب غزّة، التي تمتدّ إلى الضفّة قبل لبنان، زادت الوضع تعقيداً إلى حدٍّ بعيد. فقد صار الكلام بيزنطياً كما يقال: البيضة قبل الدجاجة أم الدجاجة قبل البيضة. هناك عدم قدرة إسرائيل على الحرب الطويلة. وهناك التحوّل في الرأي العام العالمي لغير مصلحة إسرائيل… وأميركا. وقد اختلفت تقديرات الإسرائيليين والأميركيين. العسكريون الأميركيون استصعبوا الحرب البرّية، والإسرائيليون قالوا إنّها طويلة لكنّهم سينتصرون بها. بيد أنّ أهوال الحرب وخسائرها الإنسانية والعمرانية صارت عاملاً رئيسياً يحول دون استمرار الحرب حتى الانتصار المبتغى. هو عضُّ أصابع، فمن يتنازل الآن للمدنيين؟ وليس لصمود أو انتصار هذا الطرف أو ذاك؟
الأوروبيون سكتوا بعد حماسة شديدة لإسرائيل. والأميركيون الرسميون يقولون الشيء ونقيضه. وخبراء حملة الرئيس الأميركي جو بايدن للرئاسة يخشون من تأثير الفشل في إيقاف الحرب على حظوظ الرئيس، ويريد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأشدّ تناقضاً في تصريحاته وتصرّفاته، إقامة مؤتمر دولي إنساني من أجل غزّة في مصر.
هل تكون حرب غزّة هي الحرب الأخيرة بالفعل بسبب الدم الفلسطيني المتدفّق منذ مئة عام؟

هذا ما يريده الفلسطينيون والعرب الآخرون والرأي العامّ العالمي. أمّا اللواء صائب عريقات فيرى أنّ “النعوش” الإسرائيلية المتزايدة والمتضخّمة الأعداد هي التي ستحسم لدى الإسرائيليين مسألة عدم العودة للحرب، والإصغاء لإمكانيات السلام.

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...