الرئيسيةمقالات سياسيةالأحداث الأمنية هل تعيد الحضور إلى الاستحقاق الرئاسي الغائب؟

الأحداث الأمنية هل تعيد الحضور إلى الاستحقاق الرئاسي الغائب؟

Published on

spot_img

مع أن الأحداث الأمنية التي شهدتها الساحة المحلية وآخرها ما يتصل بشاحنة الكحالة هي من تفرض نفسها في الوقت الراهن في ضوء عودة الانتقادات لاستباحة السلاح وهيمنة حزب الله, إلا أن الربط بينها أي بين هذه الأحداث وبين تعجيل إنجاز الإستحقاق الرئاسي ليس منطقيا لأكثر من سبب, فالملف الثاني يحتاج إلى الكثير من العمل كما أن ما جرى مؤخرا لاسيما في الكحالة يعمل على ترتيبه حتى وإن تعاظمت المواقف المناهضة للحزب من قبل افرقاء المعارضة. وقد تتواصل هذه المواقف في الأيام المقبلة وتصدر بيانات في أعقاب اجتماعات حزبية وغيرها إلا أنها تبقى ضمن إطار الردود الكلامية.
ما جرى في الكحالة هو حادث أعاد إلى الأذهان حوادث سجلت في بعض المناطق وجرى العمل على معالجتها قبل أن يتوسع نطاقها وتتخذ طابعا مأساويا، وبالطبع حصل بعضها قبل الشغور الرئاسي وبعضها بعده، على أن الملف الرئاسي غير المستقر لا يزال بعيدا عن الحسم, فهل أن احداثا أمنية تعيده إلى سكة البحث من جديد ؟ لا يجوز التكهن أو الجزم أن الرئاسة لن تأتي إلا على صفيح ساخن حتى وإن ذهب البعض في الاعتقاد أن التسوية الرئاسية تتم في أعقاب تطورات دموية.

في الوقت الحالي, يسجل تراجع في الملف الرئاسي ولا يزال مصير تقاطع التيار الوطني الحر والمعارضة مجهولا بسبب خوض التيار البرتقالي حوارا مع حزب الله، كما أن النائب جبران باسيل لم يخرج ليقل ان هذا التقاطع في تأييد الوزير السابق جهاد ازعور وصل إلى خواتيمه مكتفيا بالإشارة إلى الحوار والى اتفاق اولي مع حزب الله على اسم توافقي وتسهيل الاسم مقابل مطالب, لكنه قال ان الحوار لا يزال في بدايته .ومعلوم أن الحوار لا يشمل الاسم إنما البرنامج وبعض الضمانات.
وفي هذا الإطار، توضح مصادر معارضة لـ”اللواء” أن النائب باسيل لم يعلن صراحة إنهاء التقاطع لكن بمجرد أشارته إلى بداية حوار مع الحزب على اسم يعني أن لا مكان للتقاطع بصريح العبارة فكيف يخوض حوارا رئاسيا مع فريق الممانعة ويُبقي على تقاطعه مع المعارضة إلا إذا أراد عدم قطع «شعرة معاوية» على أن المعارضة تدرك حقيقة تحرك رئيس التيار وهواجسه الرئاسية، لكن هل يعلم فعلا أنه لن يخرج بنتيجة مع الحزب الذي في نهاية المطاف لن يدعم الا المرشح الذي يراه مناسبا, كما أنه ليس واضحا ما إذا كان باسيل يقبل في السير برئيس تيار المردة النائب السابق سليمان الذي يحظى بتأييد الثنائي الشيعي ولن يقدم إشارة واضحة مغايرة لهذا التوجه كما أنه سيقاتل ضد ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون, وفي الوقت عينه لا تزال المعارضة على رأيها الرافض لوصول رئيس من الممانعة إلى قصر بعبدا وإن اللجوء إلى خيار مرشح آخر لا يزال مبكرا.

وتسأل هذه المصادر أنه كيف يمكن لهذا التقاطع الاستمرار وجلسات الإنتخاب مغيبة والتعطيل مستمر في حين ان التعويل على حوار من دون جلسات الإنتخاب المتتالية، لا طعم له وبالتالي فإن الحوار المطروح من قبل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يستدعي استفسارات اكثر لو أن العنوان العريض هو اجتماع القيادات من أجل أزمة الرئاسة, فما هو المطلوب هل التفاهم ثم الدعوة لهذه الجلسات المفتوحة، وهل أن المطلوب التوافق مع حزب الله الذي يبرز يوميا فائض قوته, ام المطلوب الإتيان برئيس سيادي يحمي الدولة ومؤسساتها ؟ وهل يقبل حزب الله بطرح النائب باسيل حول اللامركزية الإدارية والمالية ؟ وتضيف : الحل يقوم بتخلي الممانعة عن فرض توجهاتها الرئاسية والمبادرة بالقبول برئيس يتمتع بالصفة السيادية والإصلاحية.

وتعتبر أن الخشية التي يبديها اللبنانيون بشأن تطورات أمنية محددة قائمة وحادثة الكحالة كادت أن تجر إلى ما هو أكبر، ومن يضمن ألا تتكرر حادثة كهذه, على أنه من غير المقبول الموافقة على تسوية بفعل واقع أمني يُفرض على الجميع، ولذلك فإن على المعارضة رص صفوفها والعودة إلى المطالبة بالمسار الدستوري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي المنتظر, مشيرة إلى أن هناك مطالبة من بعض الأفرقاء من المعارضة بمواصلة النضال الكياني، وهذا ما عبر عنه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي تحدث عن مرحلة جديدة بالنسبة إلى حزبه, أما رئاسيا فستكون المعارضة على موعد مع اجتماعات لبلورة أي موقف جديد قبل شهر أيلول المقبل وقد تخرج بموقف قبل هذا التاريخ.
لم تأتِ حادثة الكحالة أو غيرها لتؤخر الملف الرئاسي لأنه لم يشهد حراكا كبيرا منذ أن طرح الموفد الفرتسي فكرة الاجتماع،في حين ان اللقاءات الحوارية التي تُعقد لا تزال غير قادرة على إتمام أي تفاهم, وهذا يعني أن الرئاسة لا تزال تحتاج إلى معطى جديد وفعال .

أحدث المقالات

جنوب الحرب وشمال النازحين والدرّاجات.. تلغي”الدولة الوطنيّة”؟

كان المشهد في لبنان يوم الجمعة الماضي معبّراً جدّاً عن صورة البلد وإشكاليّاته، أو...

كيف سينعكس غياب رئيسي وعبد اللهيان على لبنان؟

بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير...

سباق التفاوض الإقليمي: “الثنائي الشيعي” للفوز بلبنان والرئاسة؟

أحداث من التاريخ يمكنها أن تتشابه أو أن تتكرر، وإن بسياقات وظروف مختلفة. أواخر...

الزيارة الأولى منذ اتفاق الدوحة… ما وصيّة جنبلاط من قطر؟

للمرة الأولى له منذ أيار 2008، يوم استضافت قطر القادة اللبنانيين وإعلان اتفاق الدوحة،...

المزيد من هذه الأخبار

قطر من “استوكهولم”: سلام شامل أو حرب أوسع..

تاريخ طويل من التفاوض الدبلوماسي بين القوى المحلّية والعالمية أعطى قطر القدرة على المراوغة...

هل تُطرَد غادة عون من القضاء؟

مع تحديد موعد لمثول النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس...

سياسيّو لبنان: “الأطفال الذين يلعبون بالرمل”؟

يرسم بعض المهتمّين الأجانب بأزمات لبنان صورة غير متفائلة جرّاء استمرار ربط الحلول فيه...

“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات أو عقوبات

ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث...

مهلة حزيران للحــزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا...

“اليوم التالي” في غــزة ولبنان: الحرب اقتراح إسرائيل الوحيد

على دوي الحرب وهديرها، تتعدد مسارات البحث عن ما يسمى بـ”اليوم التالي” لغزة، وهو...

ماذا فعل “حــزب الله” في ملف النزوح؟

في 2 تشرين الأول 2023 تناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ملف...

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ...

صمود الحزب وحماس و”انتصارهما”: معركة نهاية الحروب في المنطقة؟

قاعدة “الحرب سجال” و”الأيام دول”، هي التي يعتمدها حزب الله وحركة حماس في المواجهة...

إنتقاد “المجتمع الدولي”… لتغييب إيران عنه؟

قد يكون انتقاد المجتمع الدولي والحملة على مواقفه، سواء في ما يخصّ عبء النازحين...

تعقيدات المفاوضات الحدودية: الطلعات والإعمار والتنقيب

لا كلام جدياً في الرئاسة. يستعيد سفراء اللجنة الخماسية حراكهم من خلال اجتماع تستضيفه...

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة...

نصرالله “المنتصر”: وصيّ على مستقبل لبنان وسوريا ولاجئيها

يستعجل حزب الله إعلان انتصاراته. لا يريد لها أن تقتصر على لبنان فقط، بل...

وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب

ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع...

عين الخارج على هويّة الرئيس قبل الحدود

كلٌّ عالق في مأزقه الخاصّ. جو بايدن عالق في استحقاقه الرئاسي. بنيامين نتنياهو عالق...