الرئيسيةمقالات سياسيةالرئاسة للارتباط أكثر بالإيقاع الإيراني- السعودي وترتيباته الميدانية

الرئاسة للارتباط أكثر بالإيقاع الإيراني- السعودي وترتيباته الميدانية

Published on

spot_img

عين على الخارج، وأخرى على الداخل. لم يعد من مجال للفصل ما بين التطورات الخارجية والداخلية، بانتظار الوصول إلى تسوية تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. في هذا السياق، ثمة من يعتبر أن الاستحقاق لا يزال بعيداً. فيما آخرون يعتبرون أن هناك فرصة حقيقية لإنجازه في الفترة الممتدة ما بين منتصف شهر أيار وآخر شهر حزيران، على حد تعبير مصادر ديبلوماسية متعددة. وهذه المصادر بنت وجهة نظرها على ما تسرّب من معطيات بنتيجة زيارة وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان. شدد عبد اللهيان على الإيجابيات التي تنجم عن الاتفاق الإيراني مع السعودية، وأكد أن طهران متحمسة جداً لاستكمال هذا الاتفاق وتطويره وتحقيقه. وبناء عليه، كانت المشاورات بين عبد اللهيان وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

خيارات نصرالله
هي مشاورات يمكن تقسيمها إلى قسمين. الأول يتعلق بالملف اللبناني، والثاني يرتبط بالتطورات الخارجية. على الصعيد اللبناني، أبلغ عبد اللهيان نصرالله بكامل الثقة الإيرانية في خيارات الحزب، وطريقة إدارته للملفات، بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية. كما أنه كان هناك توافق بين الجانبين على عدم الذهاب إلى خيار استفزازي أو هجومي للطرف الآخر، لا مسيحياً ولا حتى للسعودية، وأن خيار دعم فرنجية من قبل الحزب مستمر لحين توفير الظروف المؤاتية داخلياً وخارجياً.
لا جواب حتى الآن حول مصير ترشيح فرنجية، في حال لم توافق القوى الداخلية والخارجية. هنا تتكاثر الاجتهادات لتفيد بأن الحزب سيخوض معركة فرنجية إلى النهاية. ولكن في حال وصلت إلى حائط مسدود، لا أحد يملك المعرفة بكيفية الانتقال إلى مرحلة ثانية. اجتهاد آخر يفيد بأن الحزب سيبقى مستمراً بدعم خيار فرنجية، حتى وإن توافق الآخرون على مرشح بديل وتمكن من الوصول، فالحزب سيبقى داعماً لمرشحه إلا في حال قرر هو الانسحاب. اجتهاد ثالث، يعتبر أنه في المرحلة المقبلة قد تنسحب التطورات على المواقف الداخلية والخارجية، وقد تدفع بترشيح فرنجية قدماً، بناء على تطور العلاقات السعودية الإيرانية، والسعودية السورية.

التفاوض مع السعودية
ومن بين الاجتهادات التي تتكاثر أيضاً، ولدى سؤال مسؤولين في حزب الله حول الموقف السعودي، وإذا كانت إيران يمكن أن تتفاوض مع السعودية نيابة عنه، كان الجواب بالنفي، وإن إيران حريصة على أن يكون التفاوض مع حلفائها كل على حدة. من هنا يبرز التركيز مجدداً على إمكانية إجراء الحزب لتواصل أو تنسيق مع السعودية، من شأنه أن ينعكس في الكثير من الملفات اللبنانية إيجاباً، سواء بملف رئاسة الجمهورية أو في ملفات أمنية أخرى. وهنا تقول مصادر متابعة، إنه بحال حصل هذا التواصل، فإن السعودية ستكون قادرة على تحقيق مكاسب كبيرة.
في المقابل، لا يمكن فصل كل هذه التطورات على الساحة اللبنانية عن تطورات الوضع في المنطقة. وهنا لا بد من العودة إلى القسم الثاني من المشاورات بين عبد اللهيان ونصرالله والتي تناولت ملفات المنطقة ككل، والإصرار الإيراني على تحقيق تقدم على خطّ الاتفاق مع السعودية. تشير مصادر متابعة إلى أن عبد اللهيان وضع أمين عام الحزب في كل تفاصيل التطورات، بما فيها الاتفاق الإيراني السعودي على الملفين اليمني والسوري. وفي هذا السياق، تندرج زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا، لإثبات الحضور وتثبيت الوجود. وهو منسق مع السعودية، بالإضافة إلى وجود اتفاق بينهما على ضبط الوضع الأمني، وضبط الحدود ومنع تهريب المخدرات، بالإضافة إلى إعادة إعمار مناطق متعددة لتأمين عودة لاجئين إليها.

ترتيبات إقليمية في سوريا
تتعاطى إيران وحزب الله من موقع الطرف المنتصر في سوريا. وبالتالي، لن يقدما تنازلات كبيرة أو لن يتخليا عن مكتسبات، فيما المقابل سيكون مرتبطاً بضبط الحدود وإعادة لاجئين، بالإضافة إلى عملية إعادة تموضع عسكرية وأمنية في مناطق متعددة. هذا لا ينفصل أيضاً عن اتفاق إيراني-تركي-روسي-سوري حول إنجاز عمليات إعادة تموضع بين هذه القوى في سوريا، ولا سيما لجهة الشمال، علماً أن بعض المعلومات تفيد بأن طهران ستجري عملية إعادة تموضع في دمشق، والبادية السورية، وعلى الحدود مع العراق وفي حلب. ومن بين ما اتفق عليه بين الإيرانيين والسوريين والسعوديين، هو العمل على ضبط الحدود مع لبنان وإغلاق المعابر غير الشرعية، مقابل الإبقاء على المعابر الشرعية.
في هذا السياق، برز لبنانياً تحرك للسفير السعودي وليد البخاري، وسط انتظار لبناني لأي موقف سعودي جديد يرتبط بالاستحقاق الرئاسي وبكل تطورات المنطقة أيضاً. فلا يمكن للمعيار الرئاسي أن يكون منفرداً لدى السعودية أو إيران أو فرنسا، ولا بد من تقاطع بين كل هذه القوى. والأهم، أنه لا مجال لتجاوز الموقف الأميركي في هذا السياق. هذا وحده كفيل بالإشارة إلى أن كل ما يتعلق بالسياق الداخلي اللبناني لا بد له أن يكون مستمداً من الإيقاع الخارجي.

أحدث المقالات

بيروت: لقاء ثلاثة أجهزة مخابرات

بشكل متزامن، كانت بيروت مطلع الأسبوع، مسرحاً لوجود مخابراتي ثلاثي: فرنسي أميركي وإسرائيلي. والتفاصيل،...

ماذا لو أُرجئ بتّ مصير قائد الجيش إلى ما بعد الأعياد؟

بين مجلسَي النواب والوزراء يتجمّد بتّ مصير قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يبلغ...

تطبيق 1701: الحزب يرفض.. ويفاوض!!

في عام 2006 انتهت حرب تموز بإصدار القرار الأممي 1701 تحت الفصل السادس، لكن...

“الحزب” لن ينسحب: ثمن التفاوض لاستقرار الحدود ستدفعه إسرائيل

الاستعاضة عن الحرب في جنوب لبنان، يكون بالتوجه نحو اتفاق سياسي برعاية دولية إقليمية،...

المزيد من هذه الأخبار

مادة انتقاد “عونيّة” لقائد الجيش!

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين...

بو حبيب: فرنسا أقصتنا عن اجتماعات لأننا فشّلنا مبادراتها

عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب...

تقويض القرار 1701… بتواطؤ دولي

يتعامل العالم مع جرائم هائلة تسحق أهل قطاع غزة وتبيدهم، بالكثير من البرود والتجاهل...

“تطابق” فرنسي-سعودي لبنانياً.. وتحذيرات حول مصير الجنوب

أصبحت الدوامة السياسية اللبنانية الداخلية “مضجرة” في كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الأساسية، لا سيما...

مهمة لودريان تبدَّلت من انتخاب الرئيس إلى السعي لتأجيل تسريح قائد الجيش

لم يعد خافياً أن الهدف الرئيس من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف...

لبنان بعد حرب غزّة… من يسأل عن قرار السلم والحرب؟

"لبنان ما بعد حرب غزة يشبه السؤال عن لبنان ما بعد الانتداب، ويشبه السؤال...

لودريان لم يطرح تعديلاً للـ1701… بل فرصة لتطبيقه

مع إعلان إسرائيل استئناف القتال ضدّ “حماس” سمحت أيام التبادل السبعة التي كانت واشنطن...

“ليونة” مستجدة بالملف الرئاسي.. وإصرار دولي على التمديد لعون

على وقع الزيارة الرابعة التي أجراها المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، تحدث...

بلى هُزمنا… والحلّ؟ فليحكم الحزب (1)

جرى هذا النقاش ضمن حلقة تفكير سياسي مناوئة للحزب ومرجعيّاته، في السياسة والأيديولوجيا والمنطلقات...

لبنان في مسار الحلّ من غزّة إلى واشنطن

عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وإن كانت في شكلها لا تحمل أيّ مبادرة...

لودريان “دبلوماسيّ بلا قفازات”… ينفعل و”يَزعَل”

لكلّ حقبة سياسية مُعضلات وإشكاليات، تجذب معها وساطات ووفود خارجية، في مغامرة أشبه ببحث...

متى سيبدأ الدولار بالهبوط… 50 ألفاً أو أقلّ؟

قبل انتهاء ولاية رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، كان التوقّع العامّ السائد بين...

“تعديل” الـ1701 ومنطقة عازلة: التفاوض مع “الحزب” بنبرة نارية

يتنقّل لبنان في السجالات بين الملفات، من دون حسم أي منها. وقد أصبحت هذه...

دعم قوي من “الخماسية” لمهمّة لودريان… وقلقٌ أمميّ على لبنان

في ظل استمرار الهدوء الحذر الذي يخيم على المناطق الجنوبية، طالما أن الهدنة الممددة...

حراك دولي جدّي لكسر جليد الرئاسة وإطفاء جمر الحدود

على عادتهم، يبرع اللبنانيون في ضرب بعضهم البعض من تحت الحزام، بناء على حسابات...