الرئيسيةمقالات سياسيةالرياض وحلفاؤها: الاتصالات «مشوّشة»

الرياض وحلفاؤها: الاتصالات «مشوّشة»

Published on

spot_img

نقَل عن «أصدقاء» الرياض في بيروت أن «الخلية» السعودية المُوكلة إدارة الملف اللبناني باتَت، بعد الاتفاق الإيراني – السعودي، أكثر تجاهلاً لهواجس «الأصدقاء» التي تزداد مع تقدّم الحظوظ الرئاسية للنائب السابق سليمان فرنجية. غير أن أكثر ما يخشاه هؤلاء هو التحوّل السعودي الكبير تجاه دمشق، ما يجعل لبنان، بالنسبة إلى الرياض، مجرّد تفصيل مؤجّل، في وقتٍ يجهدون لوقف أي تداعيات قد تأتي على حسابهم، ويراهنون على ظروف «غير متوافرة» تسمح لهم بفرملة القطار السعودي الذي يسير في المنطقة بعكس ما يشتهون.

ومنذ فترة، يهمس حلفاء الرياض بصعوبة في التواصل مع أعضاء الخلية التي تضمّ الأمير خالد بن سلمان، ومستشار الأمن الوطني مساعِد العيبان، والمستشار الملكي نزار العلولا، ورئيس جهاز المخابرات خالد الحميدان، ورئيس جهاز أمن الدولة عبد العزيز الهويريني، فيما باتت وتيرة اللقاءات أقل مع عضو الخلية السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الذي تجمعه علاقة خاصة ببعض الأطراف السياسية كالقوات اللبنانية.
وزاد هذا الهمس ليتحوّل سخطاً لدى العاملين على خط بيروت – الرياض، ومن بينهم النائبان ملحم رياشي ووائل أبو فاعور، من عدم استجابة السعوديين لإلحاح القوى التي يمثلونها بضرورة إعلان المملكة موقفاً واضحاً وصريحاً من التسوية – المقايضة التي يطرحها الفرنسيون، خصوصاً أن صمت الرياض انعكس إرباكاً وضياعاً لدى الفريق اللبناني الذي يرفض الصيغة الباريسية، وغير قادر على التوحد خلفَ مرشح جدي في انتظار كلمة السر السعودية.
وباستثناء جولة البخاري، قبل أسابيع، على عدد من القوى السياسية «مُطمئناً» إلى «عدم انخراط بلاده في أي تسوية على حساب فريق من دون آخر»، لم ينجح اللبنانيون المقربون من الرياض في انتزاع ما يبدد خشيتهم مما يتردد عن «تغييرات في الموقف السعودي تجاه فرنجية ورسائل إيجابية نُقلت إلى الأخير عبر الفرنسيين». إضافة إلى تساؤلات كثيرة لم تتضح إجاباتها بعد، بسبب الخطوط «المشوشة» مع المسؤولين السعوديين، في وقت تتعامل المملكة بدينامية مع بقية ملفات المنطقة.

وأكثر ما تبرز الشكوى من اللامبالاة السعودية لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي عبّر عن استيائه، في حديث مع قناة «أم تي في»، بالقول: «لن أرشّح أحداً للرئاسة. وليقرر الكبار في هذا الأمر مثل حزب الله و(سمير) جعجع و(جبران) باسيل و(النواب) التغييريين». كذلك بدا جعجع، في مقابلته الأخيرة الأحد الماضي، في حال إنكار للتسويات الإقليمية التي تُعد الرياض شريكاً أساسياً فيها، مقللاً من تأثيرها على الشأن اللبناني، واصفاً الرئيس بشار الأسد بـ«الـجثة الهامدة»، في وقت كان الأخير يستقبل وزير الخارجية السعودي.
أرق كليمنصو ومعراب لا يرتبط فقط بالصمت السعودي تجاه الملف الرئاسي اللبناني، بل بالسياق العلني للتطورات في المنطقة بعدَ الاتفاق السعودي – الإيراني. وعزّز هذا الأرق انخراط الرياض في عملية إنهاء العزلة العربية المفروضة على دمشق، وبذلها جهوداً كبيرة لدعوة الرئيس الأسد إلى قمة الرياض. يعني ذلك، في حال بلوغه خواتيمه المرجوة، أن الرعاية المالية والسياسية التي حظيَ بها «أصدقاء» الرياض هؤلاء طوال سنوات العداء السعودي لسوريا ولإيران قد تنتفي بانتفاء الدور المطلوب. يبقى الفارق أن جنبلاط يجيد انتظار نتائج التطورات وانعكاساتها والتأقلم معها، فيما يظهر جعجع صبراً أقل، محاولاً استعادة بعض التوازن السياسي من خلال رفع الصوت علّه يلقى جواباً سعودياً.

أحدث المقالات

بيروت: لقاء ثلاثة أجهزة مخابرات

بشكل متزامن، كانت بيروت مطلع الأسبوع، مسرحاً لوجود مخابراتي ثلاثي: فرنسي أميركي وإسرائيلي. والتفاصيل،...

ماذا لو أُرجئ بتّ مصير قائد الجيش إلى ما بعد الأعياد؟

بين مجلسَي النواب والوزراء يتجمّد بتّ مصير قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يبلغ...

تطبيق 1701: الحزب يرفض.. ويفاوض!!

في عام 2006 انتهت حرب تموز بإصدار القرار الأممي 1701 تحت الفصل السادس، لكن...

“الحزب” لن ينسحب: ثمن التفاوض لاستقرار الحدود ستدفعه إسرائيل

الاستعاضة عن الحرب في جنوب لبنان، يكون بالتوجه نحو اتفاق سياسي برعاية دولية إقليمية،...

المزيد من هذه الأخبار

مادة انتقاد “عونيّة” لقائد الجيش!

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين...

بو حبيب: فرنسا أقصتنا عن اجتماعات لأننا فشّلنا مبادراتها

عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب...

تقويض القرار 1701… بتواطؤ دولي

يتعامل العالم مع جرائم هائلة تسحق أهل قطاع غزة وتبيدهم، بالكثير من البرود والتجاهل...

“تطابق” فرنسي-سعودي لبنانياً.. وتحذيرات حول مصير الجنوب

أصبحت الدوامة السياسية اللبنانية الداخلية “مضجرة” في كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية، لا سيما...

مهمة لودريان تبدَّلت من انتخاب الرئيس إلى السعي لتأجيل تسريح قائد الجيش

لم يعد خافياً أن الهدف الرئيس من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف...

لبنان بعد حرب غزّة… من يسأل عن قرار السلم والحرب؟

"لبنان ما بعد حرب غزة يشبه السؤال عن لبنان ما بعد الانتداب، ويشبه السؤال...

لودريان لم يطرح تعديلاً للـ1701… بل فرصة لتطبيقه

مع إعلان إسرائيل استئناف القتال ضدّ “حماس” سمحت أيام التبادل السبعة التي كانت واشنطن...

“ليونة” مستجدة بالملف الرئاسي.. وإصرار دولي على التمديد لعون

على وقع الزيارة الرابعة التي أجراها المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، تحدث...

بلى هُزمنا… والحلّ؟ فليحكم الحزب (1)

جرى هذا النقاش ضمن حلقة تفكير سياسي مناوئة للحزب ومرجعيّاته، في السياسة والأيديولوجيا والمنطلقات...

لبنان في مسار الحلّ من غزّة إلى واشنطن

عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وإن كانت في شكلها لا تحمل أيّ مبادرة...

لودريان “دبلوماسيّ بلا قفازات”… ينفعل و”يَزعَل”

لكلّ حقبة سياسية مُعضلات وإشكاليات، تجذب معها وساطات ووفود خارجية، في مغامرة أشبه ببحث...

متى سيبدأ الدولار بالهبوط… 50 ألفاً أو أقلّ؟

قبل انتهاء ولاية رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، كان التوقّع العامّ السائد بين...

“تعديل” الـ1701 ومنطقة عازلة: التفاوض مع “الحزب” بنبرة نارية

يتنقّل لبنان في السجالات بين الملفات، من دون حسم أي منها. وقد أصبحت هذه...

دعم قوي من “الخماسية” لمهمّة لودريان… وقلقٌ أمميّ على لبنان

في ظل استمرار الهدوء الحذر الذي يخيم على المناطق الجنوبية، طالما أن الهدنة الممددة...

حراك دولي جدّي لكسر جليد الرئاسة وإطفاء جمر الحدود

على عادتهم، يبرع اللبنانيون في ضرب بعضهم البعض من تحت الحزام، بناء على حسابات...