الرئيسيةمقالات سياسيةالمصرف المركزي حراسة قضائية؟!

المصرف المركزي حراسة قضائية؟!

Published on

spot_img
مصرف لبنان هو مرفق عام من مرافق الدولة الأساسية ومهمته اصدار النقد الوطني والحفاظ على قيمة هذا النقد. وهو وبحسب تعريفه في قانون إنشائه، (قانون النقد والتسليف) شخص معنوي من أشخاص القانون العام ويتمتع بإستقلال مالي.
يعتبر قانون النقد والتسليف هو القانون الخاص بالبنك المركزي. ولهذا فإن هذا المصرف لا يخضع لقواعد إدارة وتسهيل الأعمال وللرقابات التي تخضع لها مؤسسات القطاع العام الأخرى.
فالرقابة على أعمال المصرف المركزي يتولاها موظف من وزارة المال برتبة مدير عام ويسمى «مفوض الحكومة لدى المصرف المركزي». وهو صلة الوصل بين المصرف والدولة والعكس بالعكس.
الجهاز الإداري للمصرف المركزي تعينه الحكومة ابتدأ من حاكم المصرف ونوابه الأربعة ومن بين هؤلاء نائب الحاكم الأول الذي يحل وحده محل الحاكم عند شغور مركز هذا الأخير نهائيا. أما اذا كان شغورا عارضا كحالة سفر أو مرض بسيط فإن أياً من نواب الحاكم يمكنه ان يحل محله في فترة الغياب.
فيما عدا الإستقالة الإختيارية لا تتم اقالة الحكم الا لعجز صحي مثبت بحسب الأصول أو لإخلاله بواجبات وظيفته أو لخطأ فادح في تسهيل الأعمال. أما نواب الحاكم فتتم إقالتهم بذات الطريقة بناءً على اقتراح الحاكم او بعد استطلاع رأيه.
وكما أن المصرف المركزي ينشىء بقانون فإنه يلغى أيضا بقانون.
إن ولاية حاكم المصرف المركزي الحالي تنتهي في نهاية شهر تموز الجاري ويبدو أن الحكومة الحالية ليست في وارد التمديد له كما كانت تفعل في المرات السابقة، فضلا عن أن ثمة إعتراضات كثيرة منها ما هو سياسي ومنها ما هو قانوني تعارض أن تتولى الحكومة الحاضرة تعيين من يخلفه بحجة أن هذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال ليس إلا. وكذلك بدأت تلوح في الأفق حلول تأخذ كلها بالإعتبار أن النائب الأول للحاكم سوف لن يقبل بإستلام مركزه.
بادىء ذي بدء نشير الى أن المادة «25» من قانون النقد والتسليف أي القانون التأسيسي للمصرف المركزي تنص على انه عند شغور مركز الحاكم يحل محله حكما نائبه الأول. ولهذا لا يستطيع الأخير أن يرفض الإنصياع للتكليف القانوني وإن إصراره على الرفض يوازي الإستقالة من منصبه. لذلك ذهب البعض الى إقتراح حل غير قانوني وهو أن تعمد الحكومة الى وضع المصرف المركزي تحت الحراسة القضائية وتعيين «حارس قضائي» ريثما يتم تعيين الحاكم.
إن هذا الحل إذا كان جائزا ومعمولا به في عالم الشركات التجارية الخاصة سندا للمواد «720» وما يليها من قانون الموجبات والعقود التي تسمح عندما لا يتفق الشركاء على ملكية مال منقول أو غير منقول أن يتفقوا في ما بينهم حبياً على إختيار شخص ثالث محايد لحراسة هذا المال بصورة مؤقته وإلا أجيز لأحد الشركاء أن يطلب بصورة عاجلة من قاضي الأمور المستعجلة المختص تعيين مثل هذا الشخص الذي يسمى «الحارس القضائي». ينتهي بزوال السبب الدافع اليه.
إن الحل الذي اعتمد في تلفزيون لبنان لا يمكن إعتماده هنا لأن التلفزيون هو مؤسسة خاصة وليست مرفقا عاما في حين أن المصرف المركزي هو مرفق عام من مرافق الدولة ولا ينسجم وضعه مع مؤسسة الحارس القضائي.
لذلك فإن الحل الذي يبقى مقبولا هو ان تعمد الحكومة الحالية الى تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي إذا ما بقي النائب الأول مصرا على عدم تولي هذا المنصب لأن سلامة النقد الوطني تبقى من أهم الضرورات وأكثرها إلحاحا وتبرر للحكومة مثل هذا التعيين.

أحدث المقالات

لوائح بأسماء المرشحين للرئاسة: حرق المبادرات وهدر الفرص

يتعاطى الأفرقاء اللبنانيون مع الاستحقاق الرئاسي بانعدام الجدّية، كما مع كل المبادرات أو المساعي...

 الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري

بعد أسابيع الانشغال بزيارة الموفد الفرنسي الخاص جاء دور الانشغال بزيارة الموفد القطري للأيام...

رسالة سعودية وتهديد عوكر والتحرك القطري

إختزن الأسبوع الفائت عدداً من الوقائع المتفرقة حيال المأزق اللبناني، الذي تقر مصادر المعلومات...

بصمات شاب من الشرق الأوسط

ذات يومٍ دعاني رجلٌ شهيرٌ إلى فنجان قهوة. وكانتِ الدعوةُ مغريةً فقد تيسّر للرجل...

المزيد من هذه الأخبار

  موجات النزوح تجدّدت ومداهمات للجيش

ملف النازحين مفتوح على شتى الاحتمالات، مع تزايد موجات النزوح خلال اليومين الماضيين عبر...

 اجتماع نيويورك: انتخاب الرئيس لا يزال مؤجلا

تتفق الدول الخمس على الحوار وتختلف على الرئيس، فيما الافرقاء اللبنانيون يختلفون على الحوار...

الحقيقة المرّة: لبنان ليس على طاولة التفاوض

في خضمّ الغموض المتواصل حول مصير الجهود الخارجية للتوصّل إلى اتفاق على انتخاب رئيس...

هويّة الرئيس عنوان المرحلة..

منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، تمّ استبدال النفوذ السوري، الذي كان...

دجاجة الإنتخاب أولاً أم بيضة الحوار..؟!

ماذا تنفع كل الجهود والوساطات والإجتماعات التي تُعقد على مختلف المستويات، وخاصة بالنسبة للقاء...

دُفنت منصّة صيرفة ورأت «بلومبورغ» النور

طُويت صفحة منصّة صيرفة، ودُفنت في الدروج والدهاليز الرسمية، وستُذكر في كتب تاريخ أكبر...

الودائع أحرجت الجميع وأسقطت الاتفاق والخطة

هناك مجموعة من الأهداف للزيارة التي قام بها وفد صندوق النقد الدولي الى بيروت...

الحزب يحاور “المسيحيين”… أحزاباً وفرادى

في مواجهة التحدّيات المختلفة التي يواجهها لبنان واللبنانيون اليوم، عمد المسؤولون في الحزب خلال...

برّي لـ«اللواء»: جلسات متتالية على طريقةانتخاب بابا روما

يكاد الرّئيس نبيه برّي يكون الوحيد الّذي يحمل على عاتقه هموم الأمن والسّياسة والرّئاسة...

 الاخبار تنشر نص وثيقة دبلوماسية من سفارة عربية في بيروت

علاقة العرب بفكرة المؤامرة ملتبسة إلى حدّ تمرير مؤامرات كبيرة لا يقتنع أحد بها،...

 لودريان: عدنا إلى النقطة الصفر

انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية...

أيّ «النصابين» مطلوب: لـ«طاولة حوار» أم لـ«جلسة انتخاب»؟!

قبل ان تنتهي الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في الساعات المقبلة،...

عين الحلوة هل يلحق بنهر البارد؟

كلام القيادي الفلسطيني الفتحاوي عزام الأحمد عن وجود أطراف خارجية تُغذي القتال المستمر في...

باب التحوُّلات فُتِح في الشرق الأوسط

في أيلول الجاري، هناك حدثان يُعتبران من علامات المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط: الأول...

مخيَّم عين الحلوة يحاكي إقليم التفاح

دخلت أزقة وأحياء مخيم عين الحلوة موسوعة خطوط التماس الإقليمية في لبنان لتنضم الى...